ارتفعت وتيرة التصعيد الميداني في سوريا بعد الغارات “الإسرائيلية” التي طالت مواقع عدة في المحافظات السورية في اليومين الأخيرين، إذ أكدت تقارير عبرية أن التوترات كادت تصل إلى مواجهة تركية- إسرائيلية في الأجواء السورية.
وأوضحت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن “مقاتلات تركية نفذت طلعات في منطقة عمل طائرات إسرائيلية أثناء الغارة قرب القصر الرئاسي بدمشق”، مضيفة أن “الطائرات التركية أرسلت إشارات تحذيرية إلى الطائرات الإسرائيلية ما سمح للجانبين بتجنب المواجهة”.
وجاءت هذه التوترات بعد أكثر من 10 غارات جوية نفذتها “إسرائيل” في سوريا ليل الجمعة 2 أيار الجاري، وأكد “الجيش الإسرائيلي” في بيان أصدره أمس السبت: “تم استخدام 12 طائرة مقاتلة لقصف أهداف في مختلف المناطق بسوريا الليلة الماضية، وهو ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين”، مضيفاً أنه “سيواصل العمل لأجل ما أسماه حرية العمليات الجوية من أجل تنفيذ مهامه وإزالة أي تهديد في المجال الجوي”.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة “سانا” الرسمية بأنه تم رصد استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لمواقع متعددة في سوريا، تركز معظمها في منطقة حرستا بمحافظة ريف دمشق، وأودت الضربات “الإسرائيلية” بحياة مدني في محيط مدينة حرستا بريف دمشق، وتسببت بإصابة أربعة آخرين بمحيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع متفرقة في محافظتي درعا وريف دمشق، دون معلومات عن حجم الأضرار فيهما.
وسبق هذه الاستهدافات، غارة إسرائيلية استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، وتعقيباً على هذا الاستهداف قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير خارجيته “جدعون ساعر”: “إن الجيش هاجم هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية”، متعهداً بحماية أبناء الأقلية الدرزية، وفق بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، وأضافا “لن نسمح بإرسال قوات إلى جنوب دمشق أو أي تهديد للطائفة الدرزية”.
من جانبه، علّق وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” على الغارة بقوله: “إن هجوم سلاح الجو هذه الليلة على القصر الرئاسي في دمشق هو رسالة تحذير واضحة للنظام السوري”.
وتبرر “إسرائيل” تصعيدها بحماية الأقليات الدرزية في سوريا، إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر” عبر منصة “X” بتاريخ 1 أيار الجاري: “إن الأقليات في سوريا وعلى رأسها الطائفة الدرزية تتعرض لاضطهاد من قِبل الإدارة الجديدة في دمشق”، مضيفاً “أدعو المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن الأحداث الصعبة التي تشهدها سوريا في الأشهر الأخيرة”.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن الكاتب الإسرائيلي اليساري “جدعون ليفي” قوله: “يصعب علينا أحياناً تصديق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عندما يدعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وتحديداً الطائفة الدرزية، من النظام وعصاباته الإرهابية، وألا يغض الطرف عن الأحداث الخطيرة التي تجري هناك”.
وأضاف أن “إسرائيل لطالما اشتُهرت بالعجرفة والوقاحة، لكن تصريح وزير خارجيتها جعلها تتفوق على نفسها هذه المرة بدعوته العالم للتدخل ومساعدة أقلية تتعرض للقمع من قبل حكومة في بلد آخر، في حين أن قادة سياسيين آخرين بدؤوا بالفعل في التحرك في هذا الشأن”.
وتابع قائلاً: “ليس من حقه أن يفتح فمه وينطق ولو بشطر كلمة عن اضطهاد أمة أو أقلية، كما أنه بالتأكيد ليس من حقه الأخلاقي أن يدعو العالم إلى الدفاع عنهم”.
وبدأت التوترات بعد حالة تصعيد شهدتها المدن ذات الغالبية الدرزية بريف دمشق، وذلك منذ يوم الثلاثاء 29 نيسان الفائت تخللها اشتباكات مسلحة، وأسفرت عن سقوط ضحايا بين عناصر الأمن العام وعدد من المدنيين، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءات للنبي محمد، نُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية الذي نفى من جهته تماماً في مقطع فيديو مسجل أن يكون الصوت الظاهر في التسجيل صوته.