حالة الاضطراب باتت واضحة في الموقف الإسرائيلي بعد التطورات الأخيرة التي يشهدها الميدان السوري، حيث استعادت الدولة السورية سيطرتها على معظم المنطقة الجنوبية السورية المحاذية للجولان المحتل، والمطالب الإسرائيلية يبدو أنها لم تعد تؤخذ على محمل الجدية من حلفاء الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى نكران الجهات التي كانت تدعمهم “إسرائيل” لمساعدتها لهم، إذ نفى اليوم مدير منظمة “الخوذ البيضاء” رائد الصالح، وجود أي علاقة للكيان الإسرائيلي في إجلاءهم من سوريا.
فتناولت صحيفة “ذا أتلانتك” الأمريكية الواقع الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي، والوقائع التي يتخبط بها فقالت:
“رغم الدعم الأمريكي والقوة العسكرية فإسرائيل صغيرة ذات بنية تحتية محدودة.. وهي تتخوف من سيناريو كارثي قد يتحقق لو تطورت الأسلحة التي تتوفر لدى إيران وحليفها حزب الله، بما يكفي لضرب البنية التحتية المدنية والعسكرية ولشل الحياة اليومية في إسرائيل.. ما يمهد لتغيير جذري في الحرب المقبلة مع حزب الله، والتي قد تتم في موعد أقرب مما كان متوقعاً”.
أما “رأي اليوم” اللندنية فتحدثت عن سر تزامن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى تل أبيب مع تطورات الجنوب السوري، إذ ورد فيها:
“السؤال الذي يطرح نفسه في هذه العجالة حَول ما إذا كانت الرِّئاسة الروسية قد استشعرت احتمالات نشوب حرب بين إسرائيل وإيران على الأرض السوريّة يمكن أن تتطوَّر إلى حرب إقليميّة.. إذا اندلعت الحرب ستكون “أم الحروب” فعلاً، ولعلَّ هذا أحد أبرز أسباب زيارة لافروف لتَل أبيب للعَمل على منعها، وتحذير إسرائيل من جرّ المِنطَقة والعالم فيها”.
كما تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن سيناريوهات يتوقعها الكيان الإسرائيلي مستقبلاً، فجاء فيها:
“يتوقع الجيش الإسرائيلي أن تكثف القوات السورية هجماتها قرب الحدود الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من حوادث الانزلاق، والتي تشمل سقوط قذائف تطلق من سوريا داخل الجزء المحتل من الجولان، أو إطلاق رصاص طائش وفي حالات استثنائية حادثة الطائرة السورية يوم أمس، والمحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاعتراض صاروخين سوريين أُطلقا باتجاه أهداف لمسلحين معارضين في الجولان”.
الكيان الإسرائيلي يعتبر نفسه منهزماً على جميع الجبهات وفقاً لما أكده أحد الخبراء يوم أمس في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فـ”الجيش الإسرائيلي” يشهد استنفاراً على الجبهتين الشمالية والجنوبية بسبب أحداث غزة، فكيف سيتعامل حلفاؤه معه خصوصاً بعدما فشلوا في مساعدة بتحقيق أهدافه في سوريا.