يتواجه الليلة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية منتخبا ألمانيا بطل العالم، وتشيلي بطل أميركا الجنوبية، الساعة التاسعة بتوقيت دمشق على لقب كأس القارات.
وتسعى ألمانيا إلى التأكيد بأن جيلها الجديد قادر على تحمل المسؤولية وخلافة الجيل الذي قاد “ناسيونال مانشافت” في 2014 إلى الفوز بلقبه العالمي الرابع.
واستغل مدرب ألمانيا يواكيم لوف كأس القارات 2017 من أجل ضخ دماء جديدة في تشكيلة أبطال العالم قبل عام من المونديال الروسي، وقد سافر إلى روسيا دون العديد من النجوم وبتشكيلة رديفة لا تضم سوى ثلاثة لاعبين من الذين توجوا باللقب العالمي.
وضمت التشكيلة سبعة لاعبين لم يخوضوا أي مباراة دولية بعدما فضّل لوف إراحة لاعبين من طينة مسعود أوزيل وتوماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هاملس وتوني كروس، إلا أن ذلك لم يمنع المنتخب الأوروبي من الوصول إلى المباراة النهائية بعروض قوية، آخرها في الدور نصف النهائي حين اكتسح المكسيك بطلة الكونكاكاف 4-1.
وبدلاً من وضع نهائي الأحد نصب عينيه، فضّل لوف التفكير بما ينتظر لاعبيه بعد 12 شهراً عندما يعودون إلى روسيا للدفاع عن لقبهم العالمي الذين أحرزوه على حساب الأرجنتين، مؤكداً عشية انطلاق البطولة: “كأس العالم 2018 والفوز باللقب مجدداً، هذه هي رؤيتنا”.
وعن مواجهة تشيلي التي تعادلت مع ألمانيا 1-1 في دور المجموعات، قال لوف: “يعرف اللاعبون بأن عليهم خوض النهائي أيضاً لديهم رغبة جامحة في الفوز على تشيلي، إنها معركة قوية وأمامنا مجموعة أمور يجب عملها، الدفاع سيكون صعباً، وسيكون من المهم أن نمارس الضغط عليهم في منطقتهم وأن نضعهم في موقف صعب، إنهم أقوى خصم في البطولة”.
وإذا كان الألمان يبحثون عن التجديد وعن جيل جديد قادر على خلافة أبطال مونديال 2014 الذين سيعود معظمهم إلى تشكيلة روسيا 2018، فإن المنتخب التشيلي يسعى للتأكيد بأنه أصبح من اللاعبين الكبار على الساحة العالمية.
وأصبح “لا روخا” على بعد مباراة واحدة من إحراز لقبه الثالث في ثلاثة أعوام، ببلوغه النهائي في أول مشاركة له في البطولة بعد فوزه الأربعاء بركلات الترجيح على البرتغال بطلة أوروبا، بعدما فرض حارس تشيلي كلاوديو برافو نفسه بطلاً قومياً في المباراة التي أقيمت في قازان، بتصديه الركلات الترجيحية الـ3 التي نفّذها أبطال أوروبا بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وسيحاول أبطال أميركا الجنوبية، الفائزون بلقب “كوبا أميركا” بنسختيها الأخيرتين عامي 2015 و2016، الذهاب حتى النهاية وإحراز لقبهم الثالث في غضون ثلاثة أعوام ثم المراهنة على مقارعة الكبار على اللقب العالمي عندما تستضيف روسيا مونديال 2018 الصيف المقبل.
ورغم رحيل المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي، مهندس التتويج الأول لتشيلي في “كوبا أميركا” عام 2015 والاستعانة بالإسباني من أصل أرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، حافظ “لا روخا” على الوتيرة التي خاض بها البطولة القارية قبل ثلاثة أعوام.
وأكد بيتزي: “نحن نستحق التأهل إلى النهائي يجب علينا أن ننافس بكل قوة ممكنة، إذ لا يمكن أن نخفف ولو حتى قليلاً من اندفاعنا وتركيزنا ومجهودنا، لأنه آنذاك يمكن أن يتغلب علينا أي خصم”.
وتوجت تشيلي بلقب “كوبا أميركا” مرتين على التوالي بنفس التشكيلة تقريباً، وهي تخوض كأس القارات 2017 بلاعبين أصبحوا يتمتعون بالخبرة الكافية في البطولات العالمية.
وعلى رأسهم الحارس برافو وأليكسيس سانشيز اللذان يعتبران من العناصر التي لا غنى غنها في فريقيهما مانشستر سيتي وأرسنال، وأرتورو فيدال الذي فرض نفسه بقوة في وسط ملعب بايرن ميونيخ وأحرز مع الأخير ثلاثة ألقاب في موسمين معه حتى الآن.