خاص|| أثر برس أقدمت القوات التركية وفصائلها خلال اليومين الماضيين، على تنفيذ عمليات تجريف جائرة استهدفت اثنين من أهم التلال الأثرية في ناحيتي “معبطلي، وجنديرس” في ريف منطقة عفرين شمال حلب، ما تسبب بالنتيجة بتجريف مقام ديني هام كان يتوضّع فوق أحد التلين.
ووفق ما نقلته مصادر “أثر برس” فإن القوات التركية أرسلت عدداً كبيراً من آليات الحفر والجرافات إلى تلّي “الشيخ عبد الرحمن” في محيط “جنديرس، وبير الجوز” التابع لناحية “معبطلي”، حيث تعمل تلك الآليات بشكل مستمر على تجريف مساحات واسعة من التلّين، بحثاً عن اللقى الأثرية.
وقالت المصادر إن عمليات التجريف تتم تحت حراسة مشددة من قبل “الشرطة التركية” وفصائل أنقرة، حيث تم تجريف آلاف الأمتار من التلّين، ما تسبب إلى جانب الآثار التي يتم استخراجها وسرقتها، بتضرر المئات من أشجار الزيتون المثمرة التي كانت موجودة على سطح التلّين المستهدفين.
ولم يمنع وجود مقام الصحابي “عبد الرحمن بن عوف” على تل “الشيخ عبد الرحمن” مسلحي أنقرة من تنفيذ عمليات التجريف التي امتدت لتطال المقام، ما تسبب بتخريبه بشكل كامل، فيما كان من اللافت ليس فقط عدم اكتراث المسلحين لتخريب المقام، بل وتماديهم إلى حد تنفيذ الحفريات في محيطه وأسفله بشكل جائر، بغية البحث عن وجود أي آثار هامة يمكن سرقتها من الموقع.
ووفق مصادر “أثر برس” فإن مجموعة من الأهالي حاولوا التصدي لمحاولات تجريف المقام بشكل خاص، إلا أنهم قوبلوا بسيل من التهديدات وإطلاق الرصاص العشوائي في الهواء من قبل فصائل تركيا لمنعهم من الاقتراب.
وتتعرض التلال الأثرية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائلها شمال حلب، إلى أعمال سرقة ممنهجة تستهدف المواقع والتلال الأثرية المنتشرة فيها، حيث تجاوز عدد المواقع الأثرية المتضررة عتبة 70 موقعاً في أنحاء مختلفة من المنطقة، إلا أن الشهرين الماضيين على وجه التحديد شهدا تسارعاً ملحوظاً في عمليات تجريف وسرقة التلال الأثرية وبشكل علني من قبل تركيا ومسلحيها، بعد أن كانت تلك العمليات تتم في السابق بوتيرة متقطعة وتحت جنح الظلام.
زاهر طحان – حلب