بعد التصعيد الذي شهدته القدس يوم القدس العالمي، ووقوع أكثر من 200 مصاب بين الفلسطينيين في باحات المسجدة الأقصى، تطغى حالة من الهدوء الحذر على المدينة وسط دعوات للخروج بمظاهرات منددة وتحذيرات “إسرائيلية” من رد فصائل المقاومة، إلى جانب الإدانات الدولية لما حدث والتحذير من تبعاته.
وبعد ليلة دامية كانت حصيلتها حوالي 205 إصابات بسبب المواجهات التي شهدتها مدينة القدس الليلة الماضية، تمكن المرابطون في المسجد الأقصى من فتح أبواب المسجد جميعاً، فجر اليوم السبت بعد أن أغلقتها “الشرطة الإسرائيلية” منتصف ليل أمس الجمعة.
وفي السياق، أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بيان: “العدوان الدموي الإرهابي على المسجد الأقصى، ينذر بما هو أخطر في الأيام اللاحقة، داعياً إلى المبادرة لتظاهرات في مختلف البلدات يوم السبت، والسعي لتنظيم وفود إلى القدس، وإلى حي الشيخ جراح، وشد الرحال إلى الأقصى”، لافتاً إلى أن “عدوان جيش الاحتلال مساء الجمعة على آلاف المصلين في الأقصى، وإصابة العشرات، هو مؤشر خطير لما يخطط له الاحتلال في الأيام المقبلة، للمدينة والأقصى”.
وعلقت الكاتبة اليمينية الإسرائيلية “كارولين غليك” في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية على ما حدث في القدس: “إننا أمام برميل من المتفجرات، حيث تستعد حماس لنشاط كبير في القدس 9 أيار، وسيكون محور الأحداث في حي الشيخ جراح ومن المقرر أن تُصدر المحكمة العليا بعد عقود من الصراع القانوني والأحكام التي لا تنتهي حكماً نهائياً بشأن إخلاء الفلسطينيين من المنازل، وبعد تصريحات خالد مشعل وإسماعيل هنية انضم إليهما محمد ضيف”.
حيث قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في اتصال هاتفي مع قناة الحوار: “إن استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي في القدس، ينذر باتساع رقعة النار التي يمكن أن تصل إلى أي نقطة داخل فلسطين المحتلة”.
كما لاقت هذه الأحداث تنديداً وتحذيرات من قبل العديد من الدول، حيث أكد المرشد الإيراني علي خامنئي: “الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ ولن يتوقف”.
كما أعربت مصر والسعودية والكويت وقطر الذين تربطهم بـ”إسرائيل” علاقات جيدة عن استنكارهم لهذه الأحداث.
وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت أن العنف الحاصل في القدس يثير القلق، حيث قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان: “إنّ الولايات المتّحدة قلقة للغاية إزاء المواجهات الجارية في القدس”.
يشار إلى أن هذه المواجهات حصلت في يوم القدس العالمي الذي يكون آخر يوم جمعة من شهر رمضان في كل عام.