أثر برس

الأربعاء - 24 أبريل - 2024

Search

هل ستمتد”صفقة القرن” لتشمل أوروبا الشرقية؟

by Athr Press R

يبدو بأن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجة عن الإطار الأمريكي السياسي المعتاد، لم تعد تقتصر على منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فالصفقة العالمية المسماة بـ “صفقة القرن” يبدو أنها امتدت عن حدود شرعنة وجود الكيان الإسرائيلي و”محاربة” إيران، لتشمل أوربا وخصوصاً الأجزاء الشرقية منها على الحدود مع روسيا.

حيث تطرقت الصحافة الغربية إلى القمة المقرر عقدها في السادس عشر من الشهر الجاري في “هلسنكي” وسط حالة من القلق مما قد يطرح بين الزعيمين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، إذ يرى “دانيال بي شابيرو” المحلل الذي كان يشغل منصب سفير “إسرائيل” السابق لدى الولايات المتحدة، بأن الرئيس الأمريكي يهدف إلى استرضاء الرئيس الروسي عن طريق إطلاق يد روسيا في شرق أوربا.

وما يثبت تحليلات “شابيرو” هو ما صرح به ترامب  في قمة مجموعة السبعة في كندا في الشهر الماضي، حيث دعا إلى الاعتراف بضم روسيا قانونياً لشبه جزيرة القرم  مبرراً ذلك بوجود عدد من المتحدثين باللغة الروسية وهو ما يشكل خطاً أحمراً بالنسبة للأوربيين.

ولم تقتصر سياسة ترامب التي أصبحت تصب في المصالح الروسية على إطلاق يد روسيا في شرق أوربا، وإنما وصلت إلى حدود مهاجمة حلف شمال الأطلسي الذي تعتبر الولايات المتحدة جزءاً منه وهو ما ظهر من خلال تغريده لترامب قبل أيام قائلاً: “إن الأمريكيين تعبوا من تمويل الدفاع عن أوروبا”.

في حين قال وزير الخارجية النرويجي “إيني إريكسن سوريدي”، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الثلاثاء الفائت: “إن الحفاظ على تماسك التحالف أمر بالغ الأهمية في الفترة التي تسبق اجتماع ترامب – بوتين”.

تلك السياسات للرئيس الأمريكي أدت إلى حالة من السخط في الأوساط الأوروبية المعارضة للسياسات الروسية على الساحة الأوربية ومن يحالفها، وترجم ذلك باستقالة مفاجئة لسفير الولايات المتحدة في استونيا يوم الجمعة الفائت، وهو حليف لحلف شمال الأطلسي على الحدود مع روسيا، وقال لأصدقائه إنه “لا يستطيع أن يذعن لعداء الرئيس ترامب الواضح تجاه المؤسسات التي استقرت في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة”.

وتأتي استقالة “جيمس دي ميلفيل جونيور” في لحظة حاسمة بالنسبة لدول مستقلة على طول الحدود الغربية لروسيا، وسط احتمال نشوب صراعات عسكرية خصوصاً في ظل اقتراحات ترامب بإعادة التفكير في الدعم التقليدي من الولايات المتحدة لحلفائها في ظل موسكو.

قد تكون تلك التطورات هي ما يعكس رفض الدول الأوربية القبول بنقل سفارة الكيان الإسرائيلي إلى القدس، لمعرفتها السابقة والضمنية بما  ستحول إليه الأمور بتقارب روسي-أمريكي، كما أن رفض عدد من الدول الأوربية الخروج من الاتفاق النووي الإيراني قد يصب في نفس الخانة، عكس ما تروج له بأن هدفها من الحفاظ على الاتفاق هو منع إيران امتلاك أسلحة نووية وما يتم الحديث عنه بشأن الأمن العالمي.

كل تلك التطورات تطرح سؤال لا يمكن تجاهله، لماذا يقوم ترامب بتلك السياسات الرعناء تجاه الأوربيين الحلفاء الأقدم للولايات المتحدة؟

تلك التطورات على الساحة العالمية تعكس أمرين لا ثالث لهما، فإما أن تكون الاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكي من قبل الحزب الديمقراطي بتدخل روسيا بالانتخابات الأمريكية هي حقيقة تحسب للقيصر الروسي بأنه تمكن من إيصال ترامب إلى سدة الحكم ليتحكم بالقرار الأمريكي وينفذ سياساته على العالم، أو أن الرئيس الأمريكي يحاول استمالة الجانب الروسي على حساب الأوربيين من أجل توسيع حربه الاقتصادية والعسكرية والثقافية ضد إيران لتنفيذ المصالح الإسرائيلية والتي برهن ترامب أنه ينقاد لها، إلا أن تلك التطورات التي تمس بالأوربيين قد تقلب الطاولة على الولايات المتحدة وتزيد من تمسك الأوربيين بالاتفاق النووي مع إيران ورفضهم للعقوبات الاقتصادية عليها.

اقرأ أيضاً