أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

واشنطن قررت إنهاء وجود “داعش” في سورية لتتوجه إلى ملفات جديدة

by Athr Press Z

خاص || أثر برس

انتهى تنظيم “داعش” عسكرياً في سورية، وفقاً لما أعلنته “قوات سورية الديمقراطية” أمس السبت، وجاء هذا بعدما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيعلن خلال 24 ساعة عن أمور مهمة بخصوص القضاء على “داعش” في سورية، كما أن “المرصد” المعارض أكد أن 7 عربات أمريكية كانت جاهزة لاستلام 440 مسلح من دير الزور، وفق صفقات غير معلنة.

هذا التحضير للإعلان عن القضاء على “داعش” من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، يُذكر بمجموعة الحقائق التي كشفتها سابقاً وسائل إعلام أجنبية وشهود عيان، تؤكد على حجم التعاون الذي كان موجود بين الولايات المتحدة ومسلحي التنظيم، من أسلحة أمريكية ودعم لوجستي كبير، إضافة إلى عمليات التهريب لقياديين وعناصر من التنظيم.

في ظل هذه الحقائق ثمة سؤال يطرح نفسه، هو بما أن الولايات المتحدة هي من كان لها الدور الأكبر بتأسيس تنظيم “داعش” في سورية، لماذا سلحت وجهزت “قوات سورية الديمقراطية” لمحاربته؟ الإجابة موجودة بين سطور تصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا على ضرورة استمرار الدعم العسكري لـ”قسد” حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية من سورية، حيث شدد أمس الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل، على ضرورة استمرار التواصل بين الأكراد والولايات المتحدة، بعد انسحاب القوات الأمريكية من سورية، حيث أشار محللون في وكالة “رويترز” إلى أن تصريح فوتيل، يدل على واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على وجود آمال للقوات الأمريكية في شراكة دائمة مع “قوات سورية الديمقراطية”.

تصريح الجنرال الأمريكي سبقه تصريح للسيناتور الجمهوري لينزي غراهام، حيث قال سابقاً عندما صرح مسؤولون في “قسد” عن استعدادهم للانضمام للقوات السورية: “في نهاية المطاف، إذا تخلينا عن الأكراد، فمن يساعدنا في المستقبل؟”، ما يشير إلى أن واشنطن تسعى من خلال علاقتها مع الأكراد للإبقاء على ذراع عسكرية لها في سورية.

هذه الخطة الأمريكية للإبقاء على وجود عسكري أمريكي في سورية كان ثمنها أرواح مئات المدنيين وتدمير مدن بأكملها، وهذا ما كشفه الكولونيل الفرنسي فرنسوا ريجي ليغرييه الذي أصدرت القوات الفرنسية قراراً بمعاقبته بسبب كشفه لحقيقة عمليات “التحالف الدولي” العسكرية في سورية، فقال في مقال نشره في مجلة “ريفيو ديفانس ناسيونال” الفرنسية: “عدد مسلحي داعش كان لا يتجاوز الألفي مسلح، ويفتقرون إلى الغطاء الجوي أو العتاد التكنولوجي الحديث، ما يعني أن القضاء عليهم كان يمكن أن يكون بشكل أسرع وأكثر كفاءة”.

ثمة أمر بالغ الأهمية كشفه الكولونيل الفرنسي في مقاله أيضاً، حيث قال: “دمرنا بشكل هائل البنية الأساسية وأعطينا الناس صورة مقيتة لما قد تكون عليه عملية تحرير بلد على الطراز الغربي مخلفين وراءنا بذور ظهور وشيك لعدو جديد” ما يعني أن واشنطن عملت على إبقاء خلايا نائمة للتنظيم تحركها متى اقتضت الحاجة، فالولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها أن تتخلى عن منطقة استراتيجية مهمة مثل أراضي شرق الفرات السورية، وفي الوقت ذاته ترامب أدرك ضرورة خروج قواته من سورية حتى لا تخسر أكثر حسب ما غرد به على “تويتر”.

واضح أن السياسة الأمريكية وجدت أنه بات من الضروري إعلان القضاء على تنظيم “داعش” في سورية، ربما لأنها تنوي التوجه إلى قضايا أخرى غير شرق الفرات، مثل الشمال السوري و”المنطقة الآمنة” التي باتت تأخذ حيزاً من المحادثات التي تدور بين روسيا وتركيا، حيث أعلن السينانور الجمهوري لينزي غراهام عن مقرح ينوي ترامب عرضه على قادة الدول الأوروبية، تتضمن إرسال قوات هذه الدول إلى “المنطقة الآمنة” عند الحدود التركية-السورية، مشيراً إلى أنه إذا تم قبول هذ المقترح فستبقي واشنطن على عدد من جنودها في الشمال السوري.

جميع هذه الوقائع والتصريحات توضح علاقة واشنطن بـتنظيم “داعش” الأمر الذي تغافل عنه المجتمع الدولي، بالرغم من غارات طائرات “التحالف الدولي” التي أودت بحياة المدنيين، حيث أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أن طائرات “التحالف” تستهدف المناطق المدنية بدلاً من استهداف مناطق وجود مسلحي “داعش” الذين تم نقلهم بالنهاية من سورية بكل هدوء ضمن صفقات مجهولة.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً