أثر برس

تحركات واشنطن العسكرية في الشرق الأوسط بعيون مختصين أمريكيين

by Athr Press Z

أثارت التحركات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط مؤخراً، انتقادات واسعة من قبل الخبراء والمحللين الأمريكيين الذي حذّروا من تبعات التحشيد العسكري الذي تقوم به واشنطن في كافة مناطق الشرق الأوسط بما فيها سوريا.

وأحدث هذه التحركات العسكرية هو وصول  أكثر من 3000 بحار وجندي إلى الشرق الأوسط، ضمن خطة أعلنها البنتاغون في وقت سابق، وكذلك وصول أسلحة جديدة إلى القواعد الأمريكية في سوريا، أبرزها منظومة صواريخ “هيمارس”.

وتعقيباً على هذه التحركات نشرت مجلة “ريسبونسبل ستريتكرافت” الأمريكية مقالاً تحليلاً لمساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً بولا بيلار، قال فيه: “تتعارض عمليات الانتشار هذه مع النية المعلنة للعديد من الإدارات الأمريكية، والتي تتمثل في تقليل وليس زيادة المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وتحويل الاهتمام والموارد في أماكن أخرى، خاصة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ” مشيراً إلى أن “التدخل العسكري المستمر والمتزايد الآن في الشرق الأوسط، يديم نقاط الضعف الأمريكية، وقد يصبح الأفراد الذين تم نشرهم حديثاً، مثل القوات الأمريكية التي لا تزال في العراق وسوريا، والتي تعترضها باستمرار نيران معادية، فوجودهم يحمل خطراً إضافياً يتمثل في جر الولايات المتحدة إلى صراعات مسلحة أكبر”.

وخلُص بيلار إلى أن ” صانعي السياسة في الولايات المتحدة يحتاجون إلى التفكير مليّاً في العلامة التي ستتركها الولايات المتحدة في هذه المنطقة كمتدخل خارجي، يمكن أن يكون علامة إيجابية، على غرار ما فعله الصينيون، أو قد تكون علامة تتمثل بزيادة التوتر وعدم الاستقرار، من خلال عكس المحور وإعادة الموارد العسكرية الإضافية مع الالتزامات المرتبطة بها إلى المنطقة”.

فيما أشار مقال تحليلي نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى أن هذه الإجراءات العسكرية الأمريكية تهدف واشنطن من خلالها إعادة حالة نفوذها في منطقة الخليج العربي كما كانت في السابق، لافتاً إلى حالة التقارب الإيراني- الخليجي، وجاء في المقال: “تعرضت الولايات المتحدة لضغوط من شركائها العرب لتعزيز مظلتها الأمنية في المنطقة الاستراتيجية” منوّهاً إلى الدعوة التي قدمتها طهران إلى رئيس دولة الإمارات ووزير خارجية الكويت لزيارة إيران.

وفي هذا الصدد، يؤكد تحليل نشرته صحيفة “فورين بوليسي” أن واشنطن مهتمة بحالة التعددية في التحالفات الخارجية التي تسعى لها دول الخليج والتي ستؤثر بشكل سلبي على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه “بينما تستمر القوة في المنطقة في الانجذاب نحو الخليج فإن تطور هذه الدفعة الجديدة -من الحكماء العرب- نحو القومية في السعودية والإمارات وجهودهما لإبراز أنفسهما في الخارج سيكون له تداعيات عميقة على الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للولايات المتحدة” موضحة أنه “في الوقت الذي يحاول فيه محمد بن سلمان وبن زايد الإبحار في عودة التعددية القطبية إلى المنطقة والعالم، فإنهما يمتنعان أولاً وقبل كل شيء عن تبني نهج محصلته الصفرية لسياسات القوى العظمى، وبدلاً من ذلك ينخرطان فقط من منظور أفضل السبل للتقدم في مصالحهم الخاصة”.

ونشطت التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في أواخر آذار الفائت حيث قام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بجولة شرق أوسطية، تبعها جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى دول الخليج، وذلك على خلفية التطورات التي طرأت مؤخراً على العلاقات العربية والتحالفات الخارجية لدول الخليج، وأبرزها التقارب الإيراني- السعودي.

أثر برس 

اقرأ أيضاً