أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

أمريكا أمام خيارين.. إما الانسحاب من سوريا أو استعطاف حلفاءها

by Athr Press Z

اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم تصريح حول موضوع معين والإعلان عن عكسه بعد أيام أو ربما بعد ساعات، وهو الأسلوب الذي اتبعته كثيراً بخصوص وجودها في سوريا، والآن تثير واشنطن التساؤلات حول موضوع خروجها من أهم قاعدة لها في سوريا وهي التنف، ما يجعل الحديث عن احتمال انسحابها من البلاد يتسم بطريقة مختلفة، خصوصاً وأنه يتزامن مع قمة هلسنكي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

قالت صحيفة “غازيتا رو” الروسية:

“تبقى مسألة الوجود الأمريكي في قاعدة “التنف”، التي دعت روسيا مراراً لإغلاقها بسبب الوضع الإنساني في تلك المنطقة موضع جدل، وتستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد في السيطرة على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا، ولم يتم التخلص كلياً من خطر تنظيم الدولة، في ظل هذه الظروف، فإن الجيش الأمريكي، على الأرجح، سيتمكن من إقناع ترامب بالحاجة إلى الحفاظ على وجود ولو محدود، واستناداً إلى الوضع على الأرض، يصعب توقع أي صفقة جادة بشأن سوريا بين الرئيسين الروسي والأمريكي”.

وفي “الوطن” السورية جاء:

“إدارة ترامب تريد أن تكون إسرائيل هي القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة وتعترف بأن قوى محور المقاومة من طهران إلى دمشق إلى المقاومة اللبنانية بدأت تشكل القوة الإقليمية الكبرى وتطيح بميزان القوى بينها وبين إسرائيل، وهذه الخطة الأميركية ظهرت بنسختها الإسرائيلية حين أوصى عدد من مراكز الأبحاث الإسرائيلية بضرورة ضرب علاقات طهران بموسكو ودمشق، ولذلك يتوقع بعض المحللين في واشنطن أن تتحول المنطقة في ظل هذا الصراع الأميركي على الشرق الأوسط إلى كتلتين إحداهما محور المقاومة ومعه موسكو وبكين والأخرى كتلة السعودية ومعها واشنطن أما إسرائيل فسوف تبقى وحدها”.

أما “ناشونال إنترست” فأكدت أنه على أمريكا أن تحافظ على بقاءها في سوريا، فجاء فيها:

“ينبغي للولايات المتحدة الإبقاء على القوات الأميركية المنتشرة الآن في سوريا، وذلك للمساعدة في إعادة الإعمار وضمان بقاء المناطق المستقلة آمنة، كما ينبغي للولايات المتحدة إعادة التمويل الأميركي لبرامج الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة على الفور، ويجب الإبقاء على وجود القوات الجوية الأميركية والقوات الجوية التابعة للتحالف.. هذه الخطة البراغماتية لسوريا من شأنها أن تحمي أصدقاء الولايات المتحدة وحلفاءها”.

يبدو أن واشنطن تعاني من ضغوط عديدة في سوريا، منها ما هو مرتبط بمصالحها الخاصة وأهدافها من تواجدها في سوريا، ومنها ما يتعلق بحلفاءها وأهمهم “إسرائيل” والأردن ودول الخليج، ومن جهة أخرى الوقائع على الأرض تأتي ضد مصالحها وذلك بعدما استعادت القوات السورية السيطرة على درعا والحديث عن أن وجهتها المقبلة ستكون إلى إدلب، وبهذا نكون أمام خيارين إما أن أمريكا ستنسحب فعلاً من سوريا أو أنها تثير خبر انسحابها لتحصل على مزيد من الدعم المالي من دول الخليج العربي ودول “التحالف الدولي”.

اقرأ أيضاً