أعاد بعض الديبلوماسيين الأمريكيين تسليط الضوء على مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا، لافتين إلى أنه بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تحقيق هدفها من الوجود في سوريا وهو القضاء على تنظيم “داعش” لم يعد هناك مبرر لبقاء هذه القوات خارج بلادها وتعريضها للخطر.
وفي هذا الصدد أكد كريستوفر الخوري، الذي عمل مستشاراً لسياسة العراق وسوريا مع مكتب المبعوث الرئاسي الخاص لـ”التحالف الدولي” لهزيمة “داعش” من كانون الثاني 2017 إلى كانون الأول 2019، في مقال نشره في صحيفة “فورين أفيزر” الأمريكية أن “واشنطن حققت هدفها الرئيس في سوريا، وبالتالي يفترض بها الآن، أن تولي الأولوية للتفاوض من أجل القيام بانسحاب سريع من البلاد والتوصل إلى اتفاق يضمن وصول الولايات المتحدة إلى المجال الجوي السوري وحماية الشركاء السوريين الذين حاربوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية”.
على حين نوّه الخوري، إلى أن القادة العسكريين في القيادة المركزية الأمريكية يشددون علناً على الحاجة إلى موطئ قدم للولايات المتحدة داخل سوريا، وليس في قواعد خارجها.
وأكد الخوري أنه على الرغم من الاستهدافات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في الداخل السوري فإن الانسحاب الأمريكي من سوريا هو نقطة إيجابية لأعداء واشنطن، إذ قال: “إن الانسحاب من سوريا يهدد المصالح الإقليمية للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لهذا السبب رفضت إدارة ترامب في عام 2018 مقاربة مشابهة لتلك التي يطرحها الخوري، وهو قرار ثبتت صحته في ضوء الأحداث التي جرت في وقت لاحق”.
واعتبر الخوري في الوقت ذاته، أنه “ينبغي أن تتجنب الولايات المتحدة، في عصر المنافسة الجيواستراتيجية المتزايدة بما في ذلك مع روسيا وإيران، التخلي بشكل لا مبرر له عن انتصارات استراتيجية، قد لا يكون تجميد الوضع في سوريا مثالياً، لكن من المرجح أن يكون النصر المحدود على هذه الصورة للمضي قدماً في سوريا وربما في أماكن أخرى أيضاً”.
الأمر ذاته، أكده المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، في لقاء أجراه مع وكالة “نورث برس” في برنامج “واشنطن أونلاين“، إذ قال: “التواجد الأمريكي والإسرائيلي والتركي في سوريا يمنع الدولة السورية وروسيا وإيران من تحقيق انتصار استراتيجي في المنطقة”، مشدداً على ضرورة الحد من التحالف القائم بين سوريا وإيران وروسيا، قائلاً: “المهم إيقاف هذا التحالف لاسيما أن روسيا وإيران تحالفتا أيضاً في الحرب الأوكرانية، لذلك فإن هذا الأمر مهم للإدارة الأمريكية الحالية”، لافتاً إلى أن “الإدارة الأمريكية” الآن تمنع وجود أي طرف منتصر على الآخر، بعد فشلها في فرض حل الخطوة مقابل الخطوة وفق القرار 2254، حتى الآن.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أنها ستبقي 900 جندي لها في سوريا، بينما تشير المعلومات إلى أن واشنطن تعمل على تجنيد أكبر قدر من المسلحين في صفوف الفصائل التي تدعمها سواء كان في منطقة الشرق السوري أم في منطقة التنف جنوبي سوريا عند منطقة الـ55كم.