بالتزامن مع الحديث عن تحركات أمريكية في الملف السوري في الصعيدين السياسي والميداني، للحد من التقارب العربي والتركي مع سوريا، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية تسريبات تؤكد أن الإدارة الأمريكية تعمل لنسخ نموذج “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقي سوريا، في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
ونقلت “الأخبار” عن مصادر دبلوماسية في الأردن، أن الإدارة الأمريكية تسعى لتنفيذ خطّة في محافظة السويداء، تقوم على إدارة المحافظة من السكّان المحليين، على غرار منطقة شرقي سوريا التي تديرها “قسد”.
وقال الدبلوماسيون العرب: “إن هذه الخطّة ستخدم الكيان الإسرائيلي والأردن، لجهة تحويل الجنوب السوري إلى منطقة عازلة، كما هو الحال في الشمال السوري بالنسبة إلى تركيا”.
وفي هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى تقرير دبلوماسي أكد أن السفير الروسي في أنقرة، أليكسي يرخوف، ذكر أمام سفراء عرب معتمدين في تركيا، أن الولايات المتحدة في صدد إعادة تنظيم استراتيجيتها في سوريا، ومن مؤشّرات ذلك إعادة تشكيل فصيل “مغاوير الثورة” في التنف، وتسميته “قوات سوريا الحرة”.
ارتباط “قسد” المدعومة أمريكياً في الشرق بالجنوب السوري:
فيما يتعلق بالسويداء، فشهدت هذه المحافظة العام الفائت توتراً أمنياً، بدأ باحتجاجات على الوضع المعيشي، وفجأة اقتحم مسلّحون مباني حكومية وعملوا لتكسيرها وحرقها، وبرز حينها ارتباط “قسد” بهذه الاضطرابات التي شهدتها المحافظة، إذ أصدرت “قسد” بياناً أبدت فيه تأييدها لاحتجاجات السويداء، ووفق معلومات حصل عليها “أثر” من مصادرٍ خاصة فإن “قسد” طلبت إطلاق سراح شابتين موقوفتين لدى إحدى الجهات الأمنية في دمشق مقابل إطلاق سراح الصحافي محمد الصغير، المعتقل لدى “قسد” منذ أكثر من سنتين، ليتبيّن حسب المصادر أن “الفتاتين اللتين تطالب قسد بالإفرج عنهما يعملان في صفوف قسد وتم ضبطهما في السويداء في أثناء الترويج لمشروع الإدارة الذاتية الكردية وتشجيع الدروز لإعلان الإدارية الذاتية لمناطقهم”.
وعام 2019 أعلنت “قسد” عرضاً لتنظيم “داعش” بتبادل أهالي السويداء المختطفين بمعتقلين من “داعش” لدى “قسد”.
أما فيما يتعلق بمنطقة التنف التي يوجد فيها فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكياً، قال المدعو فريد القاسم، القائد العام للفصيل المذكور: “بدأت عملية التنسيق بيننا وبين قسد، ولكن في مستويات منخفضة”، وذلك بعد مناورات عسكرية مشتركة جرت بين “جيش سوريا الحرة” والقوات الأمريكية في التنف.
يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة شهدت سوريا تحركات عسكرية أمريكية متعددة، بدأت منذ آذار الفائت عندما زار رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي القواعد الأمريكية شرقي سوريا، والتنف جنوبها، والتقى القوات الأمريكية الموجودة هناك، ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية فإن “ميلي أعد توصيات لمستقبل عمليات البنتاغون في سوريا” وقال “مهمة قواتنا في سوريا ضرورية مرتبطة بأمن الولايات المتحدة الأمريكية”.