أثر برس

الخميس - 18 أبريل - 2024

Search

واشنطن أبلغت قيادات “قسد” بها.. بوادر صفقة أمريكية – تركية بدأت تظهر بالشمال السوري

by Athr Press Z

خاص || أثر برس يبدو أنّ الصفقة التي كان يؤجلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمساومة الولايات المتحدة الأمريكية على موقف بلاده من الحرب (الروسية – الأوكرانية) حان أوانها، فعلى خلفية زيارة مستشارة وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن الشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، تركيا وخلال اجتماعها بنائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في الأسبوع الأول من نيسان الجاري، تم إطلاق “الآلية الاستراتيجية التركية – الأمريكية”، والتي بموجبها تم فتح الطريق أمام القوات التركية لمحاصرة مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” وإخراج مسلحي “حزب العمال الكردستاني” المنضوية تحت قيادتها من مناطق شمال وشمال شرقي سوريا.

بوادر هذه الصفقة بدأت تظهر على الميدان من خلال تكثيف الاستهدافات التركية لمواقع تابعة لـ “قسد” شمالي شرق سوريا، حيث استهدفت مؤخراً بواسطة القذائف والطائرات المسيرّة العديد من نقاط انتشار “قسد” وتسببت بمقتل بعض قيادييها.

وحول خلفيات هذا التصعيد التركي، بيّنت مصادر خاصة لـ “أثر” أنّ التصعيد التركي الحالي في الجزيرة السورية، جاء على خلفية تلقي قيادات “قسد” مؤخراً عبر الولايات المتحدة الأمريكية، قائمة تضم أكثر من (1000) اسم لعناصر “تركية كردية” تابعة لـ “حزب العمال الكردستاني” المصنّف إرهابياً لدى أنقرة والتي طلب إخراجهم من مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال وشمال شرقي سوريا، لكن على ما يبدو وفقاً للمصادر، لم يكن هناك استجابة من قبل قيادات “قسد” لمطالب أنقرة.

كما أشارت المصادر إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت قيادات “قسد” أنها لا تتحمل أي مسؤولية في حال نفذت القوات التركية أي هجوم عسكري ضدها، مطالبة قيادييها بتحسين علاقتها مع أنقرة، ومؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بصدد إزعاج الأتراك حالياً، ويأتي ذلك، حسب المصادر، كمحاولة لكسب موقف أنقرة ضد موسكو في الحرب الأوكرانية.

وحول احتمالية تنفيذ هجوم عسكري للقوات التركية على محور ناحية عين عيسى، أوضحت المصادر، أنّه من المرجح أن الهجوم على عين عيسى يأتي بالمرحلة الثانية رغم أنها تقع تحت نيران المسيّرات التركية حالياً، مشيرة إلى أنّ عدم تجاوب قيادات “قسد” مع الأتراك، فتح الضوء الأخضر الأمريكي أمام تركيا لتنفيذ ضربات عسكرية عبر طائرات مسيّرة في عمق مناطق سيطرة “قسد”، حيث تجاوز القصف مسافة 33 كم عن الحدود وهي المسافة التي ضمنها الاتفاق الروسي – التركي منذ أكثر عامين، مؤكدة احتلال الجيش التركي أربع قرى جديدة شمال مدينة عين عيسى أيضاً، وتبعد عن الطريق الدولي (M4) الذي يقع تحت نيران الجيش التركي حالياً، بمسافة تقارب 1 كم.

وبحسب ما أفاد به مختصون بالشأن (الكردي – التركي) خلال حديثهم مع “أثر” فإن ما يحصل اليوم على الأرض، بالتوازي مع الضربات العسكرية المستمرة التي تنفذها القوات التركية في عمق مناطق سيطرة مسلحي “قسد” شمال ناحية عين عيسى (55 كم شمال غرب محافظة الرقة)، يؤكد أن إصرار تركيا على تحقيق مطامعها التي تصفها بـ “الاستراتيجية” التي لا تتنازل عنها في سوريا، الهادفة إلى السيطرة على مناطق الجزيرة السورية وخاصة المناطق الحدودية بذريعة “المخاوف الأمنية” التركية وضمان تطبيق اتفاقية “أضنة” ومضمون الاتفاق (الروسي – التركي وقيادات قسد) الذي جرى برعاية أمريكية في تشرين الأول 2019 على خلفية سيطرة تركيا على مدينة رأس العين (85 كم شمال غرب محافظة الحسكة)، والذي يضمن لأنقرة أنّ تبقى المنطقة الحدودية مع سوريا بعمق 33 كم خالية من السلاح، وبالإضافة إلى إجراء دوريات روسية – تركية مشتركة فيها.

ووُقعت اتفاقية “أضنة” عام 1998 بين سوريا وتركيا وهي اتفاقية أمنية الهدف منها الحفاظ على حدود آمنة بين الدولتين ونصت بعدم السماح لعناصر “حزب العمال الكردستاني” في الخارج بدخول سوريا أو الانتقال منها إلى أي دولة ثالثة أو عدم وجود أي نشاطات للحزب في الأراضي السورية.

وفيما يتعلق بالمخاوف التي تدور حول احتمالية تنفيذ القوات التركية لهجوم عسكري لاحتلال ناحية عين عيسى التي تقع تحت سيطرة “قسد”، مستغلة الموقف الأمريكي الذي يحاول استجداءها إلى جانب كييف ضد موسكو، يعتقد المحللون أنّ المطامع التركية أبعد من عين عيسى، والمتوقع أكثر في البداية هو تنفيذ هجوم عسكري تركي على المنطقة الحدودية التي تفصل كوردستان العراق عن مناطق سيطرة ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” في منطقة “منقار البطة” والتي تمتد من منطقة “عين ديوار” شمال غرب مدينة المالكية، حتى سيمالكا (فيش خابور) جنوباً، (شريط حدودي يبلغ طوله 45 كم تقريباً تم قياسه على محرك البحث جوجل)، بهدف فصل مناطق شرق سوريا عن كوردستان العراق للحد من تنقلات المسلحين الأكراد بين سوريا والعراق ومنها إلى إيران وجبال قنديل.

قصي المحـمد

اقرأ أيضاً