بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، انتقلت حالة الانفتاح العربي على سوريا من علاقات ثنائية بين كل دولة على حدى وسوريا، إلى عودة الأخيرة إلى منظمات وهياكل عربية ودولية، ما يُنذر بأن هذا القرار يحمل ثقلاً سياسياً وينقل سوريا إلى مرحلة جديدة في سياستها الخارجية.
وفي هذا السياق لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربيى سيكون لها تداعياتها على الكيان الإسرائيلي، مضيفة أنه “تمثل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية نقطة تحول رمزية تنذر بالربيع العربي وجزءاً من حقبة دبلوماسية جديدة في المنطقة ، مع إمكانية تسليم الفوز لإيران وروسيا”.
كما نقلت صحيفة “النهار” اللبناني عن المحلل المختص بالشأن السوري فابريس بالانش، قوله: “إن قرار الجامعة العربية يُعد انتصاراً ديبلوماسياً، ويعني أن عزلة سوريا الإقليمية انتهت رسمياً” موضحاً أنه “قد لا تغيّر عودة سوريا إلى الحضن العربي الخارطة السياسية والميدانية على المدى القريب، إذ هناك أطراف أخرى يجب أخذها بالحسبان، لكن عودة سوريا إلى الحضن العربي تتزامن أيضاً مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي تُعلّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة”.
الأمر ذاته الذي أكدته صحيفة “ذا هيل” البريطانية التي أكدت أن “الخطوة التي اتخذتها جامعة الدول العربية للسماح للدولة السورية بالعودة إلى الجامعة العربية، تشير إلى أن المنطقة على استعداد لإعادة فتح العلاقات مع الدولة التي كانت معزولة في السابق” مشيرة إلى أن “البلاد واجهت عقوبات اقتصادية خانقة، بما في ذلك عقوبات بقيادة الولايات المتحدة في عام 2019 ، والتي تهدف إلى الضغط على على الدولة السورية، لكن العقوبات تسببت أيضًا في إغراق اقتصاد البلاد، وكان لها تأثير عميق على الفقر والجوع اللذين يواجههما المدنيون المحاصرون في وسط الحر، وفي عام 2021 كان 90 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر 60% منهم معرضين لخطر الجوع”.
وتؤكد التقديرات أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هو تطور سياسي مهم في الأزمة السورية، إلّا أنه لن يكون له تأثيرات واضحة على الملف الاقتصادي في البلاد على المدى المنظور، نظراً لاستمرار وجود العقوبات الأمريكية، فيما تشير تحليلات أمريكية إلى أنه من غير المستبعد رفع بعض العقوبات التي كان لها دور كبير بتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، ونقلت في هذا الصدد شبكة “CNN” الأمريكية عن مسؤولين ومحللين قولهم: “إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، رغم كونها رمزية ، تأتي على أمل أن تمهد الطريق لإعادة تأهيل الدولة السورية دولياً، وربما رفع العقوبات المعوقة المفروضة عليها”.