أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

مؤشرات بدء الحرب ارتفعت.. وإيران محورها

by Athr Press R

رضا توتنجي || خاص أثر

خرج الرئيس الإيراني عن الحالة الدبلوماسية وبدأ يستخدم أوراق الضغط الخاصة ببلاده بعيداً عن أي حليف أو دولة قد تتمكن الولايات المتحدة من استمالته إلى جانبها في حربها ضد إيران والتي تعتبرها أولية إستراتيجية لا يمكن التنازل عنها.

فبعد فشل الولايات المتحدة في إسقاط دمشق من أجل إضعاف الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة، وتمكن القوات السورية بغطاء سياسي روسي من استرجاع مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، باتت الولايات المتحدة تحاول إسقاط طهران بشكل مباشر، وذلك من خلال تقويد الحالة الاقتصادية الإيرانية ودفع الشارع الإيراني للتحرك بسبب غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع المعيشية نتيجة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران حكومةً وشعباً ومن ثم تخرج الولايات المتحدة و”الإسرائيليين” للتضامن مع الشعب الذي فرضت عقوباتها عليه، كما ظهر في الشريط المصور لرئيس وزراء الكيان “نتنياهو” وهو يوجه رسالة تضامن مع الشعب الإيراني في محاولة لافتعال المزيد من الاحتجاجات.

في حين نشر موقع “زيروهيدج” الأمريكي الموجود في واشنطن والمتخصِّص في المال والاقتصاد، تقريراً مَدعوماً بالوثائق يؤكّد تأسيس مجموعة عمل أمريكيّة “إسرائيليّة” يعمل فيها ضبّاط كبار في “الموساد” والـ”سي أي إيه” تَعقد اجتماعات متواصلة منذ عدَّة أشهر للتحضير لاضطرابات واحتجاجات في كل مدن وبلدات إيران، تستغل الأوضاع الاقتصاديّة المتدهورة في البلاد، ويشرف عليها “جون بولتون”، مستشار الأمن الأمريكي لشؤون الأمن القومي، ونَظيره “الإسرائيلي”، “مائير بن شابات”.

تَشمل مخطَّطات هذه المجموعة، مثلما جاء في الموقع الأمريكيّ المذكور، توظيف مجموعات إيرانيّة معارِضة، واستخدام مكثَّف لوسائط التواصل الاجتماعي للتحريض على التَّظاهر.

تلك العمليات لتحريض الداخل الإيراني المتعب من القيود الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ستتكثف مع بدء المحاولات الأمريكية لتجميد الصادرات النفطية الإيرانية والتي تشكل أكثر من مليوني برميل يومياً ما من شأنه إضعاف الواقع الاقتصادي في الداخل الإيراني أكثر في حال تمكنت الولايات المتحدة من التأثير على الصادرات النفطية الإيرانية.

الخطة الأمريكية لإضعاف الصادرات النفطية الإيرانية دفعت الرئيس الإيراني لتغير لهجته الدبلوماسية إلى اللهجة التهديدية، مستثمراً أولى أوراق الضغط الإيرانية، حيث صرح روحاني أول أمس من سويسرا بأن “عدم السماح لإيران بتصدير نفطها يعني أن نفط كل المنطقة لن يصدر” واتهم نظيره الأميركي بأنه “لا يفهم معنى تصريحاته”، لتدعم بعد ذلك تلك التصريحات بمباركة من من الحرس الثوري لتأخذ بمحمل أكبر من الجدية وتدخل في الإطار العسكري، ويعني إغلاق مضيق هرمز تجميد أكثر من ثلث نفط العالم وبذلك سترتفع أسعار النفط عالمياً ويتأثر الاقتصاد العالمي.

لماذا لا تصدر دول الخليج نفطها من الساحل الغربي للسعودية (البحر الأحمر)؟

يتجه نحو ثلثي صادرات النفط السعودية الذي يشكل معظم النفط الخليجي، إلى آسيا، ولذا فإن تحويل مسارها إلى الغرب أي إلى البحر الأحمر ومن ثم نقلها شرقاً يعني أن الناقلات ستبحر عبر مضيق باب المندب وخليج عدن، حيث ينشط القراصنة، في رحلة أطول بنحو 1200 ميل، وهي تستغرق حوالي خمسة أيام، لذلك لا يمكن التخلي عن المرور من مضيق هرمز الفاصل بين سلطنة عُمان وإيران.

وعليه لا يمكن للولايات المتحدة سحب ورقة مضيق هرمز من إيران عن طريق تغير مسيرة صادرات الخليج النفطية، ومما لا شك فيه بأن الولايات المتحدة لديها علم مسبق بأن إيران ستستثمر ورقة المضيق في حال منعها من تصدير نفطها، فهل تنوي الولايات المتحدة تبرير إشعال حرب عسكرية حقيقية ضد إيران تشعل كامل المنطقة خصوصاً بعد تصريحات ترامب المتكررة حول سحب قواته من سوريا لمنع تعرضهم لأي هجمات في المستقبل ومحاولاته لاستمالة الجانب الروسي لتحيده عن تلك المعركة؟ وكيف ستستغل إيران ورقة الكيان الإسرائيلي إذا أشتعلت المنطقة؟، فمن المؤكد بأن الحكومة في إيران لن تجلس وهي تنظر إلى انهيارها اقتصادياً.

اقرأ أيضاً