أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

بعد كل هذه المجريات.. من ستختار “قسد” في سوريا؟

by Athr Press Z

انتشر بعد الاجتماع الذي عقد بين الحكومة السورية ووفد من “قوات سوريا الديمقراطية” العديد من الإشاعات والأخبار غير المؤكدة حول مخرجاته، كما أن الأنظار كانت موجهة على الموقف الأمريكي من هذا التقارب بين الأكراد والحكومة السورية التي تشير دوماً على عدم شرعية الوجود الأمريكي في سوريا، ولا يمكن إخفاء تركيا من المشهد، حيث يمكن أن يزيد هذا التقارب بين الأكراد والحكومة السورية من الخلل الموجود في العلاقات بين دمشق وأنقرة.

في ظل الحديث عن السيناريوهات المحتملة بعد هذا التقارب، قالت صحيفة “روناهي” الكردية:

“ما حدث من خطوة مبدئيّة مع الحكومة السورية له دلالات كثيرة، والمرحلة الآن حسّاسة تتفاعل فيها الكثير من الأمور، وفي جميع الأحوال يمكن الحديث عن أنّه لا يوجد حتى الآن أيّ تفاوض وأنّ ما حدث ليس تفاوضاً كما حاول البعض تقديمه وإنّما كان نوعاً من إبراز الدور المسؤول من قبل مجلس سوريا الديمقراطيّة في معرفة مدى جهوزيّة وجديّة الطرف الآخر، وعندما نتحدث عن التفاوض أو حلّ المعضلة السوريّة فإنّ الأمر غير ممكن في لقاء واحد أو لقاءات عدّة، والموضوع عميق، ففي أيّ تفاوض لابد من أنّ تكون هناك لقاءات لمعرفة النوايا، وبعد معرفة تلك النوايا إذا ما كان هناك التماس بشكل جدّي يمكن أن تتطور الأمور، فما حدث هو تفاهم تمّ حول إعداد لجنة لتحضير مشروع للحلّ أو خارطة طريق وقد يتمّ ذلك وقد لا يتم”.

أما “الأخبار” اللبنانية فأكدت على وجود رفض أمريكي لهذه الاجتماعات، مستندة على وقائع معينة، حيث ورد فيها:

“لا تبدو أمريكا راضية عن خطوة الحوار التي خطتها قسد مع الحكومة السورية، وهو ما ظهر من خلال التصرفات الأميركية من خلال محاولة فرض هيمنة عسكرية وسياسية، على قرار القوى الموجودة في مناطق انتشارها، فبعد خطوات عدة اتخذتها قسد تجاه الحكومة السورية من خلال إدخال موظفين حكوميين إلى مباني سدود (الفرات – البعث – تشرين)، بالإضافة إلى مبنى مستشفى الطبقة الوطني، والتصريح لاحقاً عن أول زيارة لوفد من شمال سوريا إلى دمشق، وإعلان تشكيل لجان لمتابعة التفاوض على أساس اللامركزية، جاءت الزيارة المفاجئة للسفير الأميركي السابق في البحرين وليام روباك، المكلّف من الرئيس دونالد ترامب، لمدينة الطبقة ولقائه بعدد من الشخصيات، من بينها تلك التي زارت دمشق”.

واهتمت جريدة “العربي الجديد” اللندنية  بالجانب التركي وموقفه من هذا التقارب، فقالت:

“ما جمع الحكومة والأكراد حول طاولة واحدة هو إبلاغ موسكو أنقرة أنها لن تطلق يدها في إدلب وتل رفعت من دون مقابل، وأن الثمن على الأقل سيكون مساعدتها في الوصول إلى ما تريده، لناحية عدم عرقلة مشروعها في المفاوضات المباشرة السورية – السورية، وحماية دور النظام في المرحلة الانتقالية السياسية والدستورية، ثم قبول الصيغة حول إشراك “قوات سورية الديمقراطية” في صناعة المشهد السياسي الجديد، لكن ما ساهم في صناعة المشهد أيضاً في دمشق هو الولايات المتحدة الأميركية التي قبلت الاكتفاء بشرط حماية مصالح الحليف المحلي الكردي في سوريا”.

عند الحديث عن أطراف دولية مجتمعة في بلد واحد وهو سوريا، لا يمكن أن يؤخذ أي تصرف على محمل الصدفة، فكل إجراء أو قرار يجب أن يوضَّح وأن يكون له خلفياته ومبرراته، لذلك لا يمكن أن نعتبر الإعلان الأمريكي المتعلق بالبقاء في سوريا، بعيد المباحثات بين “قسد” والحكومة السورية صدفة أو إجراء عادي، وكذلك الأمر بالنسبة للتصريحات الأمريكية المتعلقة بالحفاظ على جودة علاقاتها مع تركيا في سوريا بالرغم من الخلافات الحاصلة بين البلدين، لكن يبقى القرار النهائي بيد “قسد”، فهل ستختار العودة إلى حكومة بلدها لتكون جزء من الشعب السوري، أم البقاء مع الأمريكي الذي سبق وتخلى عن حلفاءه؟

اقرأ أيضاً