أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

التحول التركي الأخير قبل إدلب

by Athr Press N

خاص ||أثر برس

عندما يشير وزير الخارجية السوري وليد المعلم بيده إلى “لواء الإسكندرون” ويقول إنّه أرض سورية، وستعود لنا، فإنه يذهب بتركيا إلى أبعد من معركة استعادة إدلب المحسومة بالنسبة للدولة السورية، بل إنّه يوجّه رسالة إلى “أردوغان” مفادها واضحٌ تماماً، عليك الانسحاب من كافة الأراضي التي سيطرت عليها القوات التركية بصورة غير شرعيّة، من خلال عمليات “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، بحجّة محاربة الأكراد في عفرين، والباب، وجرابلس، وصولاً إلى “خارطة الطريق” في منبج، والتي جرت وفق تفاهمات أمريكية – تركية مكشوفة بالنسبة للدولة السورية.

التقت المصلحة السورية – التركية سابقاً في إفشال نشوء “كانتون كردي” يهدد تركيا في جنوب أراضيها، ويترجم هدف الولايات المتحدة الأمريكية في تقسيم سوريا، من خلال دعمها لـ”قوات سوريا الديمقراطية” ذات المكون الكردي الرئيسي فيها، وتدريب وتسليح عناصرها في شمال وشمال شرق سوريا، وخاصة في المناطق التي سيطر عليها تنظيم “داعش” سابقاً.

إن استغلال روسيا لسوء العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بعد فشل الانقلاب الأخير في تركيا عام 2016، وتصاعد التوتر بعد ذلك بينهما، بسبب اتهام “أردوغان” لفتح الله غولن (الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية) بإعداد الانقلاب، أدى ذلك إلى دخول تركيا في اتفاقية أستانة، التي نتج عنها مناطق خفض التصعيد الأربعة، وسمحت للدولة السورية باستعادة السيطرة على أجزاء واسعة من المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة المسلحة.

دعمت تركيا فصائل المعارضة المسلّحة و”الجهاديّة”، خاصة في محافظة إدلب، ونقلت المقاتلين عبر حدودها إلى الأراضي السورية، ولعلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدرك احتواء براغماتية “أردوغان” فكانت صفقة “S400” تثبيتاً للعلاقة الروسية – التركية، بينما كانت دمشق دائماً تراقب التحول التركي بحذر، ولاسيما بعد دخول القوات التركية إلى عفرين، والإجراءات التي اتخذتها فيها، من تغييرات ديموغرافية، وإطلاق للأسماء التركية على شوارع المدينة، ثم تجميع تركيا للفصائل المعارضة المسلّحة في إدلب في مجلس سياسي واحد مفاوض في مؤتمر سوتشي، وأخيراً تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير” غير أن تركيا لم تنجح في استمالة “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” إلى التشكيل الذي تجاوز 70 ألف مقاتل بقصد حلّها وفقاً لطلب روسيا، ومع اقتراب انتهاء الفرصة التي أعطتها روسيا لتركيا في إدلب، باعتبارها صاحبة النفوذ الأقوى لدى فصائل المعارضة المسلّحة، انقلبت تركيا على “هيئة تحرير الشام” وأدرجتها بالأمس على قائمة المنظمات الإرهابية.

التبدلات التركية تسبق القمة الثلاثية الروسية-الإيرانية-التركية، التي سوف تعقد في 7 أيلول المقبل في مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الإيرانية، والتي سوف يتم فيها التنسيق النهائي للعملية المرتقبة في إدلب، فيبدو أن استكمال حشود القوات السورية لتخوم المحافظة منذ 9 آب الماضي انتهى، وبالرغم من أنه من المبكر الحديث عن الوجود التركي في سوريا بعد استعادة سيطرة القوات السورية على محافظة إدلب، إلاّ أنه من الواضح أن رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصلت جيداً.

علي أصفهاني

اقرأ أيضاً