أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

محللون أجانب يتوقعون خطوات روسية جديدة في أوكرانيا ويشيرون إلى حقبة جديدة قد تدخلها واشنطن  

by Athr Press Z

تفرض الضبابية نفسها على المشهد الأوكراني، فالمتابع لما يجري يمكن أن يرصد خلال ساعات قليلة أحداث ومواقف متناقضة مع بعضها، فالمشهد ينتقل بشكل سريع من حديث عن قمم ومفاوضات إلى تصعيد ميداني أو سياسي، وكذلك تصريحات المسؤولين تنقلب خلال لحظات من اللهجة التهديدية إلى دعوات لاتباع نهج ديبلوماسي والتباحث بكافة التفاصيل، الأمر الذي يُثقل على المحللين الغربيين والروس والعرب من توقع نهاية هذا التصعيد.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نشرت مقالاً تحليلياً حول هذه التطورات، حيث قالت:

“يقول بعض المحللين إن بوتين مخادع ولن يقوم بغزو أوكرانيا، لكن البعض مقتنعون بأن بوتين شخص عقلاني في الأساس، ولذلك فهو يعرف أن مخاطر غزو أوكرانيا ستكون كبيرة جداً، وبالتالي فإن حشوده العسكرية الضخمة لا تكون منطقية إلا إذا جاءت في سياق خدعة مقنعة جداً، من المستبعد حدوث الغزو الشامل، فقد يلجأ بوتين إلى وسائل خاصة أو غير متكافئة، بما في ذلك دفع الغرب للاعتقاد أنه يتحضر للهجوم، وهذا الحشد العسكري الروسي الحالي حول أوكرانيا واسع للغاية لدرجة أن بوتين يتعين عليه أن يقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيأمر بغزو أو يسحب بعض القوات”.

وثمّة وجهة نظر روسية تتقاطع ببعض جوانبها مع ما نشرته الصحيفة الأمريكية، حيث نشر موقع قناة “روسيا اليوم” مقالاً للمحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، قال فيه:

“أعتقد أنه في المستقبل القريب جداً، سيتّخذ فلاديمير بوتين خطوات جديدة، وستضع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في ظروف غير مقبولة بالنسبة لها، لقد عرض بوتين، في إنذاره بشأن الضمانات الأمنية كانون الأول الماضي، شروطاً معتدلة وعادلة للجميع – أوكرانيا المحايدة، وأوروبا المستقلة عن الولايات المتحدة، لكن تلك الشروط أصبحت الآن جزءاً من الماضي، وأعتقد أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تتجهان بسرعة نحو صراع عسكري، أو على الأقل مواجهة على حافة صراع عسكري، والله وحده يعلم كيف سيكون المخرج من هذه المواجهة: إلى حرب أو حرب نووية أو إلى مفاوضات. ومع ذلك، فمن الواضح بالفعل أن شروط التسوية، التي ستكون روسيا مستعدة الآن للموافقة عليها، سوف تكون أسوأ بكثير بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.

وكذلك مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أكدت بمقال لها أنه في حالة اندلاع حرب في أوكرانيا فستكون الولايات المتحدة وأوروبا أمام حقبة جديدة:

“إذا استطاعت روسيا السيطرة على أوكرانيا أو تمكنت من زعزعة استقرارها على نطاق واسع، فستبدأ حقبة جديدة للولايات المتحدة وأوروبا، بالنسبة لروسيا، قد يتخذ النصر في أوكرانيا أشكالًا مختلفة، إذ لا يجب أن يترجم النصر دائماً بتسوية مستدامة، إذ يمكن أن ينطوي على تنصيب حكومة موالية في كييف أو تقسيم البلاد”.

مؤخراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع على وثيقة للاعتراف الرسمي بجمهوريتي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، التوقيع استفز الغرب والولايات المتحدة إلى حد كبير، وقررت واشنطن والاتحاد الأوروبي على إثره فرض عقوبات على روسيا، ليدعو الرئيس الأوكراني بعد ساعات روسيا للتفاوض، واللافت أنه في ظل كافة التطورات التي تطرأ على الأزمة الأوكرانية، تستمر روسيا بتطوير تحالفاتها السياسية لا سيما مع الصين وإيران وقطر وسوريا وغيرهم، الأمر الذي اعتبره محللون أنه مؤشر على أن موسكو تعمل ضمن إطار خطة متكاملة وبخطوات مدروسة لكن لا يمكن للطرف المعادي أن يتوقعها، ما يشير إلى أن موسكو وحدها تعلم النتيجة التي سيؤول إليها هذا التصعيد.

أثر برس 

اقرأ أيضاً