أثر برس

الثلاثاء - 23 أبريل - 2024

Search

“مقابلة مع السيد آدم”.. هل الجريمة كاملة؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس يحبس المخرج فادي سليم أنفاس المشاهد، يمررها ببطء أمام عمله الجديد “مقابلة مع السيد آدم” (إنتاج فونيكس غروب )، فتتماشى ضمن الإطار البوليسي الذي لم يمر على شاشات التلفزيون خلال السنوات القليلة الماضية، يظهر الذروة حيناً ويخفيها بين الأحداث أحياناً لتختفي ويزداد التعقيد كنوع من التشويق، ببطولة جديدة من نوعها للنجم العالمي غسان مسعود يشاركه بها أداء لنجوم ووجوه شابة انسجمت في توليفة اختارها مخرج العمل بعناية. 

بعيداً عن النمط

بداية مثالية لمسلسل جريمة، بامرأة ميتة في سيارة على الطريق، يظن الجميع أنها انتحرت، إلا أن نظرة “المحقق ورد” لا تخيب ليكشف بأن زوجها هو القاتل، لتقلّنا أحداث العمل إلى جثة شابة مجهولة الهوية تزداد دوائر الغموض حولها، لتنكسر دائرة تلو الأخرى وتبتعد عن كلاسيكية السرد بشرارة تشعل فتيل الأحداث فور وصول “نور رحال” (منة فضالي) من بلدها مصر، والتي جاءت لتبحث عن أختها سالي بعد أن انقطعت الاتصالات بينهم، وتتعرف بعدها على جثة أختها، التي كانت على علاقة سابقة بـ “معتصم” (السدير مسعود)، الشاب المستهتر الذي يرى الحياة كـ “لعبة فيديو”، بعكس والدته “عليا” (كارمن لبّس) سيدة الأعمال التي تحاول دائماً أن تعيد ابنها إلى جادة الصواب، لكن الوقت كان قد داهمها، تلك العلاقة تثير الشك لدى المحقق “ورد” (محمد الأحمد) ويجبره شكه على استشارة الطبيب الشرعي “آدم” (غسان مسعود) ليكشف له العديد من التفاصيل التي كانت غائبة عن نتائج الفحص الأولي، وما عانته هذه الجثة بعد وفاتها من تجريف للرحم واستئصال بعض من أعضاءها الحيوية، في حالة من اللعب بالأدلة من قبل الفاعل كي يبعثر الجهود لمعرفته، لكن هذه الاستشارة تكلّف الطبيب المبتعد عن ساحات الجرائم تهديده من قبل الجهة القاتلة بخطف طفلته الوحيدة “حياة” (حياة مارديني) المصابة بـ “متلازمة داون”، للضغط عليه وتحريف مسار التحقيق بتغيير تقريره النهائي وهدم فرضية الحمل، فيفعل المستحيل لينقذ ابنته رامياً تاريخه المهني لاستعادتها، لكن الموت كان الأقرب لها، فيجد نفسه وسط محيط مفتوح من الشك متمثلاً بابنه المحامي “يوسف” (لجين إسماعيل) وزوجة ابنه “ديالا العبّاس” (رنا شميّس)  وبحر مغلق من الثقة المتمثلة بزميلته الدكتورة “ريتا” (تولين البكري) وابن اخته “مصطفى” (مصطفى المصطفى) وصديقة عائلته “ريما” (ضحى الدبس)، لتبدأ رحلته في معرفة القاتل.

نقاط متشابكة

ليس تصنيف العمل ضمن إطار الغموض وحدة علامة مميزة له فقط، إنما علامات، تمثلت بداية بلعبة العقد الثانوية المحبوكة بعناية حول العقدة الأساسية، فنجد حياة المحقق وزوجته “عتاب” (جيانا جورج عنيد) بصعود وهبوط متوازيان مع التوتر المستمر بين يوسف وديالا، ولنرى الغضب والحزن يلتفان حول نور يأخذانها نحو البحث في أدق التفاصيل علها تجد قاتل أختها، الطيبة لا تبتعد عن مصطفى والحب والخوف على من تحب لا ينفصلان عن قلب ريتا اتجاه الدكتور آدم، الذي يفاجئنا  النجم غسان مسعود برسم أدق تفاصيله، فنرى الطاولة تنقلب وينقلب معها رتم الشخصية بلحظة لايعود بروفيسور الطب الشرعي كما كان، إضافة إلى الاستغراق لمدة سنة كاملة قبل كتابة العمل في البحث والتدقيق بكل تفاصيل الطب الشرعي وعالم الجريمة، نجد ذلك بين المصطلحات والتفاصيل “طبية” التي تشاركها مؤلف ومخرج العمل مع الجمهور كدلالة على منهجية موضوعة لبناء الحدث على الأرضية الصحيحة. التوليفة الموجودة من لبنان ومصر وتونس لم تلغي الصبغة السورية الأساسية في العمل، بل كان تواجدها مبرراً بطريقة منطقية أقرب للواقع على عكس العديد من تجارب الدراما المشتركة، التشويق المرسوم للأحداث تزامن مع أداء جديد ونوعي لجميع أبطال العمل، فأغلب الشخصيات لا تشبه ما قدّمه أصحابها سابقاً، كأن نجد الفنانة رنا شميّس تحيك الخطط بـ “ديالا العباس” لتبعد مصالحها عن أي خطر رغم أنها في مركزه، بشخصية قدمت شميّس للجمهور بأداء ذكي يظهر أدوات الممثل بشكل جديد، ويتعلّم الشر كيف يتجسد بـ “معتصم” بالأداء المختلف للفنان الشاب السدير مسعود، حتى التخبط الذي يعيشه “يوسف” ينعكس بأداء الفنان لجين إسماعيل ليقدم شخصية ضعيفة الفعل قوية الصوت متنوعة المزاج ومتقلبة القرار، بمحاولة لتصحيح ما ارتكبه من أخطاء، جميعها علامات ساهمت بنجاح العمل وحصوله على متابعة واسعة.

إشاعات وحقيقة

ليست “تجارة الأعضاء” العنوان العريض للعمل، إنما كشف ملابسات الجريمة ومعرفة القاتل عبر تتبع أثره ومن ساعده في ذلك، بدافع من بروفسور في الطب الشرعي خسر أعز ما يملك، فقرر أن يوظف خبرته ليعرف بطرقه من سلبه طفلته وينتقم لها، أيضاً لم تمنع “الكورونا” من استكمال الممثلات العربيات مشاهدهن واضطرار المخرج إلى تقليص عدد الحلقات، فالعمل تم تصويره ليصل إلى ثلاثة وثلاثين حلقة منجزة قبل الجائحة العالمية، وهو عدد حلقات الجزء الأول، لتنتقل شخوص العمل إلى جزء ثانٍ يتم التحضير له والذي سيكون شاهداً على سلسلة من الجرائم الخاصة، والقريبة كالجزء الأول من طابع التشويق والغموض.

حسين روماني

اقرأ أيضاً