أثر برس

ماذا بعد اجتماع “هيئة التفاوض المعارضة” في جنيف الذي عُقد بعنوان “التحضير للمرحلة المقبلة؟

by Athr Press Z

عقدت “هيئة التفاوض المعارضة” قبل يومين اجتماعاً في جنيف والتقت بمبعوثين أمريكيين وأوروبين، وأعلنت عن هدف هذا الاجتماع بشكل واضح وجلي مؤكدة أن يهدف إلى “التحضير للمرحلة المقبلة” أي بعد عودة سوريا للجامعة العربية والانفتاح العربي الذي تشهده دمشق.

البيان الختامي للاجتماع الذي عُقد في جنيف استنكر قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأكّد على ضرورة تنفيذ قرار 2254، معلناً عن وجود رغبة من قبل “هيئة التفاوض” لاستئناف المحادثات مع الحكومة السورية، مشدداً على ضرورة إصلاح الأخطاء السياسية التي ارتكبتها المعارضة على مر السنين الفائتة، إلى جانب المطالبة بخروج القوات الأجنبية من سوريا.

انعقاد المؤتمر في هذه الظروف ووسط توقّف عدد من الدول التي كانت تدعم هياكل المعارضة السورية عن تقديم أي مساعدة لهم، حمل خلفيات ومؤشرات عدة، ونشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريراً حول هذا الاجتماع وأضاءت خلاله على مطلب المعارضة بضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا، قالت فيه: “إن المعارضة السورية تحاول بدورها تقريب وجهات النظر بين المنصات المتعددة، وطالب اجتماع لهيئة التفاوض في جنيف مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون بضرورة خروج القوات الأجنبية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية” مشيرة إلى أنه “في حال الاتفاق الدولي فستعمل دمشق على إخراج القوتين التركية والأمريكية، وهما القوتان العسكريتان اللتان تهيمنان على أكثر البقاع الغزيرة بالإنتاج الزراعي والنفطي”.

فيما لفتت صحيفة “الخليج أون لاين” إلى أن هذا الاجتماع كان يهدف بالدرجة الأولى إلى وضع حد للخلافات القائمة بين هياكل المعارضة السياسية، مشيرة إلى أن “هذا الاجتماع كان هدفه أولاً وضع حد لخلافاتهم، ومناقشة المستجدات بعد عودة سوريا إلى الجامعة، لذلك عكس بيانها مدى الإحباط الذي تعيشه بالدعوة إلى استئناف المفاوضات مع دمشق نظراً للتطورات الدولية، والإقليمية، والسورية الحالية التي تؤمّن ظرفاً مناسباً للمفاوضات، ولأن المعارضة أدركت أن سفينتها تُبحر عكس اتجاه الريح، خصوصاً مع الاستعداد للمرحلة المقبلة” مشيرة إلى أن “التحوّل في الموقف العربي المتمثل في عودة سوريا إلى الجامعة، أفقد المعارضة القدرة على فرض شروطها وتحقيق خرق لصالحها في أي مفاوضات مقبلة، الأمر الذي أثار حفيظة هذه المعارضة”.

فيما رجّح مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية أن حدوث انقلاب في الموقف السياسي لـ”هيئة التفاوض المعارضة” لافتة إلى أن ” البيان الذي صدر في ختام يومين من مُباحثاتٍ جرت في جنيف وشارك فيها 28 عضواً من أصل 36 من أعضاء الهيئة العليا لهذه المعارضة، تميط اللّثام عن مؤشّرات حدوث انقلاب جذري في موقفها السّياسي، أبرز عناوينه التّسليم بالأمْر الواقع، والمُتغيّرات الإقليميّة والدوليّة، وفشل كل الرهانات على تغيير الحكم في دِمشق، خاصة الفقرة الأهم في البيان، التي قالت: اتّفقت الأطراف المشكلة للهيئة العليا للمعارضة السورية على بيان موحد اعتبرت فيه أن التطورات الدولية والإقليميّة والسوريّة الحاليّة، والحِراك النّشط الخاص بالمسألة السوريّة تؤمّن ظرفاً مناسباً لاستئناف المفاوضات المباشرة مع دمشق”.

ويأتي هذا الاجتماع بعد تطورات مهمة شهدها الملف السوري، أبرزها الانفتاح العربي على دمشق وتفعيل مسار التقارب السوري- التركي، ومن المتوقع أن تعقد هياكل المعارضة اجتماعين آخرين في حزيران الجاري، الأول سيكون تحت عنوان “مبادرة مدنية” والتي ستضم ممثلين عن 150 منظمة من منظمات المجتمع المدني السوري، والثاني فهو مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة“، والمقرر انعقاده في 14 و15 من حزيران في العاصمة البلجيكية بروكسل.

أثر برس 

اقرأ أيضاً