خاص|| أثر برس شرح مسؤول سعودي رفيع المستوى في مدينة بورتسودان، آلية إجلاء السوريين الموجودين في الأراضي السودانية إلى مدينة جدّة السعودية، مؤكداً أنّ هناك خيارات عدّة لمن يرغبون بالإجلاء حسب أوضاعهم وأنّ المملكة مستمرة في إجلاء الرعايا الأجانب من الأراضي السودانية حتى آخر شخص منهم.
وحول آلية الإجلاء إلى جدّة أكد مصدر سوري محلي مقيم في مدينة بورتسودان لـ”أثر” أن مسؤول دبلوماسي سعودي رفيع المستوى التقى بهم هناك وقال: “إنّ السعودية لن تتوقف عن إجلاء الأجانب الموجودين في السودان حتى يتم نقل آخر شخص يطلب اللجوء إلى جدّة”، لافتاً إلى أنّه “في الوقت الحالي، ستكون هناك باخرة إجلاء كل يوم أو باخرة كل يومين من دون توقف”.
وأضاف المصدر أنه “فيما يتعلق بأوضاع السوريين من المفترض أن يصل اليوم الأربعاء ممثلين عن السفارة السورية إلى مدينة بورتسودان قادمين من الخرطوم، وذلك لاستكمال تسيير عمليات إجلاء السوريين بالتنسيق مع السفارة السعودية في الخرطوم”، مبيناً أنه علم أيضاً أنه “سيكون هناك ممثل للسفارة السورية في مدينة جدة لتسيير أوضاع الداخلين إلى الأراضي السعودية وإجراءات مغادرتهم لها في مدّة سبعة أيام”.
وبين المصدر أن “أوضاع السوريين مختلفة، منهم لا يملك جوازات سفرهم نتيجة فقدانها، وهناك من يمتلك جوازات منتهية الصلاحية”، مشيراً إلى أنّ السعودية “ستنقل كل من يرغب بالإجلاء بشروط وجود أي اثبات شخصي، كالجواز سفر منتهي الصلاحية، أو شهادة ميلاد، أو هوية شخصية.. وغيرها”.
وأردف المصدر “بعد وصولهم إلى جدّة، سيتم تسوية أوضاعهم هناك من مندوب السفارة السورية، حيث سيتم منح كل من لا يملك جواز سفر وثيقة عبور وفق وثيقة إثبات شخصيته يقدمها، ومن يمتلك جواز منتهي الصلاحية سيتم ختم جوازه ليتمكن من دخول الأراضي السورية بسلامة”.
أمّا فيما يتعلق بكن دخلوا مدينة جدّة ولديهم جوازات سفر ما يزال لديها صلاحية فهؤلاء وفقاً للمصدر، أمامهم خيارات عدّة، فمن يمتلك حق الزيارة داخل المملكة يمكن له إجراء ذلك، أمّا من لا يملك حق الزيارة يسمح له فوراً بمغادرة المملكة إلى سوريا أو إلى أيّ دولة يوجد لديه فيها فيزا أو إقامة فيها كمصر أو ليبيا أو العراق أو أي دولة في الخليج”.
وفي وقت سابق، نقلت قناة “العربية الحدث”، عن وزارة الخارجية السعودية، تأكيدها أن السعودية ستجلي رعاياها ورعايا عدد من الدول الأجنبية من السودان، بينما رصد “أثر” وصول عدد من السوريين إلى جدّة، يوم أمس، من بينهم عائلة مكونة من خمسة أفراد.
وعن الوضع العام حالياً في مدينة بورتسودان بعد أن أصبحت المدينة وجهة سفر لعشرات الآلاف من الأجانب المقيمين في الخرطوم، بيّن المصدر، أنه يوجد حالياً في المدينة قرابة الـ50 ألف أجنبي يريد طلب اللجوء إلى السعودية، من بينهم مئات السوريين”، لافتاً إلى أنّه “يتم إجلاء منهم حالياً 400 شخص أجنبي يومياً إلى جدّة”.
وقال المصدر: “يوجد عدد كبير من الأجانب ينامون في الطرقات العامة لانتظار دورهم في مكتب تسجيل الإجلاء”، مشيراً إلى أنّ “وضع المدينة حالياً متأزم تأزماً كبيراً جداً، وهناك ارتفاع كبير في الأسعار حيث تضاعفت لنحو 100 في المئة”.
ماذا عن دور مصر؟
فيما يتعلق بمصير أبناء الجالية السورية ممن وصلوا إلى الحدود “المصرية- السودانية”، بيّنت مصادر دبلوماسية لـ”أثر” أنه على الأرجح سيسمح بدخول ممن سجلوا للإجلاء إلى الأراضي المصرية لفترة محدودة وهي (15) يوماً، ومن ثَم سيتم بعدها إجلائهم إلى سوريا أو أيّ وجهة يمكن لهم السفر إليها”.
وفي السياق ذاته، علم “أثر” أمس الثلاثاء من أشخاص بين الجالية أن “أحد مسؤولي مكاتب الطيران كان يعمل في السودان، وهو الآن خارجها، أعلمهم أنه من المفترض أن تصدر مصر تعليمات تخص دخول السوريين إلى أراضيها اليوم الأربعاء”.
وفي وقت سابق، نقل “أثر” عن مصادر مطلعة في الجالية السورية في السودان أن الخارجية المصرية وافقت على طلب سفارتي سوريا في مصر والخرطوم على السماح بدخول السوريين القادمين من الأراضي السودانية، مشيرة إلى أن الخارجية المصرية اشترطت على دخول السوريين إلى أراضيها، وجود قوائم عدتها مسبقاً السفارة السورية في الخرطوم، وعلى أساسها سيتم منح الموافقة لدخول ممن وردت أسماؤهم ضمن القوائم.
ما يزال المئات من السوريين في السودان يناشدون لإنقاذهم من مأزق الحرب الذي علقوا فيه وبات مصيرهم غير معروف، خاصة أن الآلاف منهم لا يستطيعون تأمين أجور نقل للوصول إلى مناطق آمنة سواء إلى ميناء بورتسودان، أو حتى الحدود المصرية، وآخرون متخوفون من عمليات التشليح يجريها أشخاص مسلحون مجهولو الهوية.
ويوجد الآلاف من السوريين في مناطق الصراع داخل السودان، وخاصة العاصمة الخرطوم، فأكثر من 30 ألف سوري هناك، يمرون بأوضاع مأساوية نتيجة انقطاع أدنى متطلبات الحياة المعيشية من كهرباء، وماء، وأدوية، وغاز، وصعوبة الحصول على المواد الغذائية في حال توافرها.. وغيرها، بينما تقدر الإحصائيات غير الرسمية عدد الموجودين هناك أكثر من 90 ألف سوري.
قصي المحمد