ارتفعت وتيرة التصعيد الإسرائيلي- الإيراني خلال الساعات الماضية، إذ أطلقت إيران موجة صواريخ استهدفت مناطق عدة في إسرائيل، وتسببت بأضرار عديدة لا سيما في حيفا.
وأطلق الحرس الثوري الإيراني المرحلة الرابعة من الصواريخ والمسيرات باتجاه فلسطين المحتلة، ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية عن الحرس الثوري الإيراني أن هذه المرحلة تضمنت هجوم مشترك لسلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة.
وجاءت هذه المرحلة بعدما أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان “استشهاد ثلاثة من القادة المجاهدين الاستخباراتيين محمد كاظمي وحسن محقق ومحسن باقري”، وفق ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
وأضاف البيان أنه تم تنفيذ موجة من الضربات (المرحلة الـ3) وقال: “نفذنا موجة جديدة من العمليات الصاروخية استهدفت المراكز الاستخباراتية للنظام الغاصب”، مؤكداً أن “العمليات ضد الأهداف الحيوية لهذا النظام الزائف ستستمر حتى القضاء التام عليه”.
وأكد تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” أن بعض الصواريخ الإيرانية تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية وضربت مباني في عمق الأراضي الإسرائيلية.
ونقلت قناة “الجزيرة” عن قائد سابق للحرس الثوري الإيراني، قوله: “ما زلنا نمارس ضبط النفس ولم نوظف كل إمكانياتنا حتى لا يختل النظام العالمي”، مؤكداً أن “إيران لم تستخدم أسلحتها المتطورة والاستراتيجية في العمليات الأخيرة”.
وأضاف “أدرنا الحرب بشكل منطقي حتى الآن لكننا قد نتخذ قرارا بإجراءات خارج الحدود”.
وجاءت هذه الضربات الصاروخية بعد غارات جوية نفذتها إسرائيل اليوم الأحد، استهدفت خلالها العاصمة الإيرانية طهران ومحافظتي تبريز ومشهد.
وأفادت قوى الأمن الداخلي الإيراني (فراجا) في بيان رسمي بأن “طائرة مسيّرة صغيرة تابعة للعدو الإسرائيلي استهدفت مبنى شرطة طهران الكبرى، ما أسفر عن أضرار مادية طفيفة وإصابة عدد من أفراد الشرطة”.
وأكدت وزارة الصحة الإيرانية أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي قضى 224 شخص في البلاد.
من جانبها، قالت السلطات الإسرائيلية اليوم الأحد: “إن فِرق الإنقاذ مشّطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمَّرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدرَّبة؛ للبحث عن ناجين، بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص؛ بينهم أطفال”.
كما أفادت قناة “12” العبرية” بأن الخارجية الإسرائيلية قررت إغلاق عدد من ممثلياتها وسفاراتها في العالم.
نية إسرائيل اغتيال المرشد الإيراني الأعلى:
نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع “فوكس نيوز” التقارير التي أفادت بأنّ ترمب، منع تنفيذ خطة لاغتيال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وذلك بعدما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن ترمب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي.
وذكر المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن كبار المسؤولين الأمريكيين كانوا على تواصل مستمر مع المسؤولين الإسرائيليين منذ أن شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على إيران في محاولة لوقف برنامجها النووي. وأضافا أن الإسرائيليين أفادوا بأن لديهم فرصة لقتل المرشد الإيراني، لكن ترمب عارض تنفيذ الخطة.
محاولات للتهدئة:
أعلنت جهات ودول عدة أنها تُجري محاولات لاحتواء التوتر الحاصل بين إسرائيل وإيران وحله بالطرق الدبلوماسية، إذ أكد ترمب اليوم الأحد أنه سيعقد اتفاقاً بين إيران وإسرائيل مشابه للاتفاق بين الهند وباكستان.
كما أجرى وزيري الخارجية التركي حقان فيدان، والروسي سيرغي لافروف، اتصالاً هاتفياً لبحث سبل التهدئة.
بدورها، شددت رئيسة المفوضية الأوربية في اتصال مع نتنياهو، على وجود حاجة ملحة للتوصل إلى حل تفاوضي.
نتنياهو يبرر الهجوم:
برر نتنياهو اليوم الأحد الهجمات ضد إيران في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، بقوله: “بدأت الهجوم على إيران لأننا كنا نواجه تهديداً وشيكاً.. كنا نواجه تهديداً وجودياً يشمل تسريع صنع قنابل ذرية وزيادة الترسانة الباليستية”.
وأضاف “حصلنا على معلومات أطلعنا عليها واشنطن أن إيران كانت تعمل سراً لتحويل اليورانيوم لسلاح نووي”.
يشار إلى أن التصعيد الإيراني- الإسرائيلي، بدأ فجر الجمعة 13 حزيران الجاري، وخلّف قتلى وإصابات في صفوف الطرفين، وسط تحذيرات دولية من توسّع دائرة الصراع ووصول ارتداداتها إلى كافة دول المنطقة.