أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

مابعد “داعش”.. هل دخلت “قسد” مرحلة التفكك؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس

مجموعة من العوامل تأخذ تحالف فصائل “قوات سوريا الديمقراطية” إلى التفكك، وذلك تبعاً لتشكيلها من قبل الإدارة الأمريكية من مجموعة من الفصائل غير المتجانسة على المستوى الإيديولوجي، وشكلت “فوبيا العشائر” العامل الأكثر تأثيراً على المستوى النفسي في الشخصيات الكردية، إذ إن مرحلة ما بعد تنظيم “داعش”، تعني الإدخال القسري لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” في مرحلة بالغة الحساسية من عمر المناطق الشرقية من سورية، وذلك لأن الحجة التي كانت من خلالها الإدارة الأمريكية تسلح وتحمي الوحدات الكردية المرتبطة بهذا الحزب، لم تعد موجودة على المستوى الجغرافي.

“العصيان العسكري” الذي تمارسه الفصائل المشكلة من المكون العربي نتيجة لرفضها الأوامر الموجهة لها للعودة إلى خطوط المواجهة الأولى مع مجموعات تنظيم “داعش” المتحصنة في تلال صخرية تقع بالطرف الشرقي من بلدة “باغوز فوقاني”، جاءت نتيجة لإقصاء هذه الفصائل من عملية “جمع غنائم الحرب” التي خلفها تنظيم “داعش” في الباغوز ومخيمها، مع ورود معلومات عن وجود كميات ضخمة من المال والذهب ضمن مخابئ “داعش”، وإن كانت الحجة المعلنة من قبل قادة هذه الفصائل هي “الإقصاء من الصورة الإعلامية أثناء إعلان النصر على داعش، وانفراد الوحدات الكردية بهذه الصورة”.

وشكل الخلاف الشديد ما بين العناصر العرب والعناصر الكرد حول هوية الفصائل التي سيطرت على المناطق التي كان يتحصن بها تنظيم “داعش”، وطردته من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، صورة لشكل الصراع المحتمل اشتعاله بين الفصائل العربية ونظيرتها الكردية، إذ إن صدامات تسببت بمقتل 5 مجندين عرب ضمن أحد معسكرات التدريب التابعة لـ “قسد”، جنوبي مدينة الحسكة، اشتعلت بعد نقاش تطور إلى إطلاق نار، لرفض العرب تصديق رواية أن “الوحدات الكردية” هي من اقتحمت خطوط تنظيم “داعش”، وعلى مبدأ “اكذبوا على غيرنا”، حاول العناصر العرب المجندين بشكل قسري الرد على أحد المدربين بكونهم من أبناء القرى الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي ويعرفون المقاتلين المجندين ضمن الفصائل العربية بالاسم، إلا أنه رد على تكذيبه بإطلاق نار أشعل كامل المعسكر، لتسري لاحقاً حالة من التوتر الأمني في قرى المقتولين الخمسة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.

ولا تقل أهمية العمليات الأمنية التي تنفذها جهة مجهولة الهوية حتى الآن، عن أي سبب آخر في عملية تفكيك “قوات سوريا الديمقراطية”، فحواجز ونقاط “قسد” في كامل المناطق التي تسيطر عليها باتت مستهدفة، الأمر الذي يرجح أنها عمليات انتقامية من قبل عناصر “داعش”، إلا أن الأمر يحمل في جانب آخر منه أن تكون “قسد” نفسها من تقف وراء هذه العمليات، فالقتلى من عناصر الفصائل العربية، ووجود تهديد أمني مزعوم، تحت مسمى “خلايا تنظيم داعش”، يعني أن تنفيذ عمليات تصفية لقادة الفصائل العربية واتهام التنظيم بها مسألة سهلة بالنسبة لما يسمى بـ “استخبارات الآسايش”، فالأخيرة تخشى من تصاعد دور الفصائل العربية في المرحلة القادمة نتيجة لأمرين، الأول قبولها أكثر من الفصائل الكردية من قبل السكان المحليين، والثاني إمكانية التواصل ما بين هذه الفصائل وتركيا بوساطة خليجية لتكون خصماً لـ “الفصائل الكردية”.

ولأن المرحلة القادمة قد تحمل الكثير من المتغيرات السياسية فيما يخص التوافق الأمريكي – التركي، على إقامة “منطقة آمنة” تناسب أنقرة أكثر من “قسد”، التي تعرف بأنها الحلقة الأضعف في أي حديث دولي حول سورية، فإنها ستفكر بإنهاء الدور العربي على المستوى العسكري كي لا تكون البديل المطروح من قبل الأتراك على الأمريكيين للوحدات الكردية في إدارة المنطقة الشمالية من سورية، كما أن “قسد” تعتقد أن المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها حالياً ستكون أضيق لجهة إخراجها من “المنطقة الآمنة”، ومن ريف دير الزور والرقة والحسكة الجنوبي، وهذا يعني انكفاءها داخل المناطق التي تعرف بـ “المناطق الكردية”، كـ “القامشلي – عين العرب – المالكية”، مع التذكير هنا بأنها تحاول الحفاظ على المخيمات للإبقاء على النازحين كورقة قوة في أي عملية تصويت على مصير الشرقية أو شكل الجهة التي ستكون متحكمة بالمجالس المحلية التي أنشأتها “قسد”.

الحرب الداخلية التي يمكن أن تذهب إليها “قسد” خلال المرحلة القادمة، تتوافق وتصريحات المتحدث الأسبق لها المدعو “طلال سلو”، المقيم حالياً في تركيا، والذي رأى أن نهاية تنظيم “داعش” تعني بداية نهاية “قوات سوريا الديمقراطية”، الأمر الذي يعني بالضرورة أن مرحلة “ما بعد داعش”، لن تقل دموية عن أي مرحلة مضت، وستكون الفصائل الكردية المسلحة هي الحلقة الأضعف، ما سيفكك “قسد” حتماً، لتظهر تحالفات جديدة في المنطقة ضمن حرب تقضي الفصائل فيها على بعضها.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً