نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن واشنطن تواصل “التعامل مع دمشق بحذر شديد” حتى يثبت رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، أنه نجح في تطهير حكومته من “المتشددين الإسلاميين الأجانب” وبقايا تنظيم “القاعدة”، ويثبت أنه قادر على توحيد الأقليات المختلفة في سوريا.
وأضاف المسؤول في تصريح نقلته “واشنطن بوست” اليوم الخميس: “لا نهدف بالضرورة إلى إنقاذ سوريا من أجل الشعب السوري. نهدف إلى عدم عودة إيران وعودة تنظيم الدولة الإسلامية، باعتبارهما المصلحة الأساسية للشعب الأمريكي هناك”.
وقال المسؤول الذي وصفته الصحيفة بـ”الكبير”: “إن الولايات المتحدة تنظر إلى أفعال الإدارة السورية الجديدة لا إلى أقوالها، في حين أن واشنطن لا تزال متشككة بشأن الحكومة السورية الجديدة، التي تفتقر إلى تمثيل يُذكر للأقليات” وفق الصحيفة.
ووصف المسؤول الأمريكي الإعلان الدستوري للحكومة السورية بأنه “ليس أكثر من شريعة إسلامية بامتياز”.
ويأتي وصف المسؤول الأمريكي الذي تحدث لصحيفة “واشنطن بوست” للإعلان الدستوري بأنه “شريعة إسلامية بامتياز”، على الرغم من إعراب السفارة الأمريكية في سوريا عن ترحيبها بالإعلان الدستوري، إذ نشرت بتاريخ 13 نيسان الجاري عبر حساب السفارة في منشور على منصة “X”: “إن الولايات المتحدة ترحب بالإعلان الدستوري وتشكيل الحكومة السورية وتأمل أن تكون خطوة إيجابية نحو سوريا شاملة”.
وفي السياق نفسه، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كالا كالاس، أن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الذي عُقد بتاريخ 14 نيسان الجاري شهد نقاشاً مكثفاً حول العقوبات المفروضة على سوريا وإمكانية تخفيفها.
وقالت كالاس: “إن إعادة إعمار سوريا تتطلب توفير الخدمات”، موضحة “لم نرَ خطوات كثيرة من القيادة الجديدة، ولا يزال مستقبل سوريا هشاً للغاية، لكنه يبعث على الأمل”.
وفي 25 من آذار الماضي، ذكرت وكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة سلمت دمشق قائمة شروط، تريد من السلطات السورية الجديدة تنفيذها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.
وبالتزامن مع الحديث عن الشروط الأمريكية، التقى وزير الخارجية التركي حقان فيدان، نظيره الأمريكي ماركو روبيو، في واشنطن وبحثا الملف السوري، وقالت حينها المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان: “إن الوزير روبيو أكد على ضرورة التعاون الوثيق مع أنقرة لدعم وحدة سوريا واستقرارها ومنع تحولها إلى بؤرة للإرهاب أو ممر للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار”.
ونقلت حينها وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر دبلوماسية تركية أن “فيدان وروبيو أكدا حرصهما على أهمية الانخراط مع الإدارة السورية وضمان استقرار البلاد ومكافحة الإرهاب”.