أثر برس

الخميس - 18 أبريل - 2024

Search

مسؤول أمريكي محذراً من مخيم الهول: يشكل تهديد حقيقي للمنطقة

by Athr Press Z

بعد سنوات من الحديث عن خطورة الأوضاع الأمنية والمعيشية في مخيم الهول بريف الحسكة الشمالي، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بياناً أكدت خلاله أن المخيم يشكل تهديداً حقيقياً على المنطقة.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية بعد زيارة قام بها قائدها الجنرال إريك كوريلا، أمس الجمعة، أن مخيم الهول حيث تقبع عوائل تنظيم “داعش” يشهد كارثة إنسانية، وقال كوريلا: “إن المخيم يشكل تهديداً حقيقياً للمنطقة”.

وقال إن أكثر من 56 ألف شخص منهم نساء وأطفال يقيمون في المخيم، واصفاً إياه بـ “نقطة اشتعال إنسانية” وسط درجة حرارة عالية(95 فهرنهايت) وشح كبير للمياه.

واعتبر كوريلا، أن المقيمين في المخيم وصلوا إليه هرباً من “داعش” في العام 2017.

وأوضح أن المخيم بات أرضاً خصبة للجيل القادم من “داعش”، إذ أن 70% من السكان تحت سن 12 عاماً، وهم معرضون للتطرف نظراً لظروفهم السيئة.

وفي الوقت ذاته شدد كوريلا، بعد لقائه مع مقيمين في المخيم على أن “معظم سكان المخيم يرفضون داعش، وكثيرون يريدون المساهمة في المجتمع، ويرغب الكثيرون في العودة إلى أوطانهم، لدخول القوى العاملة من جديد وإعادة أطفالهم إلى المدرسة”.

ورافق الجنرال كوريلا، في جولته داخل مخيم الهول، القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” مظلوم كوباني، إلى جانب موظفين آخرين من الحكومة الأمريكية وفقاً لما نقله موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصدر مطّلع على تفاصيل الزيارة.

تصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية عن خطورة الأوضاع في مخيم الهول، جاءت بعد سنوات من الحديث عن سوء الأوضاع الأمنية فيه وحجم خطورته على المنطقة، وفشل “الأشايش (الذراع الأمني لقسد)” في الحفاظ على الأمن فيه، واحتمال إعادة إحياء “داعش” من خلاله وفي هذا الصدد نقل “المونيتور” عن مسؤول عسكري قوله: “زيارة الجنرال ذي الأربع نجوم كانت المرة الأولى على الإطلاق التي يدخل فيها مسؤول أمريكي إلى مخيم الهول وتحدث مع المعتقلين.

كيف تم إنشاء مخيم الهول؟
مخيم الهول تم إنشاره عام 2019 عندما أعلن “التحالف الدولي” و”قسد” عن القضاء على تنظيم “داعش” شرقي سوريا، لجمع عوائل التنظيم فيه، ومنذ ذلك الحين يشهد المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية بالإضافة إلى تحذيرات أجهزة استخبارات ومسؤولين من خطورة الوضع الأمني فيه وإجراءات لإعادة إحياء “داعش” فيه من جديد، وآخر هذه التحذيرات كانت من المسؤولة البارزة في شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون دانا سترول، التي قالت في تموز الفائت: “ينظر تنظيم الدولة الإسلامية إلى مرافق الاحتجاز حيث يتم إيواء مقاتليه على أنها السكان لإعادة تشكيل جيشهم”، مشيرة إلى أن الشباب في مخيمات الهول والرج شمالي الحسكة، سيكونوا الجيل القادم من “داعش”، إذ أشار “المونيتور” إلى أنه في مخيم الهول هناك 80 ولادة شهرياً، ما يعني أن هذا المكان هو أرض خصبة فعلية للجيل القادم من “داعش”.

وفي هذا الصدد نقل “المونيتور” عن مسؤولين تأكيدهم على أن قوة الحراسة “الأسايش” التي تدير السجون المؤقتة لن تكون على مستوى المهمة، على الرغم من أن البعض يتلقون تدريبات أمريكية، فإن الحراس يعملون دون إشراف أمريكي، إذ أفادت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في حزيران الفائت أن رواتب العاملين في المخيمات غير كافية، مما يجعلهم عرضة للرشوة.

وأضاف “المونيتور” أن “الأسايش” في الهول اكتشفت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من جرائم القتل وحتى قطع الرؤوس لسكان المخيم، مشيراً إلى أنه “يُعتقد أن شبكة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تُعرف باسم الحسبة نفذتها”.

وفي هذا السياق، سبق أن أكد مدير تحرير جريدة “ليفانت” اللندنية شيار خليل، أن ما يشهده مخيم الهول نتيجة متوقعة لتجمع بقايا عناصر “داعش” في بقعة واحدة، مشيراً إلى أن “أطفال تلك العائلات أصبحوا قادرين على تنفيذ أي عملية إجرامية، خاصة أن الكثيرين منهم يتلقون التدريب التكفيري على أيدي أمهاتهم الداعشيات اللائي يشكلن العنصر الأخطر في المخيم”.

وكذلك نقلت سابقاً قناة “روسيا اليوم” عن مصدر استخباراتي عراقي أن “90% من نزلاء مخيم الهول، هم من عوائل التنظيم، وبعض مسلحيه وقياداته يتخذون منه مقراً للاجتماعات وتنسيق تحركاتهم مندسين بين النازحين”.

الأوضاع الإنسانية:
“المونيتور” أشار إلى أن الوضع الأمني والعنف الذي يشهده المخيم تسبب بإبعاد العاملين في المجال الإنساني، لافتاً إلى أن”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن أبلغ مفتشاً عاماً في البنتاغون في حزيران الفائت، أن المجلس النرويجي للاجئين تخلى مؤقتاً عن معظم أعماله الإنسانية في الهول في وقت سابق من هذا العام “في أعقاب غارة مسلحة وضرب موظفيها”، دون أن يحدد “التحالف” المسؤول عن تلك الحوادث.

فيما أشارت المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى إيمان الطرابلسي، في حديث لـ “أثر” سابقاً إلى أن “الاحتياجات الإنسانية في هذا المخيم أكبر بكثير مما يمكن أن تقدمه “اللجنة” لاسيما احتياجات الرعاية الصحية البدنية والنفسية”، مشيرة إلى أن في هذا المخيم يعيش ما يزيد عن 56,000 شخص في ظل ظروف قاسية، 90% منهم تقريباً من النساء والأطفال، وما يقدر بثلثي سكان المخيم من الأطفال، عدد كبير منهم دون الخامسة.

وتشير إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عام 2021 إلى وجود 9000 طفل دون سن 18 عاماً، يتلقون دروساً شرعية من متشددي التنظيم القاطنين في المخيم.

جميع ما ورد أثار تساؤلات لدى متابعين ومختصين من عدم إثارة هذا الملف لدى القيادة الأمريكية على مدار السنوات الفائتة على الرغم من تركيز الحديث عن حجم خطورته، بالوقت الذي تؤكد فيه واشنطن أن أحد أهداف بقائها في سوريا هو القضاء على تنظيم “داعش”، فيما يتزامن اهتمام القيادة الأمريكية بهذا الملف مع الحديث عن رغبة الولايات المتحدة على الحفاظ على وجودها في سوريا وخلق شكل جديد لهذا الوجود يضمن لها أكثر ويبعد جنودها عن خطر المواجهة.

أثر برس

اقرأ أيضاً