خاص|| أثر برس يعتبر عيد الأضحى من المناسبات المهمة التي ينتظرها السوريون، حيث تُزيَّن الشوارع احتفالاً بالحجاج العائدين من موسم الحج، وتقوم بعض العائلات بتجهيز الحلويات، فيما تحرص عائلات أخرى على شراء ملابس جديدة لأطفالها، لكن وسط الظروف المعيشية الصعبة، هل ما يزال السوريون يحافظون على طقوس العيد؟.
تقول زينب (أم لـ 3 أطفال) لـ “أثر”: “الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها جعلت من شراء ملابس العيد أمراً معقداً وتحدياً كبيراً خاصة مع ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية بسبب عدم تناسب الدخل مع طبيعة الأسعار المطروحة في الأسواق”.
أما نبيلة (أم لـ5 أبناء) قالت: “هناك ارتفاعاً في أسعار الملابس ولا تتناسب مع وضعي المادي، خاصة الملابس النسائية وألبسة الأطفال، وباتت تشكل عبئاً ثقيلاً لمعظم الأهالي”، مضيفة لـ “أثر”: “تكلفة ملابس العيد لطفل واحد بجودة متوسطة تصل إلى 250 ألف ليرة سورية أي أكثر من نصف راتب الموظف، ما يجعلها خارج قدرة العائلات ذات الدخل المحدود”.
أما زين (موظف في شركة أزياء نسائية بدمشق) اعتبر أن “الموضة السريعة تؤثر على الأسعار بطريقة مختلفة”، متابعاً: “المتسوقون باتوا لا يختارون ما يناسب أطفالهم إنما يتماشون مع الموضة الحالية لذلك يقعون في فخ الغلاء”.
بدوره، مروان (صاحب محل للألبسة) في منطقة شعبية بدمشق (نهر عيشة) أوضح لـ”أثر” أن عدم توفر السيولة الكافية دفع الكثير من الأهالي إلى الاعتماد على الأسواق الشعبية للحصول على ملابس لأطفالهم وبأسعار أقل مع أن الجودة متوسطة، مبيناً أن سعر الكنزة الولادي يبدأ من 50 ألف وحتى 125 ألف للنوعية الممتازة، والبنطال المحير يتراوح سعره بين 75 ألف و125 ألف، والبنطال الرجالي سعره وسطياً 150 ألف، والقميص الصبياني (ولادي) بـ 50 ألف ل.س، والقميص الرجالي يتراوح بين 75-90 ألف، علماً أن السعر يتراوح بحسب النوعية والقياس.
وذكر مروان: “الجميل في الأسواق الشعبية أن الزبون يحصل على ما يريد بوقت قصير بسبب توفر المعروض وبكميات كبيرة، إلا أن الإقبال لايزال في حدوده الدنيا حيث لا يتجاوز 10%”.
من جانبه إبراهيم (تاجر ألبسة) تحدث عن أسباب ارتفاع أسعار الملابس في بعض الأسواق خاصة (ألبسة الأطفال) حيث قال لـ”اثر”: “الغلاء سببه ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار المواد الخام مثل الأقمشة والخيوط، خاصة أن ألبسة الأطفال تحتاج إلى خيوط ذات جودة مرتفعة، إضافة لارتفاع تكاليف الكهرباء المستخدمة في التصنيع وتشغيل المولدات الكهربائية لساعات طويلة، ما أثّر على تكلفة النقل من المصانع إلى الأسواق، بالإضافة إلى قلة الرقابة على الأسعار، ما ساهم في استغلال بعض التجار للمواسم لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه يحجم العديد عن الشراء”.
ولفت إلى أن زيادة الطلب بكل موسم تكون فقط على ألبسة الأطفال، نظراً لأن الطفل بحاجة دائماً للملابس، ولأن العيد للصغار.
وبحسب ما رصدته مراسلة “أثر” فقد سجلت أسعار الملابس في أسواق دمشق، قبيل عيد الأضحى المبارك، كالتالي: طقم ولادي بلوزة مع بنطال صبياني وسطياً بـ 150 ألف، فستان بناتي قطعتين (مع جاكيت، أو مع حقيبة ولادية) بـ 100 ألف، ويمكن أن نجد فساتين يبدأ سعرها من 50 ألف لعمر 4 سنوات، أما البلوزة النسائية بـ 100 ألف متوسطة الجودة، والبنطال النسائي بـ 125 ألف نوع كتان و(الجينز) بـ 150 ألف، والبنطال الرجالي بـ 110 آلاف للنوعية الكتان الوطني ( صناعة محلية)، أما البنطال الرجالي الجينز (مستورد) يتراوح بين 175-200 ألف وسطياً للنوعية الممتازة.
وقبيل عيد الفطر الفائت، رصدت مراسلة “أثر” انتشار لملابس من نوعيات “ستوك” بأسعار منخفضة على البسطات، وخاصة ضمن الأسواق الشعبية مثل الحميدية وسوق الشيخ محي الدين وشارع الثورة، ويتراوح سعر بنطال الجينز الرجالي والنسائي “الستوك” في تلك المحال بين 20 – 60 ألف ليرة، والكنزات بين 15 – 35 ألفاً، والأحذية بين 30- 50 ألفاً، بينما تتراوح أسعار الألبسة الولادي بين 15 للقطعة و40 ألفاً كأقصى حد للفساتين والأطقم.