نشر مركز المصالحة الروسي توضيحاً يتعلق بالعدوان الإسرائيلي الذي استهدف محيط العاصمة دمشق فجر أمس الأربعاء.
وأكد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليغ غورينوف، أن مقاتلتي F16 تابعتين لسلاح “الجو الإسرائيلي” هاجمتا نقاطاً في دمشق مما أدى إلى إصابة جنديين سوريين.
وقال غورينوف: “من الساعة 00.26 إلى الساعة 00.36، شنت مقاتلتان من طراز F16 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية على مستودعات تقع في محافظة دمشق، مما أسفر عن إصابة جنديين سوريين وإلحاق أضرار مادية”.
وأفادت الدفاع السورية أمس الأربعاء بأنه “حوالي الساعة الثانية عشرة و 25 دقيقة بعد منتصف الليل نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
تخوّف “إسرائيلي” من الموقف الروسي:
تأتي البيانات الروسية عن الغارات “الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا في الوقت الذي يحذّر فيه خبراء “إسرائيليون” من تغيّر السياسة الروسية إزاء الكيان الإسرائيلي، سيما بعد حرب أوكرانيا، التي تسببت بانزعاج روسي من “الموقف الإسرائيلي” إزاء هذه الحرب إلى جانب التقارب العسكري الروسي- الإيراني الذي تعمق بعد حرب أوكرانيا، وفي هذا الصدد لفتت صحيفة “هآرتس” العبرية إلى أن “التقارب الروسي- الإيراني يهدد حالة التنسيق الأمني التي تتطلع إليها “إسرائيل” مع روسيا في سوريا”.
وفي آذار الفائت أكد رئيس الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية عميت ساعرط، أن خطورة التقارب بين وموسكو وطهران، على الكيان الإسرائيلي ناتجة عن حاجة روسية إلى إيران.
وفيما يتعلق بـ”الموقف الإسرائيلي” من حرب أوكرانيا، فسبق أن أكد محلل الشؤون الدولية في فرانس 24، خالد الغرابلي: “روسيا تحاول أن تجعل إسرائيل تدفع الثمن بالسماح أكثر لإيران للتحرك بحرية أكبر في سماء سوريا”.
بدورها نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية تقريراً في تشرين الثاني الفائت، أكدت فيه أن “الاستهدافات الإسرائيلية تحمل في طياتها مخاطر الصدام مع روسيا”، مشيرة إلى أن روسيا التزمت في الآونة الماضية الصمت إزاء هذه الاستهدافات ومن الممكن أن تعدل سياستها في المستقبل.
دعوة لإعادة صياغة الاستراتيجية “الإسرائيلية” إزاء سوريا
دعت “دراسات إسرائيلية” عدة إلى ضرورة رسم “استراتيجية إسرائيلية” جديدة إزاء سوريا، وكان آخر هذه الدراسات، هي دراسة نشرها “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب” الأسبوع الفائت، وأشارت إلى أن “الغارات “الإسرائيلية استنفدت معظم غاياتها، حتى أنها تسببت بنتائج سلبية غير مقصودة وتتزايد شدتها”، لافتة إلى أن اتساع هذه العمليات العدوانية الإسرائيلية ساعد وبلور نشوء “محور المقاومة” الذي يعمل عملاً مكثفاً أكثر ضد الكيان الإسرائيلي، وتزايد خطورة المواجهة متعددة الجبهات بالتزامن مع وجود أعداء مختلفين للكيان الإسرائيلي.
وفي آذار الفائت أجرت الباحثة في “معهد دراسات الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب” التي تدعى “عيدان كدوري” دراسة، أكدت فيها أن الثمن الذي يدفعه الكيان الإسرائيلي إزاء الاستراتيجية التي يتبعها والمرتبطة بتنفيذ “غارات مستمرة” على سوريا، يفوق “المنفعة الإسرائيلية” بكثير، موضحة أن “هذه الاستراتيجية يقابلها رد يستهدف القواعد الأمريكية في سوريا”، مشيرة إلى أن “استهدافات القوات الأمريكية في سوريا توضح الثمن الذي تدفعه الولايات المتحدة، وقد يؤدي لتقليص مشاركتها لدرجة الانسحاب من سوريا خلافاً للمصالح الإسرائيلية، ولعل استمرار الهجمات يثير التساؤلات عن استمرار الدعم الأمريكي للحملة الإسرائيلية”، مضيفة أنه “المطلوب الآن بعد مرور عقد كامل من اتباع هذه الاستراتيجية هو إعادة التفكير في أهداف الجيش الإسرائيلي في إطار صياغة استراتيجية واسعة ومحدثة تجاه الساحة السورية، وبلغة الأرقام فقد شهدت سنوات 2018-2019 وقوع 18- 22 هجوماً سنوياً، مقارنة بما حدث بين عامي 2020-2022، حيث شهدت هذه المدة 36-32 هجوماً سنوياً أي بمعدل 3 غارات شهرياً”.