مضى يوماً على الهجوم الإيراني الذي استهدف الكيان الإسرائيلي، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، إذ بدأ الحديث يدور عن تفاصيل الهجوم سواء بما يتعلق بالدول التي ساندت الاحتلال الإسرائيلي والرسائل التي أوصلها الجانب الإيراني بهجومه.
في إطار الحديث عن الدول التي ساندت الاحتلال الإسرائيلي برز دور الأردن، الذي أعلن أن سلاحه الجوي تصدى لأجسام غريبة في أجوائه، على الرغم من أن طهران أكدت أنها أبلغت الدول المجاورة لفلسطين المحتلة قبل 72 ساعة من الهجوم، وفي هذا الصدد، لفت مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “المشاركة الأردنية في اعتراض الصواريخ والمُسيّرات الأردنية، جاءت لتؤكّد للأردنيين أن سلاح الجو الأردني موجود للدفاع عن إسرائيل، وأن نصرة غزة لا تحرّكه، خصوصاً أن أمريكا تقيم قواعدها العسكرية على معظم أراضي المملكة من شمالها إلى جنوبها بموجب اتفاقية الدفاع الأمريكية-الأردنية، ويعتبرها المواطنون الأردنيون انتهاكاً لسيادة بلادهم، ولذلك شارك الأردنيون على وسائل التواصل الاجتماعي، الغزيين الذين احتفلوا بالرد الإيراني الذي كسر هيبة قوات الاحتلال وخفّف الأعباء على غزة”.
ومن جهة أخرى، أشادت تقارير عبرية بالمساندة الأردنية لجيش الاحتلال في صد الهجوم الإيراني، مؤكدة أن التنسيق الأردني- الإسرائيلي أعادهم إلى عهد “الملك حسين وإسحاق رابين” ونشرت في هذا الصدد صحيفة “يديعوت أحرنوت” مقالاً أوضح حالة التعاون الأردني- الإسرائيلي، جاء فيه: “انكشفت القدرات الأردنية، ودافعت طائرات سلاح الجو الأردني عن المجال الجوي الأردني وهاجمت الطائرات الإيرانية بدون طيار، وللحظة عاد التعاون بين المملكة وإسرائيل، العلني والسري، إلى أفضل أيامه في عهد الملك حسين وإسحاق رابين” مضيفة أن “بلا شك فإن قرار الأردن بالوقوف إلى جانب إسرائيل ضد إيران يمكن أن يُنظر إليه على أنه مفاجأة كبيرة”.
وفي السياق ذاته، جاء في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية “الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والأردنية، لعبت دوراً مهماً بشكل خاص في التصدي للمسيرات الإيرانية” مشيرة إلى أن “على الرغم من الغضب الشعبي إزاء مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الحرب في غزة، ساعد الأردن وشركاء آخرون إسرائيل في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية”.
وفيما يتعلق بطبيعة الهجوم، تساءل بعض المراقبين والمحللين، عن سبب إعلان إيران بدء هجومها قبل ساعات من وصول الصواريخ والطائرات من دون طيار إلى أهدافها، ولفت بعضهم إلى أن من شأن هذا الإعلان أن يُضعف الموقف الإيراني، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إيران منحت إسرائيل وشركاءها متسعاً من الوقت للاستعداد للهجوم، كما شاركت إيران في محادثات عبر القنوات الخلفية لتوضيح أنها لا تسعى إلى إشعال حرب، وبمجرد انتهاء الهجوم، أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بياناً قالت فيه: إن الأمر يمكن اعتباره منتهياً”.
بدورها، نوّهت صحيفة “الشرق الأوسط” في مقال نشرته إلى مرحلة ما بعد الهجوم الإيراني، لافتة إلى أن ليلة الهجوم الإيراني “ليلة أكدت أن تغييراً مهماً طرأ على قواعد اللعبة السابقة وفتح الباب للتساؤل عن قواعد الاشتباك الجديدة. والحقيقة أن الليلة بدأت قبل حلول الظلام، فحين يقطع سيد البيت الأبيض عطلته ويعود للاجتماع بأركان قيادته، على العالم أن يسهر، وهذا ما حدث”.
يشار إلى أن التقارير العبرية أكدت وجود انقسام في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول التعامل مع الهجوم الإيراني، فيما تؤكد تسريبات أمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أوضح لـ”بنيامين نتنياهو” أن بلاده لن تكون جزءاً من رد “إسرائيلي” محتمل ضد إيران، بدوره، أكد الحرس الثوري الإيراني أن أي تحرك “إسرائيلي” ضد إيران سيقابله رداً إيرانياً أقسى وأقوى، معلناً: “بدأنا صفحة جديدة من الاشتباك مع العدو الصهيوني”.
خاص|| أثر برس أصيب طفل عمره أربع سنوات بحروق جراء احتراق منزل في حي السكري بمدينة حلب.
وأوضح قائد فوج إطفاء حلب العميد محسن الكناني لـ “أثر برس” أن الحريق نشب في منزل بآخر شارع الوادي في حي السكري، وكان في المنزل 4 أطفال فقط دون وجود ذويهم، مضيفاً بأن مساعدة الأهالي ساهمت بإخراج ثلاثة أطفال سالمين، في حين نجح عناصر فوج إطفاء بإخراج الطفل الرابع والذي تعرض لحروق وتم نقله للمشفى.
وبيّن العميد كناني بأن سبب الحريق هو عبث الأطفال بأدوات المنزل كونهم كانوا لوحدهم بعد أن أقفلت أمهم عليهم باب المنزل، مؤكداً أن الأضرار اقتصرت على أضرار مادية بغرفة الجلوس مع انتشار دخان كثيف حيث تم إخماد الحريق وتبريد المكان وتهويته.
وأوضح مصدر طبي لـ “أثر برس” أن الطفل المصاب تعرض لحروق من الدرجة الثانية بوجهه ويديه وبعض أنحاء جسمه، ووضعه الصحي مستقر بعد أن تم إسعافه وأعطي العلاج اللازم.
يذكر أن حريقاً نشب في آذار الماضي ضمن منزل بحي السكري أيضاً واقتصرت أضراره على الماديات حينها.
حسن العجيلي – حلب
خاص|| أثر برس تشهد أسواق دمشق ارتفاعاً غير مسبوق بالأسعار لاسيما الفروج، بعد وعود بانخفاض أسعاره عقب عيد الفطر.
مراسلة “أثر برس” رصدت أسعار الفروج في دمشق، إذ سجل سعر كيلو شرحات الدجاج 90 ألف ل.س، أما سعر كيلو الكستا 85 ألف ل.س، وسعر كيلو الوردة 74 ألف ل.س وسعر كيلو الفخذ 54 ألف ل.س، بينما سعر كيلو الدبوس 66 ألف ل.س.
من جانبه، أوضح مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو دان لـ”أثر” أن هناك انخفاض بالأسعار من أرض المداجن بنحو 4 آلاف ل.س، أي أنه سابقاً كان سعر كيلو الفروج الحي 41 ألف ل.س أما اليوم سعره 37 ألف ل.س، ومن المتوقع أن ينخفض السعر أكثر من ذلك خلال الأسبوع القادم.
بينما يرى أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبزة خلال حديثه مع “أثر” أنه لا توجد تغيرات اقتصادية تسهم بانخفاض سعر الفروج، أي أن أسعار الأعلاف كما هي وحوامل الطاقة وهذا سبب رئيسي لعدم انخفاض الأسعار، منوهاَ إلى أنه “سابقاً حصل انخفاض بالأسعار بسبب عدم الطلب على المادة وبعدها كان هناك زيادة بالطلب أدت إلى ارتفاع الأسعار، فالسوق يحكمه العرض والطلب”.
وتابع أن المؤسسة العامة للمداجن غير منافسة للمداجن الخاصة، وسابقاً كان هناك تسهيلات للمداجن الخاصة أن تعمل دون ترخيص، وتم دعم الأعلاف وهذا أدى لانخفاض الأسعار أما حالياً لا يوجد دعم بل أن أسعار حوامل الطاقة والأعلاف ارتفعت، والمقننات العلفية التي يتم توزيعها لا تكفي حاجة المربي، إضافة لارتفاع أسعار الصيصان.
كما تمنى حبزة لو كان هناك تدخل من مؤسسات التدخل الإيجابي لتشتري الفـروج بسعر منخفض وتخزنه لحين ازدياد الطلب على المادة وطرحه في الأسواق، ولكن التجار هم الذين كسبوا لأنهم استغلوا فترة انخفاض سعر الفروج وخزنوه لديهم، واليوم يطرحونه بسعر مرتفع.
ونشرت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق اليوم نشرة أسعار الفـروج والبيض حيث أن سعر كيلو الفروج الحي 37 ألف ل.س، أما سعر كيلو الفروج المذبوح والمنظف 50 ألف ل.س، بينما سعر شرحات الفروج 84 ألف ل.س، أما سعر كيلو الدبوس 45 ألف ل.س، بينما سعر كيلو الوردة 47 ألف ل.س، وسعر كيلو كستا 49 ألف ل.س.
الجدير ذكره أن مدير المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو دان أكد خلال حديث سابق له لـ”أثر” أن سعر الفروج سينخفض بعد عيد الفطر مباشرة.
لمى دياب – دمشق
خاص|| أثر برس يبحث “محمد” عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن أي من المحال التجارية التي تقدم خدمة بيع الموبايلات بـ “التقسيط”، ويجد أن الشروط التي يطرحها أصحاب هذه المحال تعجيزية بالنسبة له، ما يخلق حاجز فعلي بالنسبة له للحصول على هاتف جيد ويقول في حديثه لـ “أثر برس”: “في كل مرة أجد إعلان عبر فيسبوك لبيع موبايلات بالتقسيط أتفاعل فوراً مع الموضوع وأحاول التواصل مع العارض، لكن اتفاجأ بالشروط التي تأتي من قبيل تأمين بيان راتب علماً أني غير موظف، أو كفلاء أو ما شابه، كما أن حجم الفوائد التي تطرح على عملية البيع تدفعني للتراجع”.
جدلية الزيادة:
يعرض أحد المحال التجارية عبر “فيسبوك”، خدمة تقسيط الأجهزة المستعملة، لكنه يضع شروطاً غريبة، مثل أن يتم دفع نصف قيمة الهاتف، وإضافة نسبة 35% من قيمة المبلغ المتبقي على أصل الدين، ومن ثم تقسيم هذا الدين على ست دفعات في الحد الأقصى، شرط أن يوقع المشتري سندات أمانة (أكثر من سند)، إضافة لترك علبة الهاتف “الكرتونة” عند البائع حتى إتمام القسط، وهذا من الضمانات التي قد تدفع البائع للتقدم بشكوى سرقة للجوال في حال تخلف المشتري عن تسديد الأقساط.
ويقول “هيثم” في حديثه لـ “أثر برس”: هذا العرض عملية احتيال كبيرة على الزبون، فالجهاز المستعمل عادة ما يكون سعره يتراوح بين 50-70 % من قيمة الهاتف الجديد، والأمر محكوم بمدى جودة الهاتف وفترة استعماله، ولو فرضنا أن هاتفاً جديداً سعره حوالي 5 ملايين ليرة سورية، فإن سعره مستعملاً يتراوح بين 3-3.5 مليون ليرة سورية، وبيعه بسعر الجديد واستلام نصف هذا السعر كدفعة أولى يعني أن البائع تسلم ثمن الجهاز تقريباً، ومع إضافة 35 % على قيمة المبلغ المتبقي سيكون إجمالي الدين قد وصل إلى 3 ملايين و375 ألف ليرة سورية، وهذا يعني أن سعر الهاتف قد وصل إجمالياً إلى 5 ملايين و875 ألف ليرة سورية، ويعني أن قيمة القسط الشهري ستكون 550 ألف ليرة سورية تقريباً، وهذا رقم كبير.
يوسف المحمد أحد الشبان الذين يقبلون على بيع الهواتف المحمولة بـ “التقسيط”، ويقول في حديثه لـ “أثر برس”: العملية تحتاج لرأس مال كبير جداً، هناك طلب كبير من الزبائن على خدمة التقسيط لكن لا نستطيع تلبية الجميع لحين الوصول إلى أول الشهر واستلام الدفعات لتأمين هواتف جديدة يمكن تقسيطها، وعملياً نحن نقوم بتجميد أمولاً للحصول على أرباح قليلة نسبة إلى طول الفترة الزمنية التي نحصل من خلالها على الأرباح، وبالتالي نسبة 35 % على قيمة المبلغ المتبقي عادلة من وجهة نظر الباعة، لكن الزبون يجدها كبيرة لكونه يعتقد أن الإضافة هي ربح صاف للبائع، لكن بالنظر إلى بطء تحصيل المرابح وتجميد رأس المال في هاتف واحد لمدة 6 أشهر من خلال بيعه بالتقسيط، يكون هذا الربح عادلاً بالنسبة لي، ويجب أن يقبل به الزبون، وغالباً ما يتجه للشراء بالتقسيط من لا يمتلك القدرة على شراء هاتف بالسعر النقدي.
مجبرون:
تشير ميسون في حديثها لـ “أثر برس” إلى أن الحصول على هاتف جديد في ظل التفاوت الكبير بين الأسعار والدخل الشهري بات مستحيلاً، ومع انعدام قدرتها على شراء هاتف جديد وارتفاع قيمة الصيانة، تجد أن استعمال هاتفها مع الكسور الموجودة في شاشته خياراً لا بديل له، وتقول: “إن تخليت عن كامل متطلبات الحياة، وقمت بجمع راتبي على حاله لمدة عام كامل قد أجمع في النهاية سعر هاتف جديد، لكن المشكلة تكمن بأنه ولو فعلت هذا الخيار المستحيل ولم أصرف من راتبي أي ليرة لمدة عام، فإني في نهاية المطاف سأصل إلى جمع مبلغ لن يكفي لشراء هاتف، لأنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار بعد عام، وقد تتضاعف، وبالتالي يبدو أن خيار الحصول على هاتف جوال مرهون بمعجزة حالياً”.
بينما يقول جابر لـ “أثر”: “أحافظ على هاتفي منذ 6 سنوات ولم أبدله، وأعتقد أن كسر شاشة الهاتف اليوم سيعني أن أضع رقماً كبيراً من المال في صيانته أو مبلغاً كبيراً جداً في شراء هاتف جديد، وفي ظل شروط البيع بالتقسيط التي تطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من قبل التجار، يبدو من المستحيل الحصول على هاتف في ظل الظروف الراهنة، ربما علي أن ننتظر أحد المغتربين أن يهديني هاتفاً، وهنا سيكون من المستحيل أن أدفع قيمة جمركة الهاتف، وبالتالي لا فائدة منه إلا في استخدام الإنترنت، وإن ضاع من المستحيل إيجاده في أي حال من الأحوال”.
خاص || أثر سبورت أعلن المدرب المصري تامر حسن انتهاء عقده مع الاتحاد السوري لكرة القدم ووجه رسالة شكر لاتحاد الكرة وجميع أصدقائه واللاعبين الذين دربهم.
من جهته، أكد رئيس اتحاد كرة القدم السيد صلاح رمضان لموقع “أثر برس” نهاية عقد المدرب المصري وتكليف طاقم فني سوري لقيادة منتخب الناشئين في الفترة المقبلة.
وقال: “يتألف كادر منتخب الناشئين من المدرب فراس معسعس ويساعده أكرم علي”.
أما عن منتخب الأشبال، أشار رئيس الاتحاد إلى تكليف المدرب علي بركات بمنتخب مواليد 2009 وترك مهمة تعيين المساعد له.
وعن المنتخب الأولمبي، أوضح رمضان أن المنتخب لا يوجد أي استحقاق رسمي له في الوقت الحالي، وسيتم تكليف كادر فني له في وقت لاحق.
وكان المدرب المصري تامر حسن قد درب منتخبات الناشئين والأولمبي والشباب في سوريا، وجاء خلفاً للمدرب الهولندي مارك فوته بعد أن كان مساعده في المنتخب الأولمبي.
ويدرب منتخب الشباب حالياً المدرب محمد عقيل في حين يدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر منتخب الرجال.
محسن عمران
إشادة “إسرائيلية” بدور عمّان.. تقرير عبري: سـ.لاح الجو الأردني تصدى للهجـ.وم الإيـ.راني
بعد الهجوم الإيراني الذي وصفه الكيان الإسرائيلي بأنه “غير مسبوق” على منشآت عسكرية “إسرائيلية” في فلسطين المحتلة، برز موقف الأردن في التقارير العبرية، إذ أشادت بعضها بالدور الأردني والتنسيق “عالي المستوى” مع كيان الاحتلال.
وفي هذا السياق، قالت الصحافية الإسرائيلية “سمدار بيري” في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت”: “بينما اختفى الملك الأردني بالتزامن مع الهجوم الإيراني، ولم يظهر للتعليق على ما يجري، فإنه كان يعمل خلف الكواليس، ويوجه سلاح الجو لصد الهجوم الإيراني”.
وأضاف تقرير “يديعوت أحرنوت” أنه “بالأمس، فجأة، تم الكشف عن سر التعاون الوثيق بين قوات الأمن الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، وسمحت المملكة للطائرات الإسرائيلية بحرية العمل الكاملة في سماء الأردن، فهاجمت الطائرات الإيرانية من دون طيار، وبدا للحظة أن التعاون العلني والسري في عهد إسحاق رابين والملك حسين يعود إلى عهد عبد الله وبنيامين نتنياهو”.
وأوضح التقرير العبري أن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ومعدات إلكترونية متطورة نصبت كمينا للطائرات من دون طيار الإيرانية في سماء الأردن، وفي الوقت نفسه خرجت طائرات أردنية من قواعدها لإطلاق النار على الطائرات من دون طيار الإيرانية التي شقت طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه “ليس هناك جدل في أن موقف الأردن الواضح إلى جانب إسرائيل ضد إيران سيعتبر مفاجأة كبيرة في أي قاموس دبلوماسي”.
بدوره، لفت المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني “رون بن يشاي” أن “إنجازاً آخر لإسرائيل يكمن في حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن أيضاً، لم يرتدعوا من تهديدات إيران باستهدافهم، وإنما حاربوا محاربة فعالة بتقاسم عمل دقيق ومخطط له مسبقاً إلى جانب إسرائيل”.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين أمس الأحد، أن “مقاتلات أردنية أطلقت النار على عشرات المُسيرات الإيرانية في شمال ووسط الأردن وهي في طريقها إلى إسرائيل”.
وأضاف المصدران أن “الجيش الأردني كان في حالة تأهب قصوى وأن أنظمة الرادار تراقب أي نشاط لطائرات مسيرة آتية من اتجاه العراق وسوريا”.
ولم ينف الأردن التصدي للهجوم الإيراني الذي كان موجهاً للاحتلال الإسرائيلي على الرغم من أن إيران أكدت أنها أبلغت الأردن بالهجوم قبل حدوثه، إذ قال مجلس الوزراء الأردني: “إنه جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر”، مشيراً إلى أن شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق أي أضرار أو إصابات بين المواطنين.
وبعد الهجوم الإيراني بساعات، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، “طهران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم”.
كما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن مسؤولين أتراك وأردنيين وعراقيين، أمس الأحد تأكيدهم أن “إيران قدمت إخطاراً واسع النطاق قبل أيام من الهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل”.
وفيما يتعلق بالموقف الأردني الرسمي بعد الهجوم، قال ملك الأردن عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن: “إن أي تصعيد إسرائيلي سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة”، لافتاً إلى أن بلاده “لن تكون ساحة لحرب إقليمية”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس 24”.
ويرتبط الأردن مع الاحتلال بعلاقات دبلوماسية واتفاقات مشتركة في مجالات عدة، إذ وقّع الجانبان “الأردني والإسرائيلي” عام 1994 معاهدة سلام، وعلّق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في لقاء أجراه أمس الأحد مع برنامج “صوت المملكة” على هذه المعاهدة بقوله: “الأردن حصل على اتفاقية لبت كل حقوقنا وخدمت مصالحنا، وإلغاؤها لن يخدم الأردن ولن يخدم الفلسطينيين ولو اعتقدنا للحظة أن إلغاء الاتفاقية يخدم الأردن والفلسطينيين لما ترددنا في ذلك”.
كما يشترك الأردن والكيان الإسرائيلي بمشاريع عدة في مجالات التجارة والطاقة والمياه، بينما حالت عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول من تنفيذها في موعدها المحدد، وفي هذا السياق لفت مركز “واشنطن لدراسات الشرق الأوسط” إلى أن “الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، ألقت ظلالاً قاتمة على مستقبل مشاريع التعاون الواعدة بين الأردن وإسرائيل في قطاعات المياه والطاقة”.
خاص || أثر برس تزامناً مع بدء دفء الأجواء وارتفاع درجة الحرارة سجلت أسعار المراوح في أسواق دمشق أرقاماً قياسية، حيث بدا واضحاً أنها ارتفعت أضعافاً مقارنة بأسعارها في العام الماضي مع توقعات بزيادة سعرها بحسب حركة السوق ونوع وحجم المروحة وآلية عملها سواء بطارية خارجية أم داخلية.
ونظراً لارتفاع أسعار المراوح الجديدة كان الحل لدى معظم الناس شراء المستعملة منها وبشكل خاص العاملة على البطارية لأنها بنظر أبو سعيد (عامل) الحل الوحيد لمواجهة حر الصيف في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة؛ وكذلك لعدم قدرته على شراء الجديدة والتي تخطى سعرها المليون و200 ألف ليرة .
مراسلة “أثر” رصدت أسعار المراوح في بعض أسواق دمشق التي تبيع المعدات الكهربائية، فتبين أن سعر المروحة شكل الدولفين قياس (16 إنش) يبلغ 1.3 مليون ليرة بينما يتراوح سعر (المروحة الصغيرة) التي يمكن أن تعمل على الكهرباء والبطارية بين 750 – 900 ألف ليرة؛ أما ماركة هنديكو فتراوحت أسعارها بين 1.1 مليون ليرة للحجم الصغير بينما الكبيرة مع قاعدة سعرها يقارب المليون ونصف.
في الجهة المقابلة، انتعش سوق بيع المراوح المستعملة عبر الإنترنت وضمن محال الصيانة، إذ تبدأ أسعار المستعمل من 500 إلى 800 ألف ليرة بحسب النوع والجودة والقياس ونظافة المروحة.
وأكد معتز صاحب أحد محال المراوح بسوق الكهرباء لـ”أثر” أن ارتفاع أسعارها هذا العام يعود بالدرجة الأولى لتوقف الاستيراد، وعدم منح إجازات استيراد جديدة للمراوح بحجة ضبط هدر القطع الأجنبي من جهةـ وتالياً لتنشيط الصناعة المحلية من جهة أخرى الأمر الذي أدى لانخفاض المعروض وارتفاع الأسعار.
كما يؤكد أبو سومر (صاحب محل لتصليح الأدوات الكهربائية) لـ”أثر” أن معظم الناس تطلب المراوح المستعملة لأنها لا تستطيع شراء الجديدة نظراً لضعف القوة الشرائية، خاصة بعد توفر المراوح التي تعمل على الشحن والبطارية والتي يصل سعر بعضها للمليوني ليرة؛ لذلك وفي ظل هذه الظروف يتجه معظم الناس لشراء المستعمل كحل بديل في ظل عدم قدرتهم على تركيب المكيفات.
وعن الأسعار قال لـ”أثر”: هناك مراوح بنصف عمر أو أقل يطلب أصحابها 250 ألف ولا تباع بأكثر من ذلك، مشيراً إلى أن أكثر زبون (دفيع) ممكن أن يدفع 400 ألف ثمن مروحة مستعملة لا أكثر.
وختم حديثه مبيناً أنه لا أحد يشتري أي شيء جديد؛ والجميع يتجه للمستعمل في ظل ارتفاع الأسعار وطبيعة الدخل التي لم تعد تتناسب مع طبيعة الأسعار المطروحة؛ لذلك يرى الجميع أن المستعمل هو الحل الوحيد في هذه الظروف.
دينا عبد – دمشق
خاص || أثر برس منذ ظهور معالم الخريطة الدراميّة للموسم الرمضاني، تهافتت الأصداء الإيجابية حول العودة القوية للدراما السورية الخالصة والتي حجزت لنفسها مساحة كبيرة في الفضائيّات العربيّة، ومع عرض حلقات الأعمال حتى نهايتها انقسمت آراء الجمهور بين مؤيّدٍ لهذه الأعمال وبين معارضٍ لها، ومنهم من تباينت آراؤه بين عملٍ وآخر.
وشهد الموسم الدراميّ عودةً قويّةً للدراما الاجتماعيّة، وتراجعاً كبيراً في أعمال البيئة الشاميّة، وحضوراً خجولاً للأعمال الكوميديّة، وغياب الأعمال التاريخيّة، وهنا تُطرح عدة تساؤلات؛ هل أدت الدراما الاجتماعيّة دورها؟ وماذا عن الأنواع الأخرى؟ وماذا تفتقد؟ وهل وصلت لمرحلة المنافسة مع نظيرتها المصرية؟.
الدراما الاجتماعية:
“لم تتمكن أعمال الدراما الاجتماعيّة في الموسم الرمضاني لعام 2024 الاقتراب كثيراً من الفرد والمجتمع لتكون منعكساً لهما أو لتكون ضوءاً مسلّطاً على القضايا الاجتماعيّة التي تميّزت بها المسلسلات السوريّة لا سيّما في التسعينيات من القرن الماضي وبداية الألفينات من القرن الحالي” بحسب ما أشار إليه الصحفي والناقد الفني عامر فؤاد عامر في حديثه لـ”أثر”، متابعاً: “يمكن القول إن هناك محاولات جادّة ومحترمة رأيناها هذا الموسم مثل مسلسل (أغمض عينيك) فالجمهور عبّر عن سعادته أثناء متابعة هذا العمل، واعتبر أن له رونقاً يشبه الدراما المعتادة في المسلسلات السوريّة القديمة المتميّزة بطرحها الاجتماعي، ومعالجة الكثير من المسائل التي تشبه الإنسان السوري والعربي معاً، لكن ما تبقى من الأعمال لم يكن سوى محاولات منها ما كان فاشلاً، ومنها ما بقي قيد المحاولة ليس أكثر”.
أما الكاتب أحمد السح قال في حواره مع “أثر”: “نحن نحمّل الدراما أكبر من طاقتها إذا طلبنا منها أن تعكس الواقع، “فالواقع أدب رديء” كل ما يمكن أن تقدمه هو مقاربة إلى حدٍ ما لبعض القصص الحياتية التي تلهم الجمهور وتشبع رغباته، في موسم الأعمال التي عرضت لهذا العام كانت هناك بعض القضايا الجيدة التي تشير إلى بعض النقط الحياتية الهامة، ولكن يبقى السؤال: كيف نقدم هذه القضايا ومن أي زاوية تناقش؟
“بعض الأعمال حاولت تناول الواقع الحالي وتأخذ منه مواد لأعمالها”، بحسب ما اعتبر الصحفي والناقد الفني شارل عبد العزيز في حديثه لـ “أثر”، مضيفاً: “مثلاً كسر عضم عرض مشكلات قطع الكهرباء والمياه، ولكن بطرح مباشر جداً ومقحم بالعمل وغير صادق، أما مسلسل ولاد بديعة هو عمل فانتازي أكثر من عمل واقعي، ويوجد فيه شيء من المبالغة، ومسلسل مال القبان قدم صوراً عديدة من الواقع الحالي نوعاً ما، فهو لم يلامس يوميات المواطن بشكل عام ولكنه تناول الواقع الاجتماعيّ كالفساد والعلاقات الاجتماعية الحاليّة، أما مسلسل أغمض عينيك تناول قصة إنسانيّة وتطرق للحياة الجامعية ولموضوع تسريب الأسئلة وصعوبات الحياة والواقع الحالي، بالعموم كان هناك جوانب لتقديم الواقع الحالي ولكن بطرح خجول”.
الصحفي الفني بسام جميدة يرى الدراما السورية في سنواتها الأخيرة أن لم تحمل من انعكاس المجتمع السوري سوى الديكورات المكلفة والمجاميع والرموز الوهمية التي لا تعبر عن خليط المجتمع السوري، وأن قضايا المجتمع ليست كلها فساد وبغاء وجرائم وخيانات وليالي حمراء، فهذه الفانتازيا المجتمعية التي يتم الترويج على أنها قد تحدث في أي مكان وزمان ليست كل القضايا، وليست كلها مجتمع زعران وقبضايات وظلم، الإدهاش البصري لا يمنع من التفكير بالمضمون الذي يتم تسويقه.
وأردف بحديثه مع “أثر”: للأسف النصوص في غالبيتها ابتعدت عن القضايا المهمة التي تمس أرواح الناس وتهفو لمشاهدتها؛ ما يقدم ينتمي للأعمال الهوليودية وتكساس قياساً لحجم العنف والدم والقسوة والخيانات والحب المبتذل، وافتقدنا دراما تشبه رسائل الحب والحرب وعصي الدمع وقاع المدينة وهجرة القلوب إلى القلوب وضبو الشناتي وغيرها ممن كنا نجتمع لمتابعتها، فأصبحنا نبحث عن مخرج يقدم لنا رؤيته الفكرية والاجتماعية التي تلامس فعلا قضايا المجتمع.
واعتبر أنه ما يقدم من نصوص هو للتسويق والإثارة فقط وتلبي فقط ميول الشركات الإنتاجية، قائلاً: “وحتى لا أدخل في النيات وأكون آثماً” فما يكتب من أعمال أصبحنا نخجل من متابعتها مع عائلاتنا، كما أنها تزيد من وجعنا الذي ينتابنا، ولا يوجد من يجسده فعلا ويعالجه وتمرير التفاهات في النصوص لا يعني أن المجتمع كله بهذا السوء، فللدراما دور يجب أن تقدمه بعيداً عن الفرجة، كما هو دور الأدب بشكل عام، لكن يبدو أن هناك من يريد تسفيه وتسطيح قضايا المجتمع السوري، بل وعرضه للعالم على أن هذا هو السائد وهذه بضاعتنا و”تعالوا تفرجوا”.
دراما البيئة الشاميّة:
أرجع الصحفي والناقد الفني عامر فؤاد عامر سبب تراجع دراما البيئة الشامية للابتعاد عن المهم في القصص؛ والالتفات إلى غير المهم منها، ولأنّ المادّة الدراميّة من هذا الصنف تجد سوقها السريع لدى المحطات العربيّة ومتابعيها من الجمهور العربي، لذلك الاعتناء بها لم يعد غاية منذ سنوات وليس فقط في هذ الموسم، ومحليّاً الجميع يتفق على اختناق المتلقي من هذه الأعمال لأننا ندرك من دواخلنا بأنها لا تتابع ولا تضيف شيئاً للمتلقي سوى إضاعة الوقت.
وأكمل: لكن من اللافت الإشادة بمسلسل (تاج) الذي يمكن وصفه بأنه قدّم البيئة الشاميّة بطريقة محترمة من لوكيشنات داخليّة وخارجيّة، ومن قصّة ومضمون وأحداث تاريخيّة خدمت الحكاية، ومن تمثيل، وإخراج، وإذا كنّا نريد لعمل من صنف البيئة الشاميّة أن يتميّز فليحتذي بمسلسل (تاج).
بينما اعتبر الكاتب أحمد السح أن أعمال البيئة الشامية تحتاج إلى عنصرين، هما الحكاية، والمبالغة في الحكاية، قائلاً: “فنحن لا ننتظر منها مناقشة قضايا حقيقية ولا تحميلها رسائل قوية، أكثر ما يمكن أن ننتظره هو اعتماد صيغة فنية مسلية وفيها إفادة واحدة من حيث التركيز على فضيلة أخلاقية ما لا أن نطلب منها تحفيزاً لفعل إنساني ووطني كبير، لست متابعاً شغوفاً لهذا النوع من الأعمال منذ سنوات، وأجد أن الجيد فيها ربما يفشل لأسباب متعلقة بالتسويق أكثر مما يكون بسبب متعلق بالمحتوى”.
الصحفي والناقد الفني شارل عبد العزيز، أوضح أن مسلسل “العربجي” يعتبر مسلسلاً فانتازيّاً بحسب صناعه، أما مسلسل “بيت أهلي” فنصّه غير جيد على الإطلاق، فالقصة مملة ومكررة رغم وجود عدد كبير من الأبطال كأيمن زيدان وسلوم حداد وصفاء سلطان، ولكن حتى الإخراج لم يحقق أي نجاح، والصدارة كانت للأعمال الاجتماعية، ويكتفى بعمل بيئة شامية واحد ضمن الموسم الدرامي، ولكن الفكرة من الصعب نتيجة كثرة وجود هذه الأعمال تقديم عملاً جديداً يطرح أفكاراً جديدة وأن يخرج عن المألوف لأن البيئة محددة بالزمان والمكان.
وفي السياق، رأى الصحفي الفني بسام جميدة أنه لا يمكن تعميم عدم نجاح أعمال البيئة كلها، قد تكون هناك سقطات ومعالجات مغلوطة ولكنها لاقت رواجاً داخل وخارج البلاد رغم كل ما فيها من عيوب، هناك أعمال بيئية راقية عرضت في سنوات سابقة، ولكن لم تتكرر، وما أريد قوله إنه لا يجب تشويه أي مجتمع أو تأطيره بخلق أو فعل مشين، ولا يجب التعميم وكل مجتمع يحتمل الاختلاف ووجود الأشكال المتعددة، المرأة السورية ليست “داية” فقط، أو طباخة، أو تتصنع المشكلات، وليس كل الرجال في الحارات بهذه الذهنية وكلهم “زعران وقبضايات”، وهناك كتاب “حكائون” بامتياز، وقدموا البيئة السورية بمختلف مشاربها بطريقة معتدلة، ومن لم ينجح منهم كان بسبب التدخلات الإنتاجية والترميز المغلوط.
ماذا عن الأعمال الكوميديّة؟
بحسب عامر، الكوميديا صناعة ويجب متابعة تقديمها عبر مسلسلات واسكتشات مستمرة، وليس من الضروري انتظار قدوم شهر رمضان، في سوريا الكوميديا تجارب فقط، وليست مشروع أو صناعة مستمرة، واليوم يتخوّف المنتج من أيّ تجربة كوميديّة، فعلى مدار سنوات الحرب لم تنجح سوى تجارب قليلة، وفشلت تجارب أكثر بالمقابل، لذلك يخاف من يدخل تجربة من هذا الصنف من الفشل فيها وعدم البيع، ولا بدّ أن غيابها لا يعطي صورة جيّدة عن الدراما السوريّة لكنّه مرتبط بما ذكرته في بداية الإجابة.
“الكوميديا ترتبط بقدرة الكاتب بالدرجة الأولى على الكتابة بنفس مثير، وترتبط كثيراً بالوضع المعيشي للمجتمع” وفق ما أشار إليه السح، مردفاً: المجتمع السوري لديه طبيعة خاصة، فهو لا يضحك مجاملة، ولا يمكن أن يضحك إلا من قلبه، وبالتالي لا يمكن للكتاب أن يكتبوا عن أشياء بطريقة الكوميديا السوداء إن لم يكن لديهم القدرة على تحقيق خرق اجتماعي، ونقل الجمهور من المأساة إلى الملهاة، والنكتة مرتبطة بالمجتمع فما يضحك الغربي لا يضحك الشرقي، وعليه فإن الأعمال الكوميدية ليست مطلوبة إلى حين تحسن الأوضاع في سوريا.
بينما عبد العزيز رأى أن السبب الرئيسي لغياب الدراما الكوميدية هو أزمة النصوص بشكل عام وتحديداً بالأعمال الكوميدية، وهذا الموسم حضر مسلسل “ما اختلفنا” ضمن الكوميديا، وكان فيه بعض اللوحات الجيدة، وأيضاً هناك لوحات دون المستوى لم تحمل جديداً، وهناك لوحة تكرار للوحة من بقعة ضوء، واصفاً: لا يوجد لدينا نصوصاً كوميدية معاصرة جديدة مختلفة عم قدم سابقاً تواكب العام الحالي، وأيضاً المزاج العام أو السوق لا يطلبها، فصناع الدراما هم رهن لشركات الإنتاج وللفضائيات والتي تحدد طلبها بأعمال شامية لسهولة التسويق، أو اجتماعية، وقلّة الأعمال التاريخية والكوميدية، مع العلم أن فناني سوريا قادرون على عمل الدراما الكوميدية ولكن النص وغياب المشروع، ويؤثر على تنوع الدراما، فهناك أصوات تطالب بوجود الأعمال الكوميدية لتعديل الكفة ويضيف شيء من الروح على أعمالنا.
جميدة تحدث قائلاً: من المؤسف جداً أن تغيب الكوميديا عن الإنتاج السوري وبهذا الشكل وفي الوقت الذي يحتاج فيه المتابع إلى ما يخفف عنه أعباء الزمن الذي يمر ثقالا عليه، وماذا يعني أن تعيد على مرأى المتفرجين مشاهد القتل والدم والفجاعة؟ أليس من واجب الدراما أن تكون ناعمة وفيها من الترفيه ما يجمع شتات الأسر السورية، ولعل ابتعاد بعض الكتاب المتخصصين بهذا النوع من الكتابة ساهم بغياب الأعمال، ولعل أيضا إهمال الجهات الإنتاجية للكوميديا وعدم السخاء عليها سبب آخر، يجب البحث عن نصوص كوميدية راقية، بدل البحث عن هذا الإسفاف الذي يشوه المجتمع السوري بكل آسف، فإبعاد الكوميديا عن الشاشة ناقوس خطر يجب أن يقرع بقوة كي لا يخيّم السواد أكثر على المتفرج الذي هو المتلقي الحقيقي لكل عمل تلفزيوني.
ماذا تفتقد درامانا؟
بيّن عامر أن درامانا تفتقد اليوم الصدق، فعندما نبتعد في طرح القضايا عن الأساسيّات التي تلامسنا فستكون عندها الدراما فاقدة لعنصر جوهري وضروري، ونفتقد في درامانا اليوم للنبل ودعم القيم الأخلاقيّة، فعندما نهرب للفجاجة والجريمة والعنف والابتذال في معالجة الصورة ستكون بعدها الدراما بحاجة للعلاج النفسي، كما نفتقد في درامانا اليوم إلى الحبّ، وعندما تفتقد قصصنا للحبّ سيغيب أهمّ عامل جذب وأهمّ شيء يحتاجه الإنسان في هذه الفترة، وبالتالي تبقى درامانا فاقدة للوزن ومترنحة في مشيتها.
أكد السح أن درامانا تفتقد التحول إلى صناعة متماسكة فيها منتج محلي من الألف إلى الياء ، قنوات ومنصات ورأس مال محلي، نحن نعيش في زمن صناعة درامية تحويلية، رأس مال خارجي وقنوات ومنصات عرض خارجية والتصنيع ربما يكون بأيد بعضها محلي، ولكن كل هذا يفرض شروطه، ولذلك فالأعمال السورية الناجحة هي التي التزمت بالمعايير الفنية المحلية والتي انطلقت منها إلى العربية، أما أن يبقى التنفيذ عين إلى الداخل وعين إلى الخارج، أصاب الدراما بحوَل إنتاجي وفني، قائلاً: “مع تقديري واحترامي لظاهرة الحول الخَلقي ولا اعتراض على خلق الله”.
عبد العزيز، شرح أن درامانا تفتقد رؤوس الأموال والفضائيات السورية ودورة صناعيّة كاملة للإنتاج، وهناك فهم خاطئ لكتابة السيناريو فمازالت طريقة الكتابة قديمة نوعاً ما، وشح بأسماء المخرجين، وهناك أشخاص مازالوا يعملون بطريقة التسعينات وهذه مشكلة كبيرة، فنحن بحاجة للاطلاع على التجارة العربية والأجنبية لمعرفة مفاهيم الكتابة والصناعة والدرامية وأيضاً الشللية تؤثر، ويجب أن تنحل هذا المشكلات لأن الدراما السورية محبوبة ومطلوبة من غالبية القنوات العربية فمازلنا قادرين على تصديرها.
أما جميدة وصف أن درامانا تفتقد لمن يملك مشروع فكري بعيداً عن إغراء المال الذي يتسابقون لأجله، ومهما يكن الظرف الاقتصادي فلا يجب أن ينساق الجميع وراءه، يجب أن يكون هناك من لديهم الضمير المهني الذي يخلدهم، كما خلد حاتم علي مثلاً، وكما أقول في الرياضة، لو أن الأموال التي تصرف على عقود اللاعبين وكرة القدم السورية توزعت على الفقراء لاستمتعوا أكثر وفرحوا أكثر من تسجيل هدف، ولو أن ميزانيات الأعمال توزعت على من يتم تصويرهم يفعلون كل هذه الموبقات من أجل المال، لكان لدينا مجتمع خالٍ مما يتم تصويره لنا، ولكانت دراما الحياة أكثر حنانا مما يعرض علينا من قساوة.
هل نافست درامانا الدراما المصريّة؟
أوضح عامر أنه لا يمكننا منافسة أي دراما بثلاثة أعمال جيّدة في حين أن ما تبقى من الأعمال هو دون الوسط وأقلّ، ولا يمكن غشّ المتلقي بجودة المادّة الدراميّة أو عدمها بسبب انشغال صفحات التواصل بالإشادة بمسلسل وتصدره تريندات على مدار أيّام الشهر الفضيل، ما يمكن قوله هو أنّ الدراما السوريّة حاضرة، وتحاول أن تقف من جديد على قدميها وتتعافى من سمومها، لكن هذا لا يعني أنّ الدراما العربيّة على تنوّعها من مصريّة وخليجيّة وغيرها أنّها ممتازة، بل على العكس لديها مشكلات وهموم كثيرة، ولربّما مقارنةً بهمومنا ومشكلاتنا في صناعة الدراما تُعدّ أقلّ مما تعانيه درامانا، وبالمحصلة يمكن وصف الدراما العربيّة عموماً بأنّها دراما مقصّرة، ودراما مريضة، وبعيدة عن الناس.
“لا يمكن لأي نوع من الأنواع الدرامية منافسة الدراما المصرية بسبب التنوع، فالمصريون لديهم صناعة فيها رؤوس أموال محلية وفيها إشراف حكومية وتوجيه عن بعد”، بحسب السح، مضيفاً: وفيها تنوع يشمل كافة الشرائح، فالمنتج المصري لكي يحقق أرقام رابحة لا يحتاج إلى مشاهدات خارج البلاد، فالجمهور المصري يكفي والمنصات المصرية تكفي وقنوات العرض المصرية تكفي، وبالتالي من أراد أن يشاهد ما يقدمه المصريون بشروطهم فأهلا وسهلاً وإلا فإنهم لا يخضعون لشروط أية محطة أو قناة خارجية، وهذا ما لم تفعله الدراما السورية منذ أكثر من 25 سنة، بما فيها ما سميت سنوات العصر الذهبي، رأس المال السوري مقيد ويريد أن يربح من الآخرين قبل أن يكسب ثقة الجمهور المحلي.
أما عبد العزيز أكد أن كل دراما لها خصوصيتها وتفاصيلها الخاصة، الدراما المصرية أفضل عموماً وهذا من باب الحالة العامة وليس من باب عمل مقابل عمل، فالدراما المصرية قادرة على صناعة كاملة من خلال وجود عدد كبير من الفنانين و شركات الإنتاج والمحطات الفضائية ورؤوس الأموال وسوق كامل قائم على صناعة الدراما.
وتابع: في سوريا مازلنا رهناً للفضائيات العربيّة وللمنصات وللأمزجة غير السوريّة لصناعة الدراما وهذا يؤثر على الذهنية العامة للإنتاج، فليس لدينا صناعة قائمة بحد ذاتها للدراما ولكن عندنا تنفيذ أعمال دراميّة وبالمقابل نعاني من شح الفضائيات السوريّة لتشتري هذا الإنتاج، والذي يجعل المنتج أن يختار داعم من الفضائيات العربية وهذا يخفض الإنتاج الدرامي، فالإنتاج المصري للدراما أكمل وأوسع وأفضل من الإنتاج السوري عموماً ولو أن لدينا كمّ كبير من النجوم والدراما المصرية استعانت وتستعين بنجومنا ولا ينقصنا شيء من حيث النصوص والأفكار، فقط بالصناعة والذهنية بشكل عام ومشكلات تتعلق بالرقابة والتسهيلات، فهي ليست مشكلات فنية بل إنتاجية وتسويقية.
بينما جميدة أشار إلى أنه في ظل غياب الإحصائيات التي تدلل على حجم المتابعة والقيم السوقية للأعمال عبر المشاهدات، ومن باع ومن اشترى وبأي الأسعار لا يمكن الحكم على شدة المنافسة والحضور الأقوى لمن، فالدراما المصرية لها ماضيها وحاضرها ومن يتابعها وحسب التعداد السكاني لمصر نستنتج أنها منافس قوي على الأقل في موطنها، وبالدول العربية، في الوقت الذي تغيب عن السوريين الكهرباء مثلاً، وحتى إن كانت هناك منافسة فلا أظنها اليوم ترجح كفة الدراما السورية، فالكوادر وتقنيات التصوير والمشاهد الخلابة بات الجميع يتقنها، والغلبة للمعالجات التي تشد المتلقي أكثر ويشعر انها تلامس قضاياه المصيرية بعيدا عن هذه البشاعة البصرية.
الجدير ذكره، أن دراما الموسم الحالي تضمنت عدة أعمال اجتماعية كولاد بديعة ومال القبان وأغمض عينيك والصديقات، أما أعمال البيئة الشامية تحددت في تاج وبيت أهلي وعزك يا شام والوشم، والفانتازيا تجسدت في مسلسل العربجي، والكوميديّة منها في مسلسل ما اختلفنا.
أمير حقوق
أكدت وسائل إعلام عبرية وجود تباين في مواقف أعضاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول التعامل مع الهجوم الإيراني الذي استهدف منشآت عسكرية “إسرائيلية” في فلسطين المحتلة، والذي جاء رداً على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
ووفق ما أكدته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فإن “التيار المعتدل” داخل حكومة الاحتلال بما في ذلك عضو مجلس الحرب “بيني غانتس” دعا إلى اتباع نهج متوازن لتجنُّب التصعيد، بينما تمسك أعضاء “اليمين المتشدد” بضرورة الرد على الهجوم باستعراض القوة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين “إسرائيليين” أن “حكومة الحرب تؤيد الرد على إيران، لكنها منقسمة بشأن توقيت الرد ونطاقه.
وأكدت تسريبات أمريكية أمس الأحد، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” عدم التسرع في الرد، إذ نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين أن “بعد يوم من الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، تُواصل إدارة بايدن حث إسرائيل، سراً وعلناً، على عدم التسرع في الرد على طهران”.
وكشف مسؤول أمريكي كبير أن “التقييم الأمريكي هو أن إيران سترد على أي ضربة إسرائيلية كبيرة وعلنية على الأراضي الإيرانية بجولة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار”، وفق ما نقله “أكسيوس”.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن “بايدن أكد لنتنياهو أن واشنطن لن تكون جزءاً من هجوم إسرائيلي ضد إيران”، قائلاً: “هدفنا هو تجنب التصعيد والصراع الإقليمي واحتواء الأزمة في غزة”.
وفي هذا الصدد، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أمس الأحد في لقاء مع شبكة “CNN” الأمريكية: “لا نريد أن نرى تصعيداً في الوضع، ولا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أمس الأحد، شن هجوم واسع ضد الكيان الإسرائيلي رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي: “بدأنا صفحة جديدة من الاشتباك مع العدو الصهيوني”، موضحاً أن “تجاوز المنظومات الدفاعية الصهيونية والأمريكية في المنطقة وإصابة الأهداف المحددة لم يكن أمراً سهلاً”.