لم يُرخ الانفتاح السياسي الذي شهدته سوريا مؤخراً بظلاله، على أجواء عيد الفطر بين السوريين، وذلك بسبب العامل الاقتصادي، فما يزال السوريون يعانون من أزمة اقتصادية خانقة في الداخل وعنصرية وترحيل في الخارج.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية تقريراً، أشارت خلاله إلى أن “الحرب المستمرة التي عصفت بسوريا منذ اثني عشر عاماً تحضر في أجواء العيد ولو خرقتها بعض مشاهد الزحمة ومظاهر الاحتفال، ورغم جمود المعارك في السنوات الأخيرة مع استعادة الدولة السورية نحو ثلثي مساحة البلاد، إلّا أن دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ منذ نحو ثلاثة أعوام، وتشديد العقوبات على الحكومة السورية، أثّر على حياة السوريين ونغّص عليهم معيشتهم وأعيادهم ومناسباتهم” لافتة إلى أن “مظاهر العيد تتفاوت بين محافظة وأخرى، مع ما أحدثته حوالات المغتربين من فارق كبير في العديد من المناطق”.
لم يُقتصر الأمر على السوريين في الداخل، وإنما تصل الأزمات إلى السوريين الموجودين في الخارج بصفة لاجئين، لا سيما في تركيا ولبنان، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الشرق الأوسط“: “يأتي العيد على السوريين في تركيا في ظل أزمة اقتصادية شديدة أرغمت غالبيتهم على العمل بأقل من الحد الأدنى للأجور، وسط ارتفاع أسعار الغذاء والدواء وإيجارات السكن، ومناخ سياسي يبدو أنه على عكس ما يرغبون، إذ إن الحكومة والمعارضة تسعيان إلى التخلص من أعبائهم وإعادتهم إلى بلادهم، حتى وإن كان تحت شعار العودة الطوعية الآمنة”.
وفي لبنان يتزامن عيد الفطر مع ترحيل أكثر من 50 سوري إلى بلدهم من دون التنسيق مع الحكومة السورية، ولفت موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن “السلطات اللبنانية رحلت أكثر من 50 سورياً إلى بلدهم الذي مزقته الحرب في الأسبوعين الماضيين، وقال مسؤولون في الجيش والأمن إن وحدة استخبارات الجيش اللبناني كثفت في الآونة الأخيرة مداهماتها ضد السوريين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد” مشيراً إلى أن “الخطوة الأخيرة لم يتم تنسيقها مع دمشق، بحسب المسؤولين، الذين أوضحوا أن السوريين تم تسليمهم إلى حرس الحدود الذين نقلوهم بعد ذلك إلى الأراضي السورية”.
وأضاف “المونيتور” أنه “يحاول بعض المسؤولون اللبنانيون تسييس قضية عودة اللاجئين السوريين وسط انقسامات سياسية حول الحرب في سوريا، وازدادت الدعوات إلى عودتهم بشكل كبير بعد الانهيار الاقتصادي لعام 2019 ، حيث يلقي الكثير باللوم على اللاجئين لكونهم وراء الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للبلاد، لكن العديد من السوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع وفي مخيمات متداعية، ويواجهون تمييزاً وانتهاكات شبه يومية وسط تنامي المشاعر المعادية لهم في جميع أنحاء البلاد”.
يشار إلى أن استمرار هذه الأزمات يتزامن مع تزايد الانفتاح العربي على سوريا سياسياً، الأمر الذي يعطي بعض السوريين أملاً في أن تنعكس هذه المتغيرات السياسية على واقعهم الاقتصادي والمعيشي قريباً.