عُقدت القمة العربية بدورتها الـ34 في العاصمة العراقية بغداد، في ظل ظروف استثنائية تطرأ على منطقة الشرق الأوسط، كما تزامنت هذه القمة مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى الشرق الأوسط، التي كان لها تأثير على مخرجات القمة وفق ما أكده محللون.
في هذا الصدد، نقلت شبكة “BBC” البريطانية عن محللين، قولهم: إن “مشاورات الرئيس الأمريكي في الخليج، وما تحدث فيه من خطط مع القادة الخليجيين، ربما أثر في نواياهم وخططهم، التي كانوا يعتزمون البحث فيها خلال قمة بغداد، ومن ثم أثر في المخرجات النهائية لتلك القمة”.
وأضافت أن “رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، كان قد اعترف بتأثير الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج، على مخرجات القمة العربية في بغداد، إذ قال في حوار تليفزيوني: (من الممكن أن يكون لها تأثير في بعض الملفات، ونحن نتابع مجرياتها) لكنه شدد على أن العراق يجد نفسه مع أي مسار يؤمن بالحوار والسلام في المنطقة، ومع حل القضية التي تمثل جذر المشكلة في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية”.
وفيما يتعلق بمخرجات القمة نشرت صحيفة “المدن” مقالاً جاء فيه: “عبر كثيرون عن شكوكهم بأن تساهم مخرجات القمة العربية، كما هو الحال دائماً، في إيجاد حلول واقعية وملموسة للأزمات التي تشهدها المنطقة يقف في مقدمتها الحرب في غزة، وقال هؤلاء إن التجربة أثبتت أن الحاجة لا تقف عند حدود إصدار قرارات وإطلاق دعوات، بل في ايجاد آليات حقيقية تضمن تطبيق هذه القرارات وتحولها إلى واقع ملموس على الارض، وهذا ما عجزت القمم العربية في إيجاده”.
وحول الظروف التي عُقدت فيها هذه القمة، لفتت صحيفة “المجلة” إلى أن “بغداد استضافت القمة الـ34 في أوضاع استثنائية تشهدها المنطقة العربية، خصوصاً بعد تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، وتقييده في العراق، بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي–الإيراني وتأثيره على المنطقة، وقدم العراق رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة ولبنان عبر إنشاء صندوق عربي، إذ تبرع بـ40 مليون دولار، وكذلك إعادة دمج سوريا وانفتاحها على العالم، بعد سنوات من العزلة نتيجة سياسات نظام الأسد”، مشيرة إلى أن “القمة شهدت ضعفاً كبيراً في تمثيل القادة، إذ حضرها 5 رؤساء دول فقط، نتيجة عودة التوتر مع الكويت بسبب إدارة الملاحة في خور عبد الله ورفض العراق للاتفاقية الموقعة بين البلدين، بالإضافة إلى صدور أصوات عراقية، تعترض على مجيء الرئيس السوري أحمد الشرع، واستثمار هذا في الصراع الانتخابي بين القوى السياسية، بالإضافة إلى الخلافات بين الدول العربية التي أدت إلى عدم حضور بعض القادة بسبب وجود آخرين، مما جعل العراق يطالب بلجنة وزارية عليا مهمتها تذويب الخلافات بين الدول العربية”.
يشار إلى أن البيان الختامي لقمة بغداد، حث على الضغط من أجل وقف إراقة الدماء في غزة، والرفض القاطع لكل أشكال التهجير والنزوح الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان على غزة، وشدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعلى أهمية التنسيق المشترك لفتح جميع المعابر وتمكين الوكالات الأممية من القيام بدورها، كما الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وتحدث عن “ضرورة المضي قدماً بعملية سياسية انتقالية شاملة في سوريا” مرحباً بإعلان ترمب برفع العقوبات عن سوريا.