أثر برس

شكل التحالفات يختلف في الشرق الأوسط.. هل ستستفيد سوريا من ذلك؟

by Athr Press Z

في غضون أقل من شهر شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورات مفصلية وبرزت أهميتها بشكل واضح في الأحداث التي تبعتها، وأبرز هذه التطورات كانت التقارب السعودي- الإيراني بمبادرة من الصين، وما تبعها من أحداث أبرزها على الساحتين السورية واليمنية، ويشير محللون في هذا الصدد، أنه لم يعد من الممكن تجاهل ما يجري في الشرق الأوسط، لافتين إلى ضرورة مراقبة ما يجري لفهم التوازنات الجديدة في المنطقة.

مراسل الشرق الأوسط مايكل ماكديرميد، في صحيفة “تلغراف” البريطانية أشار في تقريرٍ له إلى التقارب السعودي- الإيراني وتأثيراته على المنطقة ونقل عن المختص بشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر لدراسات الشرق الأوسط، بجامعة رايس كريستيان أورليشتسن قوله: “إن سرعة الزيارات المتبادلة التي أعقبت البيان الثلاثي السعودي- الإيراني- الصيني في 10 آذار، تدلل على أن التقارب أكثر من كونه اتفاقاً سطحياً، بل ويمضي في الحقيقة سريعاً أكثر مما توقع الكثيرون” مشيراً إلى أن “بعد التقارب السعودي- الإيراني الذي دعمته بكين شهدت المنطقة سلسلة من النشاطات الدبلوماسية في الأسبوع الماضي وأعقبت، بشكل يعد بإعادة تشكيل نظام المنطقة، حيث وصل وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد كأول مسؤول بارز يزور السعودية منذ بداية الحرب السورية، في وقت تناقش فيه الدول العربية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وغادر وفد سعودي اليمن معلناً عن تقدم في المحادثات مع الحوثيين لإنهاء الحرب الأهلية هناك، كما وتم التوافق على تبادل الأسرى يوم السبت وتبادل 800 من الطرفين في خطوة لبناء الثقة”.

فيما نوّه الكاتب العراقي المقيم في لندن الدكتور هيثم الزبيدي، في مقال نشرته صحيفة “العرب” إلى ضرورة مشاهدة الصورة بشكل كامل والحفاظ على التوازن في تقييم الأحداث وتطوراتها، لافتاً إلى أن “القول بأن الصين يمكن أن تستبدل النفوذ الغربي في المنطقة، طالما أن الأمريكيين فقدوا اهتمامهم بالمنطقة، هو قول يتعمد إغفال الكثير من الحقائق، لدينا مشاكلنا الكبيرة مع الغرب، ولكن من الصعب تخيل أن الاستغناء عن الغرب هو حل لهذه المشاكل، أو أن الصينيين هم المنقذ الذي لا يحشر نفسه في قضايانا، السعودية وإيران بحثتا عن راع كبير للمصافحات بينهما، ووجدتاه في بكين، لكن السعودية، الغاضبة على إدارة جو بايدن، اشترت قبل أيام طائرات بوينغ الأميركية بـ37 مليار دولار” مضيفاً أن “الانفتاح المتزايد على الصين ينبغي النظر إليه على أنه أداة من أدوات الدبلوماسية في المنطقة العربية لتقويم الميل الذي طرأ على العلاقات بينها وبين الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة”.

فيما ناقش الكاتب والباحث والأكاديمي الدكتور عقيل محفوض، في مقال بعنوان “نهاية الشرق الأوسط كما نعرفه” نشره موقع “الميادين نت” المشهد بصورة عامة من دون الدخول بتفاصيل الأحداث، مشيراً إلى أن “ما يحدث في المنطقة العربية والشرق الأوسط ليس اعتيادياً، إذ يدخل الإقليم مرحلة مختلفة في سياساته، ولأوّل مرة -منذ سنوات عديدة- تجري تفاهمات تتجاوز أو تخترق خطوط الصدع الكبرى فيه، ومن ذلك التقارب بين إيران والسعودية، والانفتاح العربي على سوريا، والموقف بين سوريا وتركيا، وبين تركيا ومصر، والحوار الاستراتيجي بين إيران والإمارات إلخ” مضيفاً أنه “الحديث عن نهاية الشرق الأوسط كما نعرفه، ليس حديثاً عن انقلاب المشهد والقطيعة بالتمام مع ما كان، فهذا مما يصعب تصوّره، إذ ثمة وقائع مادية وتاريخية وجغرافية، وإكراهات ورهانات ليس من السهل على فواعل السياسة تجاوزها، وإنما حديث عن التغيير الحاصل في ديناميات التقارب-التباعد، وأفق التفاهمات الحاصلة بين فواعل الإقليم الرئيسة” موضحاً أنه “ليس المطلوب تغيير كل شيء أو التوافق على كل شيء، وإنما توسيع الأفق، وتدبير النزاع، وإدارة الاختلاف، انطلاقاً من اعتبارات تخص المنطقة أولاً، وليس تحالفات دولها في النظام العالمي والهيمنة الغربية، والتفكير في السياسات في أفق مشترك. وتظهر مؤشرات مهمة على هذا الصعيد، وهو ما يعزّز القول بـ “نهاية الشرق الأوسط كما نعرفه”، لكن من المبكر الحديث عن “شرق أوسط جديد”، أهله هم الأوْلى بصناعته وتشكيله”.

تشير التقديرات إلى أن التبدلات التي طرأت على السياسات العربية إزا سوريا، تعتبر بمثابة تطور لافت ليس في سوريا فحسب وإنما في الشرق الأوسط بشكل عام، لافتة إلى أن ما جرى كان نتيجة لأحداث كبرى تسببت في تغيير السياسات الخارجية لعديد من الدول لا سيما الخليجية منها، وأبرزها حرب أوكرانيا، وتصاعد وتيرة التوتر الصيني- الأمريكي، وتراجع الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط.

أثر برس

اقرأ أيضاً