زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، بعد يوم واحد من زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم” الجنرال مايكل كوريلا، إلى “تل أبيب” بدعوة من رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي “هرتسي هاليفي”.
ونشر جيش الكيان الإسرائيلي بياناً أكد خلاله أن “زيارة كوريلا تأتي استمراراً مباشراً للنشاط الميداني والمناورات التي أجريت أخيراً بين الجيشين، إذ أقيم خلال الشهر الماضي نشاط بحري مشترك للجيشين، نفذت خلاله قوة مشتركة لسلاح البحرية الإسرائيلي والأمريكي نشاطاً ميدانياً وراء منطقة مضيق باب المندب”.
بعد هذا اللقاء بساعات زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقال: “إن دول المنطقة تتجه إلى مرحلة جديدة من التعاون ستؤدي إلى عزل الكيان الإسرائيلي وانهياره” مضيفاً “نحن ندعم المقاومة والقتال ضد العدو الصهيوني، وإيران ستبقى مع لبنان حتى في الأوقات الصعبة”.
ولاقت هذه الخطوة اهتماماً لافتاً من الأوساط الإعلامية والسياسية “الإسرائيلية” وفي هذا الصدد أشار تقرير نشرته قناة “i24” العبرية إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني، هذه تحمل معاني سياسية ورسائل عسكرية.
وكذلك قال المعلق العسكري في موقع “والاه” أمير بوحبوط: “إنّ وزير خارجية إيران حرص على أن يكتشف الجميع أنها لعبة الوعي بشكل أساسي وبث الضغط في ظل التغيرات الهائلة التي يشهدها الشرق الأوسط” مضيفاً أن “أمير عبد اللهيان يحاول بشكل أساسي بث الضغط”.
وربط المتحدث السابق باسم الكيان الإسرائيلي، “رونين منليس” زيارة وزير الخارجية الإيراني للحدود مع التصعيد الذي حصل بداية نيسان الجاري وزيارة الرئيس الإيراني المرتقبة لسوريا خلال الأسبوع الجاري، حيث قال: “ما حصل هذا الأسبوع هو جهد دبلوماسي مكمل، نرى وزير خارجية إيران يصل إلى لبنان ويجول مع مسؤولين من حزب الله عند السياج ونرىرئيس إيران سيصل إلى سوريا، في الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ الحرب في سوريا، وهذا عملياً من أجل إقامة جبهة إيرانية واضحة على الحدود على خلفية الوضع الأمني وما يجري داخل إسرائيل”.
فيما اعتبر “سيث ج. فرانتزمان” مراسل شؤون الشرق الأوسط ومحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن هذه الزيارة هي جزء من عملية أكبر للتهديدات الرمزية التي تعود إلى سنوات عديدة، زاعماً أن وصول عبد اللهيان إلى منطقة تطل على فلسطين المحتلة هي “استعراض استفزازي”.
يشار إلى أن هذا الاهتمام “الإسرائيلي” بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى منطقة مطلة على حدود فلسطين المحتلة، تأتي في الوقت الذي تشير فيه تقارير عبرية إلى تراجع “قوة الردع” للكيان الإسرائيلي، لا سيما بعد أحداث 8و 9 نيسان عندما تم استهداف أراضي فلسطين المحتلة من جبهات “سوريا ولبنان والداخل الفلسطيني” حيث قال حينها للواء في احتياط الاحتلال ورئيس الموساد السابق، “داني ياتوم” أنه يترتب على الكيان الإسرائيلي القيام بـ”عمل مضن” لإعادة “معادلة الردع”، كما نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية في أن “ما يميز تسلسل الأحداث هذا هو ضعف الحكومة الإسرائيلية في الاستجابة لها، وافتقارها إلى خيارات لأخذ زمام المبادرة بدلاً من الانجرار وراء الأحداث، فلدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خيارات استباقية قليلة، إن وجدت”، مضيفة أن “مشكلة نتنياهو ليست فقط نقص الخيارات العسكرية، فهو مقيّد سياسياً أيضاً”.
الجدير بالذكر أنه قبل أيام من التصعيد الذي شهدته “إسرائيل” في العشر الأول من نيسان الجاري، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريراً لـ”دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي- أمان” أكد على أن “الوضع الاستراتيجي” للكيان الإسرائيلي بات معرّضاً لـ”تراجع خطير”، لافتاً إلى أن “التقديرات الاستخباراتية” تشير إلى أن التبعات الفورية لهذه التطورات هي تراجع “الردع الإسرائيلي”، ويليه تراجع قوة كيان الاحتلال السياسية – الأمنية في الحلبتين الإقليمية والدولية.