أثر برس

الثلاثاء - 19 مارس - 2024

Search

قطر تتحدى أمريكا وتساعد تركيا.. هل بدأت التحالفات الخارجة عن المظلة الأمريكية؟

by Athr Press R

 في خطوة جريئة ومؤثرة وفي هذا التوقيت الحساس، ضخت قطر مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد التركي المتأزم، في محاولة لمنع سقوط أحد أهم حلفائها في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة حلفاء بعد أزمتها مع الدول الخليجية.

وجاء الإعلان عن الاستثمار القطري عقب اجتماع بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يوم أمس الأربعاء والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة.

وورد في بيان أصدره الديوان الأميري القطري أن أمير البلاد “وجه بتقديم دولة قطر حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب 55 مليار ريال قطري، أي ما يعادل 15مليار دولار أمريكي، دعماً للاقتصاد التركي”.

بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، عبر حسابه بموقع تويتر: “لقد تعهدت قطر باستثمار 15 مليار دولار في تركيا”، مضيفاً أن “العلاقات التركية-القطرية مبنية على أسس متينة من الصداقة والتضامن”.

يأتي هذا التطور في الوقت الذي تنوي فيه الولايات المتحدة الأمريكية تشديد العقوبات الاقتصادية على تركيا محاولة تخريب اقتصادها بحجة الإفراج عن القس الأمريكي المحتجز في تركيا.

وقوف قطر في وجه الخطة الأمريكية لإخضاع تركيا ومنعها من الجنوح إلى روسيا، قد يكون له نتائج على الدولة المحاصرة خليجياً، إلا أن السلوك القطري يعتبر خطة أمان قطرية لتعزيز علاقاتها مع حلفائها الذين باتو أقل بعد أزمتها مع دول الخليج، ولا تنسى قطر الجسر الجويّ قبل عامين الذي فتحته تركيا لتَزويد قطر بكل احتياجاتِها من البضائِع والمواد الغذائيّة تضامناً معها في مواجهة المقاطعة التي فرضتها الدُّوَل الأربَع (السعوديّة، الإمارات، البحرين ومِصر)، احتجاجاً على الموقف القطري الداعم لحَركة “الإخوان المسلمين”، وبعض الجماعات الخليجيّة المُعارِضة، واستضافَة بعض رِجالاتِها، وبرامج قناة “الجزيرة” التي وصفتها هذه الدول بالمعادية لها.

دخول قطر بهذا التوقيت الحساس في معركة عض الأصابع بين تركيا والولايات المتحدة، من شأنه أن يعيد تحريك الأزمة الخليجية من جديد، حيث يتوقع مراقبون أن تقف الولايات المتحدة بشكل أكثر انحيازاً إلى جانب السعودية وباقي دول الخليج بوجه قطر، بعد الخطوة القطرية التي تعتبر تحدي صريح وواضح لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في حين تروج وسائل إعلام أمريكية إلى أن المساعدات القطرية والألمانية لن تخرج تركيا من أزمتها، حيث قال هولغر شميدنغ كبير الاقتصاديين في بنك “بيرينبيرج”: “أي مساعدة يمكن أن تقدمها ألمانيا وقطر في الوقت الحالي ستكون صغيرة مقارنة بالمشاكل القائمة”، ويأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الإدارة الأمريكية عن أنها لن تقوم برفع الضرائب عن الصادرات التركية من الألمنيوم والمعادن حتى وإن سلمت القس، لأن القضية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، بحسب ما نقل موقع “بلومبيرغ” الأمريكي.

وذكرنا في مقال بأن الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة لم تنتج عن موضوع “عبد الله أوجلان والقس الأمريكي” فهي تستند إلى الكثير من التطورات خلال السنوات الأخيرة وهو ما أكده حديث الخارجية الأمريكية بأن العقوبات لن ترفع عن تركيا وإن تم تسليم القص.

يبدو بأن قطر قد أدركت وإن كانت متأخرة، بأنه لا أمان في العلاقات مع أمريكا التي تنسف كل التحالفات من أجل مصالحالها خصوصاً بعد أزمتها الخليجية، وهي القناعة التي يبدو بأن تركيا تسير لتصديقها وقد سبقتها إليها إيران ونوعاً ما روسيا، فهل بدأت تتغير السياسة العالمية تجاه الولايات المتحدة وبدأت تظهر تحالفات خارج المظلة الأمريكية؟

إذا تمكنت تركيا من الخروج من أزمتها دون الخضوع لأمريكا، فبالتأكيد لن تعود إلى الحضن الأمريكي الذي طعنها، ولا ندري ماذا يدور من محادثات سريعة بين تركيا وشركائها في العقوبات كإيران وروسيا وحتى الصين وبعض الدول الأوروبية التي تأذت من سياسات ترامب الإقتصادية، وماذا سيخرج عنها من قرارات اقتصادية لمواجهة تعجرف الدولار الأمريكي الذي يتحكم بدول العالم.

اقرأ أيضاً