استكمالاً للمسارات العربية في سوريا، والتي كان آخر نتائجها عودة دمشق إلى الجامعة العربية أمس الأحد، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اتصال هاتفي اليوم الإثنين، مع نظيرته النرويجية أنيكن هويتفيلد، تطورات الأزمة السورية.
وقال الصفدي: “إن اللجنة التي شكلتها الجامعة العربية، أمس الأحد، وفق مخرجات اجتماعي جدة وعمان، ستستمر في الانخراط مع الحكومة السورية لبحث سبل التدرج نحو حل سياسي للأزمة، ومعالجة تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254″، وفقاً لما نقلته وكالة “بترا” الأردنية.
وكذلك بحث الصفدي الملف ذاته مع وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب، ووفقاً لوكالة “بترا” فإن الصفدي وضع لحبيب في صورة التحركات العربية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
ونص القرار الذي أصدرته الجامعة العربية أمس الأحد عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية على مجموعة نقاط أبرزها “تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من وزراء خارجية الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، بالإضافة إلى الأمين العام، لمتابعة تنفيذ بيان عمّان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها”، إلى جانب “الحفاظ على وحدة سوريا وسيادة الدولة السورية، والالتزام بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 نيسان 2023، واجتماع عمان المتعلق بسوريا يوم الأول من أيار 2023، وتأكيد ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، إلى جانب “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، ابتداءً من يوم 7 أيار 2023”.
ما هو مبدأ الخطوة بخطوة؟
تم إعلان مبادرة “الخطوة مقابل خطوة” عندما زار ملك الأردن عبد الله الثاني، واشنطن والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تموز 2021، وأعلنها فيما بعد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في أيلول 2022، في لقاء أجراه مع صحيفة “ناشيونال” البريطانية أكد فيه أن بلاده تحشد من أجل دعم دولي وإقليمي لعملية سياسية يقودها العرب لإنهاء الحرب المستمرة منذ 11 عاماً في سوريا، موضحاً أن العملية ستشمل السعودية ودولاً عربية أخرى.
وبعد أشهر من حديث الصفدي، بدأ تسارع مسار التقارب السوري- العربي، وكان أبرز تطوراته إعلان السعودية لتبدل موقفها من الدولة السورية تبادل وزراء خارجية البلدين الزيارات وصولاً إلى إجراء اجتماع جدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن وبحث ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وبعد هذا الاجتماع بأسبوعين أُجري اجتماع وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية ومصر في عمّان، ونتج عنه بيان ختامي أكد ثلاث ملفات، أولاً ضبط الأمن والحدود، بالتعاون بين سوريا العراق وسوريا والأردن في تشكيل فريقي عمل مشتركين من السياسيين والأمنيين منفصلين، في غضون شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، وإنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة لحفظ أمن الحدود، ثانياً: بدء اتخاذ خطوات جدية لإعادة اللاجئين بتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة في مناطق عودة اللاجئين للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها، وتوضيح الإجراءات التي سيتم اتخاذها لتسهيل عودة اللاجئين، بما في ذلك في إطار شمولهم بمراسيم العفو العام، وتكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتحسين البنية التحتية في المناطق التي سيعود إليها اللاجئون، واتخاذ خطوات لحل قضية النازحين داخلياً، بما في ذلك قضية مخيم الركبان جنوبي سوريا، وفي الصعيد السياسي: العمل على استئناف أعمال لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن، أن تعمل الدول المشاركة في الاجتماع مع الدول الشقيقة والمجتمع الدولي على مقابلة الخطوات الإيجابية للحكومة السورية بخطوات إيجابية، وتشكيل فريق فني بمستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة لمعالجة الأزمة السورية وتداعياتها.