تستمر معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الركبان الواقع أقصى جنوب شرقي سوريا، عند مثلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية، إثر عدم توفر مادة الطحين، وهذا نجم عنه فقدان أكثر من 7 آلاف لاجئ قوت يومهم الرئيسي.
وأفادت مصادر لموقع “العربي الجديد”، بأنه “وصل إلى المخيم منذ يومين 100 كيس من الدقيق، تكفي السكان لمدة ثلاثة أيام”، مضيفةً: “أن المخبز الوحيد في المخيم متوقف عن العمل منذ التاسع عشر من آب الماضي، وهذا أدى إلى نفاد المدّخرات التي كان الأهالي قد ادّخروها لأوقات الحاجة”.
ويعيش في المخيم ما يقارب 10 آلاف شخص، لم تسمح لهم الفصائل المدعومة أمريكياً بالمغادرة رغم التسهيلات التي أبدتها الحكومة السورية لتأمين عودة من يرغب من سكان المخيم لمنطقته الأصلية.
وسبق أن أكدت المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، أن حراكاً مجتمعياً بين كبار السن ووجهاء العوائل التي تقطن المخيم يعمل على الدفع بملف تفكيك “مخيم الركبان”، لكن هؤلاء يخشون من ردة فعل الفصائل المسلحة وعلى رأسها “جيش مغاوير الثورة”، الذي يقوده المدعو “مهند الطلاع”، الشخصية الأكثر قرباً من قيادات “قاعدة التنف” الأمريكية، والذي قد يعمد إلى التضييق على دعاة تفكيك المخيم أو اعتقالهم في حال استمروا بتحشيد رأي السكان على ضرورة العودة لمناطقهم الأصلية.
وفي الثاني من أيلول الجاري، زار المخيم وفدٌ من قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن الموجودة في “قاعدة التنف “، للوقوف على حاجات السكان، في زيارة تعدّ الأولى لوفد أمريكي منذ تاريخ تأسيس المخيم، بحسب ما نقله موقع “العربي الجديد” عن مصادره.
وأضافت المصادر “أن الوفد وعد القائمين على المخيم بإيجاد حلول خلال الأيام القادمة، مؤكّداً إجراء زيارة ثانية للاطلاع على أحوال السكان المعيشية، وإحداث تغييرات لمصلحة السكان المحاصرين هناك منذ سنوات”.
إلى ذلك، أكد مندوب سوريا الدائم في مجلس الأمن السفير بسام صباغ، اليوم الأربعاء، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، “أن إنهاء المعاناة الإنسانية في مخيم الركبان الذي تسيطر عليه القوات الأمريكية يكون من خلال إغلاقه”.
يشار إلى أن قاطني المخيّم ينحدرون من ريف محافظة دير الزور ومدن البادية (القريتين – الفرقلس – تدمر)، وتشكل هذا المخيم أساساً بعد منع الحكومة الأردنية دخول النازحين لأراضيها في الفترة الممتدة بين عامي 2015-2016.
أثر برس