أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

وزير الخارجية الروسي ونظيره المصري يبحثان الملف السوري في موسكو

by Athr Press A

عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري مؤتمراً صحافياً في العاصمة الروسية موسكو اليوم الثلاثاء، بعد جلسة مباحثات تضمنت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وقضايا عدة من أبرزها التسوية السياسية في سوريا، وفي الوقت الذي أعلن فيه لافروف دخول طهران في عملية التقارب بين دمشق وأنقرة، فإن العلاقات بين دمشق والقاهرة ما تزال غير مباشرة في ظل الحديث عن عدم القطيعة بين البلدين.

وأعلن لافروف في المؤتمر التوصل إلى اتفاق عن مشاركة إيران في تسوية العلاقات بين تركيا وسوريا” مؤكداً “الدعم الروسي لاهتمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتقارب مع دمشق، وتسوية الأوضاع وفقاً للمسار الدبلوماسي بين البلدين الجارين”، وفقاً لما نقلته “روسيا اليوم”.

وأشار الوزير الروسي إلى أنه “من المنطق أن تكون الاتصالات القادمة المخصصة لتطبيع العلاقات التركية – السورية بوساطة من روسيا وإيران”، موضحاً أنه “يتم العمل على المواعيد والصيغ القادمة على المستوى العسكري والدبلوماسي بين دمشق وأنقرة.. يجب علينا أن نمضي حثيثاً للتوصل إلى نتائج محددة”.

وعن العلاقات السورية – العربية، قال لافروف: إنّ “روسيا تنطلق دائماً من الحاجة إلى تعزيز عمل جامعة الدول العربية”.

بدوره، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري “أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية، وعدم وجود قوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية”، لافتاً إلى أن مصر ستتواصل مع المبعوث الأممي غير بيدرسون لتنفيذ القرار رقم 2254 لمجلس الأمن، للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل أراضيها”.

رسميّاً.. طهران على خط التقارب بين دمشق وأنقرة

ويأتي إعلان وزير الخارجية الروسي مشاركة إيران رسميّاً في المسار الدبلوماسي بين تركيا وسوريا بعد يوم من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته باستكمال مسار التقارب السوري – التركي، داعياً إلى عقد لقاء تركي- سوري- روسي- إيراني للبحث في ملف الشمال السوري.

وقال أردوغان في لقاء مع الشباب في ولاية بيليجيك: “لتجتمع تركيا وروسيا وسوريا، ويمكن أن تنضم إيران أيضاً، لبحث تطورات الشمال السوري، ليعم الاستقرار في المنطقة، وتتخلص المنطقة من المشكلات التي تعيشها، وقد حصلنا وما زلنا نحصل وسنحصل على نتائج في هذا الصدد”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

دعوة أردوغان لعقد اللقاء الرباعي، سبقها تسريبات إعلامية تفيد بأن الجولة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مؤخراً بين دمشق وأنقرة، كانت مؤشّر لوجود نية إيرانية في تحديث صيغة مسار أستانة، ووفقاً لما نشره حينها موقع قناة “الحرّة” الأمريكية فإن “فكرة التحديث أو تعديل الصيغة تتلخص في أن يتم إشراك سوريا في إشارة من طهران إلى دمشق كطرف رابع في أستانة، بعدما كان المسار مقتصراً على الثلاثي التركي- الروسي- الإيراني، على مدى 19 جولةً، منذ العام 2017”.

وكان من المفترض أن يُعقد في منتصف الشهر الجاري اجتماع وزراء خارجية سوريا وروسيا وتركيا، إلّا أنه تم تأجيل هذا الاجتماع بعد ظهور مؤشرات سوريّة جديّة من شأنها تحديد أولويات المضي في التقارب مع أنقرة، إذ أكد الرئيس بشار الأسد ضرورة وجود تنسيق وتخطيط مسبق بين روسيا وسوريا للوصول إلى نتائج مثمرة مع تركيا، ثم تبعه تصريح وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي شدد على أن أي لقاء تركي – سوري يجب أن يبدأ من إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية.

وبعد التصريحات السورية الرسمية، جاء حديث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن احتمال عقد لقاء ثلاثي جديد بين وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث، على حين جددت أوساط سياسية سوريّة تأكيدها أن دمشق ليست بصدد تقديم هدايا مجانية لأنقرة في هذا المسار.

العلاقات المصرية – السورية

مرت العلاقات بين البلدين بعدد من المنعطفات، ففي عام 2011 أعلنت القاهرة في عهد الرئيس السابق محمد مرسي قطع علاقاتها مع دمشق وإلغاء عضويتها من الجامعة العربية، لتتخذ عام 2013 وبعد رحيل مرسي، موقف الحياد من الحرب على سوريا والتواصل مع المعارضة السياسية فقط، إلّا أنها عام 2018 عندما حُسمت المعركة العسكرية لصالح الدولة السورية باستعادة سيطرة الجيش السوري على حلب وغيرها من الأراضي، بدأت تُبدي رغبة بإعادة علاقاتها مع الدولة السورية، وبرزت هذه الرغبة بوضوح في تصريح وزير الخارجية المصري في كانون الثاني 2021 عندما قال: “إن مصر تتطلع إلى عودة سوريا لمحيطها العربي، فعودتها يعتبر أمراً حيوياً من لصيانة الأمن القومي العربي”.

ليس هناك مؤشرات على وجود قطيعة بين سوريا ومصر في الآونة الأخيرة، ووفقاً لمحللين فإن الاتصالات بين الجانبين لم تتوقف، لكن في الوقت نفسه، لم تشهد دمشق أي تحركات مصرية سياسية فعلية على الساحة الدولية لصالح سوريا.

وفي هذا الصدد، سبق أن أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ”أثر” أن: “العلاقات المصرية – السورية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات نوعية، وبتقديري الشخصي الأمن يسبق السياسة فهناك اتصالات جرت بين رئيس جهاز الاستخبارات السوري اللواء علي مملوك ونظيره المصري عباس كامل، ولقاءات تمت بصور أخرى والقاهرة لديها مصادرها المباشرة في هذا الإطار”.

وقبل القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في تشرين الثاني الماضي بالجزائر، أكد وزير الخارجية فيصل المقداد في لقاء متلفز أن سوريا لا ترغب بإثارة ملف عودتها إلى الجامعة، وذلك وسط معارضة بعض أعضاء الجامعة عودة سوريا، وبحسب تسريبات نشرها موقع “إنتلجنس أون لاين” الفرنسي حينها فإن مصر من الدول الرافضة لعودة سوريا إلى مقعدها.

الحديث عن موقف مصري معارض لعودة دمشق إلى الجامعة، يعتبر مناقضاً للمرونة التي أبدتها سابقاً السلطات المصرية وفي أعلى مستوياتها إزاء الدولة السورية، ففي أيلول 2021 التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 76، وعلّق شكري على هذا اللقاء بقوله: “نود أن نكون فاعلين في مساعدة سوريا على استعادة موقعها في الأمن القومي العربي”، وفي تشرين الأول من العام نفسه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن “بلاده ترفض محاولات فرض سياسة الأمر الواقع في سوريا”.

أثر برس

اقرأ أيضاً