خاص || أثر برس تجاوزت حالات الإصابة بالتحسس الغذائي نتيجة تناول الأسماك نطاق الأعراض التي تتراوح بالعادة بين الخفيفة والمتوسطة وتنتهي بتخريج المرضى من المشفى بعد تقديم العلاج المناسب من مضادات التحسس، لتصل إلى حد الوفاة نتيجة التعرض للصدمة التحسسية، إذ كتبت مديرة مشفى الشهيد حمزة نوفل “الوطني” في مدينة اللاذقية الدكتورة سهام مخول على صفحتها الشخصية عبر “فيسبوك”:
“رغم التحذيرات المتكررة من حالات التحسس جراء تناول الأسماك ووصول أعداد تتراوح بين 15-20 مريضاً يومياً لقسم الإسعاف بمشفى الشهيد حمزة نوفل الوطني وبعضها بحالة صحية خطيرة تصل للصدمة التحسسية وللأسف أودت بحياة رجل في الستين من العمر أمس، ما يزال الوعي حول هذا الأمر متدنٍ”.
ودعت مخول المواطنين إلى عدم شراء السمك قبل التأكد من صلاحيته للأكل، مهما كان ثمنه زهيداً، وأضافت: “بالنهاية أنتم ونحن من ندفع أغلى الأثمان”، وتابعت: “السمك مادة غذائية حساسة وسرعان ما تتلف بسبب عدم توفر شروط التخزين المناسبة سواء في أماكن البيع أم بالمنزل بعد الشراء”.
وكانت قد وصلت إلى مشفى الشهيد حمزة نوفل “الوطني” أمس 20 حالة تحسس غذائي بسبب تناول أنواع مختلفة من الأسماك، بأعراض تتراوح بين خفيفة ومتوسطة، إقياء، إسهال، ألم بطني، ضيق تنفس، دوار، حيث تم تقديم العلاج اللازم لهم.
وعن مصدر بيع السمك، بيّن المرضى أنهم اشتروا سمك البلميدا من أماكن مختلفة، معظمهم باعة جوالين في المدينة والمناطق المحيطة بها.
وكان مسؤول التسممات في مديرية صحة اللاذقية الدكتور لؤي سعيد قد أوضح في وقت سابق لـ “أثر” أن التحسس الغذائي هو ارتكاس تحسسي عرضي لتناول الأسماك من نوع “بلميدا” كبير أو ما شابه من أنواع أخرى كسمك العبيدية، مشيراً إلى أن حالات التحسس الغذائي من الأسماك تكثر في مثل هذه الفترة من السنة.
وعن السبب في ذلك، بيّن سعيد أن سمك البلميدا النوع الكبير يسبب التحسس لدى بعض الأشخاص، وتزيد حالات التحسس ما بين شهري آب وتشرين الأول من كل عام وذلك بسبب تكاثر سمك البلميدا وصيده بكميات كبيرة وطرحه في الأسواق بأسعار زهيدة ما يشجع أغلبية الأهالي على شرائه.
ونصح سعيد الأشخاص الذين لديهم حساسية إزاء مادة بري هيستامين (طليعة هيستامين)، الموجودة في سمك البلميدا الكبير أن يقوموا بسلق السـمك نصف سلقة قبل طهيه، وذلك لتخفيف تأثير مادة هيستامين المسببة للتحسس الذي يطلق عليه اسم التحسس الكاذب.
وأضاف سعيد: “من الأسباب الأخرى للتحسس هو أن هناك أنواعاً من الأسماك إذا كانت مثلجة وذاب عنها الثلج واستغرقت وقتاً للطهي؛ فإن مادة بري هيستامين الموجودة فيها تتحول إلى مادة هيستامين التي تسبب التحسس”، مشيراً إلى أن سوء التخزين يؤدي إلى زيادة حالات التحسس الغذائي أيضاً.