أثر برس

الإثنين - 29 أبريل - 2024

Search

قمة “لم الشمل” الاستثنائية: ماذا سيناقش الزعماء العرب في جدة؟

by Athr Press A

تنطلق الدورة الـ 32 للقمة العربية على مستوى الزعماء يوم الجمعة المقبل في مدينة جدة السعودية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دول عربية عدة، إلى جانب حضور ملفات سياسية من بينها الملف السوري.

ويعتزم الرئيس بشار الأسد المشاركة في قمة جدة، وفق ما أكده وزير الخارجية فيصل المقداد اليوم في تصريحات صحفية، بعد أن تلقّى الرئيس الأسد دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في مشاركة ستكون الأولى له منذ عام 2010.

ويتوقع مراقبون أن تكون القمة العربية في السعودية ذات أهمية كبيرة في تاريخ القمم العربية السابقة، إذ اعتبرها بعضهم “قمة استثنائية”، في وقتٍ سعت فيه الرياض إلى أن تكون قمة “لم شملٍ” للعرب بمشاركة سوريا فيها بعد 12 عاماً، وسط تطورات وتحوّلات شهدتها المنطقة في الأشهر الماضية، ولا سيما بعد إعلان المصالحة السعودية- الإيرانية في 10 آذار الفائت، برعاية الصين، وهو ما سينعكس تأثيره إيجابياً في ملفات عربية عدة.

اجتماعات تحضيرية

انطلقت الأحد الفائت أعمال اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لأعمال القمة العربيةـ على حين عُقد الاثنين اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، ومن ثم عُقدت أمس الثلاثاء الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية المرتقبة بشقها السياسي، وجرى خلال الاجتماعات التحضيرية مناقشة التوصيات ومشاريع القرارات التي سيتم رفعها إلى اجتماع وزراء الخارجية الذي جرى اليوم.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إنّ “وزراء الخارجية العرب أقروا في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية، مجموعة من القرارات التي سيتم طرحها على القادة”، مشيراً إلى أنّ “هذه القرارات تتناول مجموعة بنود سياسية واقتصادية واجتماعية بعضها مهم للغاية”، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

ولفت إلى أن “الاجتماع تناول النزاع السوداني، وموضوعات مهمّة مثل سوريا وتطورات الوضع هناك في ظل عودة الوفود السورية للمشاركة في الاجتماعات، وكذلك قضية فلسطين، والتدخلات الدولية في الشؤون العربية وغيرها من القرارات المهمة”.

من جهته، قال السفير خالد بن محمد منزلاوي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية، إنّ “القمة العربية تأتي في خضم أحداث صعبة لا تحيط فقط بالمنطقة العربية بل تحيط بالعالم أجمع”، مشيراً إلى أنّ “أهمية قمة جدة تنبع من كونها تأتي في ظل كثيرٍ من التبعات للأحداث والأزمات الدولية والتي تؤثر في الكثير من الأقاليم ومنها المنطقة العربية”، وفقاً لـ “سبوتنيك”.

وفيما يتعلق بمشاركة الوفد السوري بالاجتماع، أوضح أنّ “دمشق استعادت مقعدها بجامعة الدول وسيكون لها صوت كبير داخل الجامعة، باعتبار أن الدور السوري كان من الأدوار المهمة سابقاً ونتيجة الأحداث كان هناك كثير من الإشكاليات في مشاركتها، والآن لا نريد التحدث عن الماضي بل المستقبل، إذ سيكون هناك أمور إيجابية تصب في مصلحة الشعب السوري والشعوب العربية عموماً”.

ماذا سيناقش الزعماء العرب في جدة؟

يرى الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أبو بكر الديب، أن الزعماء العرب سيناقشون في القمة 5 ملفات رئيسة، تتضمن القضايا السياسية، والأمن الغذائي والمائي العربي، والتكامل الاقتصادي، والطاقة، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.

وأشار الباحث المصري، إلى أنّ “القمة تأتي وسط عوامل مالية عالمية عدة، منها أن الاقتصاد العالمي تعرّض وما يزال إلى عددٍ من الأزمات المالية عقب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، وأكثر من 14 ألف عقوبةً غربية من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على روسيا والعجز المالي في موازنات بعض الدول العربية وانشغال عدد من الدول العربية بمعالجة أوضاعها المالية والاقتصادية”.

وأكّد أنّ “القضية الفلسطينية لن تغيب عن القمة من حيث التمكين الاقتصادي والاجتماعي بدولة فلسطين، فضلاً عن مستقبل سوريا ودعمها بعد عودتها إلى الجامعة العربية، وأزمات ليبيا واليمن وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية وملف الإرهاب وتأثيره في المنطقة وأزمة الطاقة والتقارب العربي- الإيراني وإصلاح الجامعة العربية.

يُشار إلى أن القمة العربية الـ31 عُقدت في الجزائر في تشرين الثاني الفائت من دون حضور سوريا، بعدما طلب وزير الخارجية فيصل المقداد من الجانب الجزائري بعدم إثارة ملف عودة سوريا إلى الجامعة، وذلك بعد الجهود التي بذلتها الجزائر في هذا الشأن، وفي الأشهر الماضية لعبت الإمارات وسلطنة عُمان والجزائر والعراق دوراً كبيراً في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ولا سيما بعد إعلان المصالحة السعودية- الإيرانية، إذ ساهمت الرياض في اجتماع جدة في 14 نيسان الفائت، وفي اجتماع عمّان في 1 أيار مع الأردن، إلى تبني مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، ومن ثم أصدر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم بالقاهرة في 7 أيار قراراً يقضي بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

أثر برس

اقرأ أيضاً