تغيراتٍ تعد الأولى من نوعها قام بها تنظيم “داعش” في صفوف قياديه في ريف دير الزور، بغية ترغيب مسلحيه بالبقاء والقتال ضمن صفوفه، عقب موجة الاغتيالات وحالات الفوضى التي حلصت في تشكيلاته الداخلية.
وبحسب مصدر مقرب من المعارضة، تحدث عن تعيين التنظيم مسؤلين من الجنسية السورية لقيادة مناصب “حساسة” ضمن صفوفه عقب فرار عددٍ من مسؤوليه الأجانب مع عائلاتهم بعد معارك دير الزور، التي يخوضها مع القوات السورية وحلفائها.
وتعمد “داعش” إلى تعيين مسؤولين من الجنسية السورية للتقرب منهم وترغيبهم بالبقاء ضمن صفوفه، بسبب التشتت الذي يعيشه التنظيم داخلياً، وعمليات التصفية الداخلية ضمن المناطق التي يسيطر عليها في ريف دير الزور، خصوصاً في مدينتي البوكمال والميادين.
حيث شهد تنظيم “داعش” بتاريخ 4 – 9 – 2017 هروب عدد من مسؤوليه ومسلحيه الأجانب من المعارك مع القوات السورية، عندما تمكنت من كسر الحصار الذي كان يفرضه التنظيم على دير الزور تاركين المسلحين السوريين وحدهم.
ومن المسؤولين الذين هربوا في الـ 10 من الشهر الجاري، قدر عددهم بـ 5 وهم:
1ـ مسؤول “الشرطة الإسلامية” في التنظيم بريف دير الزور الغربي المدعو “محمد جابر حاج رزوق” والملقّب “أبو الجود”، برفقة عائلته.
2ـ مسؤول التنظيم في مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، المدعو “أبو لادن العراقي” من الجنسية العراقية.
3 ـ ما يُسمى بـ “وزير الزراعة” في تنظيم “داعش”، المدعو “عبد الرحمن عكلة العارف” الملقب “أبو الحارث”.
4 ـ أحد مسؤولي ما يسمى “الشرطة الإسلامية” المدعو “عكلة العارف” وهو والد “عبد الرحمن”، بالإضافة لشقيقه أحد كبار “الأمنيين” في التنظيم.
وفي 14 – 9 – 2017 هرب نائب ما يسمى “المدعي العام في ديوان العقارات” لدى التنظيم في ريف دير الزور الشرقي المدعو “أبو حذيفة الدشيشة”.
حالات الفرار هذه دعت التنظيم لتسليم عدد من السوريين المتواجدين في صفوفه مناصب “حساسة”، في بادرةٍ منه لإرضائهم، وأبرزها تعيين المدعو “أحمد الدحام”، مسؤولاً للتنظيم في دير الزور، و”صدام الجمل” مسؤولاً عن مجموعة ضمن صفوف التنظيم معظمها من الجنسية التونسية، والمجموعة مسؤولة عن الدفاع عن مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي أثناء المعارك المتوقعة بعد اقتراب القوات السورية من المنطقة.
كما عيّن “داعش” المدعو “أبو دجانة الزر”، مسؤولاً على القطاع الشمالي لدير الزور بعد مقتل المسؤول السابق “أبو تمام الشامي” بنيران القوات السورية.
ويرى ناشطون معارضون أن التغيرات الأخيرة التي أقدم عليها تنظيم “داعش” جاءت لوضع حد للانهيارات المتتالية في صفوف مسلّحي التنظيم عقب سيطرة القوات السورية على مساحات واسعة من دير الزور فضلاً عن انعدام ثقة مناصري التنظيم به بعد هروب مسؤليه.