أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

مشروع لإعادة تأهيل بعض الآبار.. مصادر في النفط لـ”أثر”: التوقعات المستقبلية لزيادة الإنتاج منها قليلة جداً

by Athr Press A

خاص|| أثر برس أكّدت مصادر مطّلعة في وزارة النفط والثروة المعدنية في حديث لـ”أثر” وجود مناقشات لدراسة إعادة تأهيل وتطوير إنتاج بعض الآبار النفطية في محافظة دير الزور، مشيرةً إلى أنّ التوقعات المستقبلية لزيادة الإنتاج من هذه الآبار هي قليلة جداً لا تتجاوز 1000 برميل يومياً، ولاسيما أن الآبار ذات التأثير الفعلي محلياً ما تزال تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي و”قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، الجناح العسكري “للإدارة الذاتية”.

وبينت المصادر وجود دراسات لإعادة تأهيل آبار نفطية قديمة في منطقة الجزيرة السورية وهي آبار “الحمرة” و”الحمّار” و”الردكة” التي تقع بالقرب من مدينة البوكمال جنوب شرقي محافظة دير الزور، موضحةَ أنّه لم يتم البدء فعلياً بإعادة تأهيل هذه الآبار إلى الآن، وهي آبار تقع في حقل الورد التابع لشركة الفرات للنفط في محافظة دير الزور.

ونفى المصدر وجود أي استكشافات جديدة في منطقة الجزيرة حالياً، مبيناً أنّ الفكرة الحالية التي يتم نقاشها هي تطوير آبار حقل الورد باتجاه مدينة البوكمال، مؤكداً أنّه لا يمكن القول إنّ الجدوى الاقتصادية من هذه الحقول كبيرة وتحل مشكلة؛ لأن المتوقع منهما إنتاج إضافي قليل جداً يتراوح ما بين (500 – 1000) برميل يومياً في حال تمت إعادة تأهيلها.

وقال المصدر: “إن أهم حقول النفط السوريّة في منطقة الجزيرة هما حقلي العمر والتنك وهما خارج السيطرة، وكان إنتاجهما الإجمالي ما يقارب (80 ألف برميل) يومياً قبل الأزمة”، لافتاً إلى أنّ الإنتاج الحالي لحقول التيم (يقع على بعد 10 كم بالقرب من مدينة الموحسن جنوب مدينة دير الزور) وحقل النيشان (يقع غرب مدينة الموحسن) وحقل الشولة (يقع على بعد 20 كم عن المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور) لا يتجاوز 5 آلاف برميل يومياً.

وأضاف المصدر أن هناك حقلين أيضاً وهما الخراطة والمهاش (جنوب غربي مدينة دير الزو) وإنتاجهما أيضاً يصل إلى حدود (1000 برميل يومياً)، إضافة إلى إنتاج (200 برميل يومياً) من آبار حقول شركة دير الزور للنفط، كاشفاً أنّ الإنتاج الإجمالي للنفط يومياً في سوريا من الحقول التي تقع تحت سيطرة الحكومة في محافظة دير الزور هي أقل من 7000 آلاف برميل يومياً.

وختم المصدر بالقول: “إنّ خير البلاد النفطي موجود في الحقول التي تقع خارج السيطرة”، مشيراً إلى أنّ إنتاج حقل العمر النفطي قبل عام 2011 يصل إلى 40 ألف برميل يومياً، وحقل التنك 38 ألف برميل يومياً، وشركة دير الزور للنفط بحدود 25 ألف برميل، أمّا حقل رميلان (شمال شرقي مدينة الحسكة) في محافظة الحسكة قبل الأزمة كان إنتاجه والمحطات التابعة له يصل إلى حدود 100 ألف برميل يومياً”.

وتعد حقول العمر والتنك من أكبر وأهم حقول النفط في سوريا وخاصة في محافظة دير الزور، إضافة إلى ذلك يوجد عدد من حقول النفط الأخرى في المحافظة وهي حقول الورد والجفرة وكونيكو ومحطة T2، أمّا في محافظة الرقة توجد بعض الآبار الصغيرة والتي تسيطر عليها “قسد”، أمّا في الحسكة توجد حقول نفطية كبيرة أيضاً كحقول رميلان والجبسة والسويدية والشدادي والهول والتي تسيطر “قسد” عليها.

مراجعة سريعة بالأرقام

كان اعتماد الاقتصاد السوري في مرحلة ما قبل الأزمة أساسياً على إنتاج النفط، إضافة إلى النشاطات الزراعية والصناعية الأخرى، وصنفت سوريا حينها من الدول المكتفية ذاتياً في مجال الطاقة، إذ قدرت إنتاجية آبار النفط السورية نحو (385) ألف برميل يومياً قبل عام 2011 وذلك أكثر من التوقعات التي وضعتها الحكومة في عام 2005 والتي كانت تطمح حينها إلى الوصول لقرابة (310) ألف برميل يومياً.

وكان يُستهلك من الإنتاج المحلي نحو (245) ألف برميل ضمن القطاعات الكهرباء والصناعة والنفط، في حين يصدر الباقي خام إلى الخارج ما يحقق اكتفاءً ذاتياً لسوريا وعائدات بالقطع الأجنبي.

مع بداية الأزمة تراجع الإنتاج المحلي من النفط تراجعاً كبيراً جداً نتيجة توسع الدعم الكبير الذي حظيت به التنظيمات المسلحة في تلك المنطقة وسيطرتها بدعم الاحتلال الأمريكي على أهم الحقول في محافظتي دير الزور والحسكة، وخروج أغلبية الشركات الأجنبية وخاصة الغربية التي كانت تعمل في البلاد ومن أبرزها “شركة (غالف ساندز بنروليوم) البريطانية، وشركة (إيتا) الكرواتية، وشركة (بترو كندا) الكندية، وشركة (توتال) الفرنسية، وشركة (كوفبيك) الكويتية وشركة (ستراتيك انرجي) الكندية.

وبحسب بيانات موقع “بريتش بتروليوم” للنفط، بلغ إنتاج النفط في سوريا نحو 27 ألف برميل في عام 2015، و25 ألف برميل في عام 2016 بلغت الكمية الواصلة إلى المصافي الحكومية منها 9 آلاف برميل فقط، وفي عام 2017 بلغت كمية الإنتاج 25 ألف برميل وصل منها للمصافي الحكومية 10 آلاف برميل، و24 ألف برميل في عام 2018، وصل منها 14 ألف برميل للمصافي الحكومية.

وفي عام 2021 بلغ إنتاج النفط وسطياً 85.9 ألف برميل يوميا، وصل منها 16 ألف برميل يومياً إلى المصافي، وفي النصف الأول من عام 2022 بلغ إنتاج النفط في سوريا، نحو 14.5 مليون برميل بمتوسط إنتاج 80.3 ألف برميل يومياً، يتم تسليم 14.2 ألف برميل يوميا للمصافي السورية منها، ما يصل إلى 66 ألف برميل يتم سرقتها يومياً من حقول المنطقة الشرقية.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً