انتشرت الكثير من التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن حجم الودية والحميمية التي كانت في اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت” والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي والتي كشفت أيضاً عن اتفاقات روسية-إسرائيلية جديدة في سوريا، وتجديد لآلية التنسيق العسكري بين الطرفين فيها، فيما اهتم المحللون بالكشف عما بين سطور هذا اللقاء وخلفياته.
أشارت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية إلى الانسجام الذي بدى بين الطرفين في هذا اللقاء، حيث قالت: “إن طول الاجتماع، الذي اضطر الوفد الإسرائيلي بعده لتغيير خططه والبقاء في روسيا حتى نهاية السبت، أظهر الكيمياء المنتظرة في التواصل بين زعيمي روسيا وإسرائيل، وكما هو متوقع يُنتظر الإعلان، في القريب العاجل، عن موعد ومكان اجتماع رؤساء مجالس الأمن القومي، الروسي والأمريكي والإسرائيلي، والذي يجب أن يتناول مسألتي إيران وسوريا”.
وفي وجهة نظر مماثلة لما ورد في الصحيفة الروسية، نشرت الصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية مقالاً حول أهمية هذا اللقاء بالنسبة للكيان الإسرائيلي، حيث نشرت: “تشكل العلاقات بين روسيا وإسرائيل عنصراً مهماً في السياسة الخارجية لإسرائيل بسبب كل من المكانة الخاصة لروسيا في المنطقة ودورها الدولي”.
أما بالنسبة لروسيا فنقلت الصحيفة العبرية في مقال آخر عن مدير مركز الشرق الأوسط جوناثان سباير، قوله: “إن الحفاظ على حوار مفتوح مع إسرائيل هو جزء من استراتيجية الكرملين الإقليمية الأوسع، وهي استراتيجية تتضمن شراكة مع دول مثل إيران وسوريا، فلروسيا بالفعل مصلحة أساسية في مواصلة تعاونها مع إسرائيل” مشيراً إلى أن “أحد المكونات الرئيسية للتعاون الإسرائيلي الروسي هو آلية تفادي التضارب في سوريا ، والتي من خلالها يقوم الجيش الإسرائيلي بإبلاغ القادة الروس في قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري قبل وقت قصير من قيامه بضربات جوية في البلاد.. وهناك قبول روسي لوجهة النظر القائلة بأن أفعال إسرائيل لا تمثل تحديًا جوهريًا للمشروع الروسي”، وأضافت الصحيفة أن “بوتين ينظر إلى نشاط إسرائيل بشكل مختلف تماماً، فهو يعتقد أنه يجب أن يحافظ على علاقات جيدة مع معظم أو كل اللاعبين وأن يمنحوا كل شخص ما يريدونه”.
أما صحيفة “هآرتس“ فنشرت مقالاً حول نجاح “بينيت” بتحقيق أهدافه من هذا اللقاء، حيث قالت: “حقق بينيت الأهداف الثلاثة التي حددها قبل الاجتماع: أولها: أن يثبت للجمهور الإسرائيلي أن العلاقات مع بوتين ظلت وثيقة بعد عهد نتنياهو، والثاني: إنشاء قناة اتصال مباشرة بين الزعيمين، أما الثالث: فهو إبلاغ القادة في المنطقة بأن إسرائيل مستمرة في الحصول على دعم عسكري روسي ضد أهداف في سوريا”.
ما تم الإفصاح عنه خلال اللقاء الروسي-الإسرائيلي لم يقدّم أي حقائق جديدة، فما هو إلا تأكيد على استمرار آلية التنسيق العسكري بين الطرفين، وعلى استمرار وجود مصالح مشتركة بينهما، بعد استلام “نفتالي بينيت” منصب رئاسة “الحكومة الإسرائيلية”، ومن الواضح أنه عندما تم الإعلان أن محور اللقاء سيكون الملفين السوري والإيراني، لم يكن المقصود فيه هو مصلحة الجانب السوري، وإنما طمأنة “الجانب الإسرائيلي” بأنه لم يتغير شيء في سياسة روسيا اتجاهه، الأمر الذي ترجمه العدوان الإسرائيلي في ريف القنيطرة والذي تم تنفيذه قبل أن يمر 24 ساعة على اللقاء بين بوتين و”بينيت”.