أثر برس

الثلاثاء - 7 مايو - 2024

Search

حول فيديو قناديل البحر.. خبير لـ”أثر”: تم تجميعها لتظهر بهذه الكثافة.. لكن متى تصل للشواطئ السورية؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس تداولت مؤخراً صفحات التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تبيّن أعداداً كبيرة من قناديل البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، مرفقةً تلك الصور بتحذيرات من وصولها إلى الشواطئ السورية خلال أيام قليلة، الأمر الذي تخوّف منه الكثيرون، واعتبروه فألاً سيئاً لموسم السباحة الذي سيعكر صفوها قنديل البحر الذي تشكّل لسعته تجربة مرّة لا يريد أحد أن يخوض غمارها.

وقال رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية وأستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في كلية الزراعة بجامعة تشرين الدكتور أديب سعد لـ ”أثر”: “ظهور قنديل البحر وبكثافة في المياه في هذه الفترة من السنة هو أمر طبيعي جداً، خاصة أنه موسم التكاثر له والذي يكون بين شهري حزيران وآب، في حين تبدأ القناديل بالتلاشي مع بداية أيلول”.

وعن الصور والفيديوهات لقناديل البحر التي تم تداولها مؤخراً، رجح سعد أن يكون قد تم تصويرها خلال تجمّعها في مكان معين أو داخل أحد الخلجان، أثناء عبورها على شكل موجة خاصة في هذه الفترة التي يكون فيها موسم التكاثر لقنديل البحر، مشيراً إلى أن
قناديل البحر من الهائمات المائية التي لا تقوم بالحركة الذاتية، وإنما الأمواج هي التي تقوم بتحريكها وقذفها باتجاه الشواطئ.

وعن وصولها إلى الشواطئ السورية، أشار سعد إلى أنه من المحتمل أن تصل وهذا أمر طبيعي، فقناديل البحر موجودة في المياه السورية وليست بظاهرة نادرة أو جديدة، ولكن ليس بالكثافة التي تم تصويرها وتداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكداً في الوقت ذاته أن دورة حياة قنديل البحر قصيرة جداً إذ لا تتجاوز شهر ونصف كحد أقصى.

ولفت سعد إلى أن دورة الحياة عند قنديل البحر عبارة عن طورين، الطور الأول بوليبي ثابت يبدأ في تشرين الأول ويمتد حتى آذار، فيما الطور الثاني يتحول من البوليب الصغير ليصبح على شكل القنديل العادي المعروف للجميع، حيث يبدأ قنديل البحر بالتكاثر خلال شهري تموز وآب، ويعطي بوليباً صغيراً ومن ثم يكبر ويتكاثر مرة أخرى في دورة حياة جديدة، مبيناً أن كل قنديل بحر يتكاثر ليعطي 40 قنديلاً.

وأوضح سعد أن السبب وراء ظهور قناديل البحر بكثافة غير اعتيادية مقارنة بالأعوام الماضية، هو التغيرات المناخية ودفء مياه البحر والظروف البيئية، مبيناً أن ظهور القناديل بكثافةٍ، ليس على الشواطئ السورية فحسب، وإنما في دول البحر المتوسط كلها وحتى في المحيط الأطلسي، مؤكداً أن قناديل البحر لا تشكّل أي خطر على الثروة السمكية باعتبار أنها ظاهرة طبيعية.

ويشكّل قنديل البحر _حيوان بحري من الرخويات يتبع فصيلة اللافقاريات اللاسعة_ هاجساً لدى البعض إذ تعد لسعته واحدة من المشكلات الشائعة نسبياً بين من يسبحون في مياه البحر، حيث يمكن للمجسات الطويلة التي تخرج من جسم قنديل البحر أن تحقن الجسمَ بالسم من خلال آلاف الإبر المجهرية الشائكة، حيث تتفاوت لسعات قنديل البحر في حدتها تفاوتاً كبيراً، وغالباً ما تؤدي إلى ألم واحمرار فوري وعلامات تهيّج جلدي.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً