أثر برس

“على أونا على دوي”.. قرش ثاني يتصدر مزاد الأسماك في بانياس، هل للحرارة علاقة بازدياد ظهوره؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس لليوم الثاني على التوالي، تتصدّر سمكة القرش مزاد بيع الأسماك في بانياس، ما أثار تساؤلات لا تخلو من بعض الخوف، جراء وجود أعداد كبيرة من أسماك القرش في المياه السورية، مستندين في ذلك إلى ظهوره بكثرة مع الصيادين الذين يخوضون معركة عض أصابع طويلة ومثيرة مع سمكة القرش التي تبتلع الطعم وتحاول الإفلات من دون جدوى.

أحد الصيادين الذين كانوا على متن القارب الذي اصطاد سمكة القرش أمس في بانياس، قال لـ”أثر”: “متعة ورهبة في آن معاً يشعر بهما الصياد بعد أن تبتلع سمكة القرش “الطعم” المعلق بسنّارة حديد، لتبدأ عملية الشد والجذب بين الصياد ومن معه على القارب وبين السمكة التي تحاول الإفلات، حتى تنهك بعد وقت، وتستسلم للصياد”، مضيفاً: “نبقى حذرين جيداً لأن السمكة بطبيعة حالها مفترسة”.

وأكد أن اصطياد سمكة القرش يشكل غلّة جيدة خاصة أن وزنها كبير يزيد عن 100 كغ، ناهيك عن متعة المغامرة التي يعيشها الصياد، والتي تبقى حكايته المفضلة لسرد تفاصيلها الشيقة للعائلة والأصدقاء.

وأشار الصياد إلى أن صيد سمكة القرش يتطلب الدخول مسافات في عرض البحر لا تقل عن 300-400 متر بعيداً عن السواحل، باعتبارها لا تقترب من الشواطئ وتعيش على الأعماق، مؤكداً أن اصطياد سمك القرش هذا العام لا يختلف عن الأعوام السابقة، فالأسماك موجودة في مياهنا منذ سنوات طويلة وليست دخيلة.

من جهته، أكد الأستاذ في علم الأسماك بكلية الزراعة في جامعة تشرين الدكتور مالك علي لـ”أثر” أن سمكتي القرش التين تم اصطيادهما أمس واليوم، يطلق عليهما محلياً تسمية “السمك الأصلي”، وهي من الأنواع الموجودة في المياه السورية وتم توثيقها منذ عام 2003.

وبحسب علي، سمّي هذا النوع من سمك القرش بـ”الأصلي” كاسم محلي ليسهل على الصيادين الإشارة إليه، ناهيك أن لحمه طيب المذاق، وقد يكون العامة أطلقوا عليه لقب الأصلي للدلالة على أن من اشتراه لم يتعرض للغش بسبب طعمه الطيب.

وعن السبب وراء ظهور سمك القرش بكثرة هذه الفترة، بيّن علي أن هناك مجموعة من الصيادين متخصصين بصيد أسماك القرش دون سواها، ينصبون وسائل صيد خاصة بأسماك القرش على أعماق معينة وفي أماكن محددة، لذلك يصطادون أسماك القرش التي تظهر في أسواق السمك، مدللاً بأنه ليس جديداً ومن يريد رؤية سمك القرش أو شرائه عليه أن يتوجه إلى سوق السمك قبل الساعة السابعة صباحاً ليجده قبل أو أثناء قيام من يشتريه وهو يشفيه ويقطعه إلى قطع ويبيعه بالكيلو غرام.

ونفى علي أن يكون السبب وراء ظهور سمك القرش هو الهجرة من البحر الأحمر، أو حادثة مهاجمة سمكة القرش للسائح في مصر، أو القبة الحرارية التي تشهدها البلاد، مؤكداً أنه أمر طبيعي جداً أن يظهر سمك القرش من نوع “الأصلي” بأحجام كبيرة يزيد عن 100كغ، وبطول يتراوح بين 160-170 سم، مشيراً إلى أنه عام 2010 تم اصطياد سمكة قرش من نوع آخر بوزن 3 طن وبطول 690 سم.

وأوضح علي أن ظهور سمك القرش بأحجام كبيرة يعني أنه لا يتعرض للصيد الجائر حتى وصل إلى هذا الحجم، ولا يعكس أبداً عن وجوده بأعداد وأحجام كبيرة.

وأكد علي أن أسماك القرش من الأنواع المفترسة، لكنها لا تشكل خطورة لسببين، الأول أنها لا تقترب من الشواطئ، والثاني أنها تعيش في الأعماق التي لا يصل إليها السائح ولا الصياد.

يذكر أنه بالأمس تم اصطياد سمكة قرش في بانياس بوزن 117 كغ تم بيعها بالمزاد بسعر 8000 للكيلو الواحد قبل أن يتم نقلها إلى المسمكة وتشفيتها وبيعها لحم صافي بسعر 15 ألف للكيلو ثم نقلها إلى دمشق.

يشار إلى أنه يوجد في المياه السورية 45 نوعاً من أسماك القرش الغضروفية.

 صفاء علي – طرطوس

 

اقرأ أيضاً