أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

بين التكتيك والقدر.. أطراف سورية تعيد ترتيب أوراقها من جديد

by Athr Press Z

التغير المفاجئ الذي أبداه الأكراد تجاه الحكومة السورية، وتنازلهم عن مطالبهم المتعلقة بالمشاركة في أستانة وتعديل دستور الدولة، كما أفاد رئيس “قوات سوريا الديمقراطية” رياض درار، جاء بعد مستجدات عديدة، أبرزها عودة قوة الدولة السورية كما السابق بعد استعادتها لمعظم أراضيها والحديث عن استعادة الشمال ومناطق شرق الفرات، إضافة إلى تصريحات واشنطن المستمرة التي تنذر بالانسحاب من سوريا أو وقف دعمها عن الأكراد.

فنشرت “الدستور” الأردنية في صفحاتها مقالاً حول هذا الموضوع جاء فيه:

“الدرس أبلغ من أن يطوى في غياهب الترك والنسيان … وما حصل من تواطؤ أمريكي مع أنقرة، ومرتين متتاليتين، الأولى في درع الفرات والثانية في غصن الزيتون… لقد لُدغ أكراد سوريا من الجحر الأمريكي أكثر من مرة، ومن الغباء الاستمرار في الرهان عليهم، والتعويل على وعودهم الكاذبة.. كما أضاع الكرد مدينة عفرين وجوارها، عندما أصروا على رفض انتشار الجيش السوري فيها… والمؤكد أنهم يدركون اليوم، ما عجزوا عن إدراكه بالأمس، أقله في الوقت المناسب، ولذا نراهم يطلقون التصريحات الإيجابية والمُطَمئنة لدمشق، ويرسلون الوفود الرفيعة للحوار حول صيغ الحل النهائي لمناطق سيطرتهم.. أما الوضع في إدلب والشمال الغربي، فيبدو أكثر تعقيداً، ومن الواضح أن مزيجٍ من الحرب والدبلوماسية، يبدو ضرورياً لغايات حسم الموقف واستعادة الدولة لسلطتها وسيطرتها على المناطق الخارجة من تحت مظلتها”.

واعتبرت “الحياة” السعودية أن ما يحدث يعتبر إشار واضحة على تخلي أمريكا عن الأكراد، حيث قالت:

“علاقة الأكراد مع واشنطن بدأت تتكشف عن احتمالات تخلٍ تراجيدي عنه، ظهرت مؤشراته في عفرين.. والأكراد في أربع جهاتهم ليسوا قضية واشنطن، هم أصحاب حقٍ، لكن خلاصهم لن يكون على يد واشنطن، وتحديداً ليس على يد دونالد ترامب، واشنطن في عهد هذا الرجل ستكون الدولة الرقم خمسة في سحق الطموحات الكردية”.

وبالتزامن مع الحديث عن توجه الأكراد إلى الحكومة السورية، تنشر صحيفة “روناهي” الكردية مقالاً تتحدث فيه عن رداءة الأوضاع في جميع المناطق السورية التي لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية، جاء فيه:

“يرى البعض أنَّ إخراج أهالي بلدتي كفريا والفوعة هي بداية لشن حملة عسكرية سورية- روسيّة على مناطق إدلب، وبشكل خاص إذا ما سعت تركيا إلى التوجُّه نحو حلب، والتي يبدو أنَّ محاولاتها تدور وراء الكواليس حتى وإنْ بدى العكسُ، ومن المتوقع أن تشهد مناطق جرابلس، إدلب، الباب، عفرين وإعزاز تطورات كبيرة في الأيام المقبلة؛ واحتمال تصفية كامل المجموعات المرتزقة هناك هو أحد الاحتمالات الواردة”.

هناك عدة أحداث وقعت مجتمعة في المناطق السورية المختلفة، منها ما كان بتكتيك من الحكومة السورية وقواتها ومنها ما هيئته فصائل المعارضة لها من حيث لا تدري، كالاقتتال الذي يحصل بشكل مستمر في جميع المناطق التي تتواجد فيها فصائل المعارضة، وحالة الفلتان الأمني المنتشرة في معظم مناطق الشمال السوري، إضافة إلى ما استطاعت القوات السورية استعادته من الغوطة الشرقية وجنوب العاصمة والجنوب السوري، حيث بدأت معركتها جنوباً بالرغم من تهافت الرسائل الدولية عليها بعدم شن هذه المعركة، ما دفع الأطراف الخارجة عن سلطة الدولة السورية إلى إعادة النظر لواقعها وترتيب أمورها من جديد.

اقرأ أيضاً