خاص || أثر برس
رغم ولادتها دون أطراف علوية، إلا أن قوة وإرادة الحياة لدى الفنانة التشكيلية دعاء البسطاطي، جعلتها تتغلب على إعاقتها، وجعلت منها فنانة مرموقة تخطّ بأقدامها أجمل وأبهى اللوحات والرسومات الفنية المتميزة، لتتحول البسطاطي إلى أنموذج ومثالٍ يلخص إرادة وقوة وتمسك السوريين بالحياة.
الفنانة دعاء البسطاطي، فضّلت أن تقيم ثاني معارضها في مدينة حلب بعنوان “قصة حلم”، فوصلت إلى المدينة قبل عدة أيام حاملة معها /37/ لوحة من أجمل ما أبدعت بأقدامها من لوحات رُسمت بآليات وتقنيات متنوعة بين الرسم المائي والعكسي على الزجاج، جسدت من خلالها معالم أثرية وتاريخية ودينية من عدة محافظات سورية.
تقول البسطاطي لـ”أثر برس”: “أقمت معرضي الأول في مدينة دمشق وكان بمثابة حلم لي، واليوم أحببت أن أكمل هذا الحلم وأحضر معرضي إلى مدينة حلب كونها عاصمة الاقتصاد والعراقة السورية، والتي أتمنى أن تكون بوابة لي نحو العالمية”.
وعن بداية موهبتها قالت الفنانة البسطاطي بأنها تعلمت في بداية مسيرتها كيف تستخدم أقدامها لرسم الأشياء، حيث لقيت تشجيعاً كبيراً من شقيقتها التي لعبت دوراً كبيراً في تنمية موهبتها، وأضافت: “رسمت أولى لوحاتي عندما كنت في الصف السادس الابتدائي، باستخدام أقلام الرصاص التي رسمت بها عدداً من الحارات الدمشقية القديمة، وبعد ذلك التحقت بمعهد الفنان أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق لتنمية موهبتي، ودرست فيه سبع سنوات قبل أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة بدمشق”.
وعن مدى صعوبة الرسم بالقدمين بيّنت الفنانة البسطاطي أنها تدربت بدأب ولفترات طويلة على هذه المسألة ووصلت إلى مرحلة تستطيع فيها استخدام أقدامها كما تستخدم يديها تماماً، ومازحت بالقول: “ربما لو كنت أمتلك يدين لكان الأمر أصعب مما هو عليه الآن”.
وتنظر البسطاطي إلى المستقبل بنظرة يملؤها التفاؤل، حيث أعربت عن تمنياتها بأن يلاقي معرضها النجاح المنتظر وأن يستمر ليزور جميع المحافظات السورية، وصولاً إلى تحقيق حلمها في إقامة معرض للوحاتها في روسيا.
وتنحدر الفنانة دعاء البسطاطي، تولد عام /1990/، من عائلة دمشقية عريقة في حي الميدان الذي تعتبره الملهم الأول لأعمالها ولمعظم الرسامين السوريين، وهي أصغر أخوتها البالغ عددهم /11/ شخصاً.
يشار إلى أن اليوم الأول من افتتاح المعرض كان يوم السبت المنصرن، لاقى إقبالاً جماهيرياً غفيراً من مختلف الفنانين التشكيليين والمشتغلين في القطاع الثقافي بحلب، حيث أجمع الحضور خلال حديثهم لـ “أثر برس” على موهبة ودقة عمل الفنانة دعاء البسطاطي، مؤكدين استعدادهم لتقديم كل الدعم والتحفيز اللازم لاستمرار مسيرتها الفنية، وخاصة في ظل أعمالها المبدعة التي تجمع بين الإحساس الدافئ من جهة والتقنيات الفنية العالية في الرسم من جهة ثانية.
زاهر طحان – حلب
