أثر برس

الروس والإسرائيليون متفقون.. للجانبين مصالح مشتركة في سوريا والاحتكاك بينهما غير وارد

by Athr Press Z

بالرغم من كافة التقارير التي نشرها مسؤولون روس و”إسرائيليون” التي تؤكد عدم وجود أي تغيير في السياسة الروسية إزاء “إسرائيل” وعن اطمئنان “إسرائيلي” كامل اتجاه روسيا في سوريا ، أعادت صحيفة”The National Interest” إثارة هذا الحديث بمقال نشرته أشارت فيه إلى احتمال حدوث مواجهة بين روسيا و”إسرائيل”، إلا أن المحللين في الصحف الأجنبية والعربية أبدوا وجهة نظرهم في هذا الملف.

حيث نقلت صحيفة “غازيتا رو” الروسية عن عضو أكاديمية العلوم الروسية مدير مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أليكسي أرباتوف:

“العلاقة بين روسيا وإسرائيل اليوم، في الواقع، هي الشيء الوحيد الذي يختلف نوعياً عن الوضع المميز للحرب الباردة.. أحكموا بأنفسكم، روسيا، الآن، كما كانت خلال الحرب الباردة، في مواجهة مع الولايات المتحدة وأوروبا، ومع تلك الدول التي تدور في الفلك الأمريكي وتعتمد على واشنطن، خطوط المواجهة تتكرر إلى حد كبير، باستثناء عنصر واحد، هو العلاقات مع إسرائيل، والتي لم يكن للاتحاد السوفيتي حتى علاقات دبلوماسية معها، إنها (إسرائيل) قناة مهمة للتفاعل بين روسيا والعالم الغربي، مهمة لكل من موسكو وتل أبيب، وتجدر الإشارة إلى أن الوضع في سوريا، حيث يُحتمل حدوث احتكاك بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، سيظل متوتراً للغاية، ولكن حتى في حالة حدوث تماس، سيبحث الطرفان عن طرق لحل القضايا الحادة والمؤلمة، وعدم تصعيدها”.

واتفقت صحيفة “Nation” الأمريكية في وجهة النظر مع الصحيفة الروسية حيث نشرت:

“يعتقد كولونيل إسرائيلي سابق أن التنسيق بين روسيا وإسرائيل بشأن سوريا ليس في خطر، والسبب في ذلك هو عدد من المصالح المشتركة، من بينها الرغبة في تجنب الحوادث في الأجواء السورية والاستعداد للحرص على عدم ترسيخ إيران لمكانتها في الدولة العربية، وعيران ليرمان، العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، والذي شغل عدة مناصب رفيعة في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، يقول إن بلاده ليس لديها ما يدعو للقلق لأنه “لم يكن هناك أي تغيير استراتيجي في هذا التنسيق، ويضيف أن مثل هذا التحول في السياسة سيكون له تداعيات بعيدة المدى على كلا الجانبين ، ولهذا السبب يشك في أن موسكو تريد التراجع عن مسارها الحالي، وروسيا وإسرائيل كلاهما يرغب في تجنب الحوادث في سماء سوريا ، مثل تلك التي حدثت في عام 2018 عندما استخدمت إسرائيل طائرة عسكرية روسية كدرع ضد أنظمة الدفاع الجوي السورية، أدى ذلك إلى تحطم الطائرة الروسية ، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا على متنها ، وعلى الرغم من أن موسكو ألقت اللوم في البداية على إسرائيل، ووصفت أفعالها بأنها “غير مسؤولة” ، فقد انتهى الأمر بتعزيز التنسيق للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية مرة أخرى”.

أما صحيفة “الرأي” الكويتية فكان لها وجهة نظر مختلفة، مشيرة إلى قلق “إسرائيلي” فنشرت:

“يلحظ المدقق في قراءة ما بين سطور التقرير التحليلي المطول لمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية تبنيها وجهة النظر الصهيونية والتشكيك في سياسة وأهداف موسكو في سوريا وبخاصة منذ عام 2015 وهو عام انخراط روسيا في الحرب السورية كذلك الإشارات التي لا يتوقف معدو التقرير عن لفت الأنظار إليها، وهي رغبة روسيا بالبقاء داخل سوريا إذ أن ميناء طرطوس السوري هو القاعدة البحرية الوحيدة على البحر المتوسط فضلاً عن أن الطائرات وصواريخ أرض-جو الروسية تُدار من داخل قاعدتين جويتين على الأقل غرب سوريا”.

يشار إلى أنه منذ الإعلان عن تولي “نفتالي بينيت” رئاسة “الحكومة الإسرائيلية” لم يغب الحديث عن جديد السياسة الروسية إزاء “إسرائيل” في سوريا، وفعلياً فإن روسيا خلقت حالة معينة لإثارة هذا الحديث، بعدما أصدرت وزارة دفاعها بياناً شرح تفاصيل التصدي للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في ريف حلب، دون أن يحمل البيان أي إدانات، والنتيجة كانت شن المزيد من “الاعتداءات الإسرائيلية ” على سوريا خلال أسبوع، لكن سرعان ما أكد مسؤولون عسكريون “إسرائيليون” وخبراء روس أن التنسيق بين الجانبين مستمر، ولا تأثير روسي على حرية حركة “الطيران الإسرائيلي” في الأجواء السورية.

أثر برس

اقرأ أيضاً