أثر برس

الثلاثاء - 23 أبريل - 2024

Search

قمة أولى من نوعها وسوريا في مقدمة جدول أعمالها..  كيف سيكون شكل مخرجاتها؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس ينتظر العالم يوم غد الأربعاء عقد القمة الأمريكية-الروسية والتي تم وصفها بأنها استثنائية وفريدة من نوعها لتزامنها مع جملة من الأحداث التي تطرأ على العالم سواء كان في الشرق الأوسط أو غيره، إلى جانب تزامنها مع ارتفاع وتيرة الخلافات بين روسيا وأمريكا، ومن المُنتظر أن تناقش قضايا مصيرية، وسوريا في مقدمة هذه القضايا وفق تأكيد الجانبين الروسي والأمريكي.

عند الحديث عن حضور سوري قوي في قمة بهذا المستوى (حسب تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) فلا بد من النظر إلى الملفات السورية التي قد تُناقش فيها، حيث قال الباحث والكاتب السياسي الدكتور أسامة دنورة في حديث لـ”أثر”: ” يذهب بايدن مع بوتين إلى هذه القمة وهو يشعر في ضيق الأفق السياسي والاستراتيجي أمام خيارات تواجد قواته في سوريا وإمكانية توظيف هذا التواجد على المدى المتوسط والبعيد تبدو أصعب شيئاً فشيئاً حيث تتزايد المشاكل والاضطرابات التي تقف في وجه تفعيل هذا الوجود الاستراتيجي” مشيراً في المقابل إلى أن ” الروسي يشعر بتراكم القوة شيئاً فشيئاً نتيجة موضوع الانتخابات التي دعمت الحكومة السورية وما تحقق على الأرض من تحسن في الوضع العسكري والسياسي للدولة السورية وتحرير الأراضي على مدى عدة سنوات، كل هذا يتم مراكمته لمصلحة الموقف السوري-الروسي”.

الملفات السورية المطروحة:
وحول الملفات السورية التي يمكن أن تناقشها هذه القمة، قال دنورة في حديث لـ”أثر”: “هناك ورقة مهمة يمسك بها الروسي وهي ورقة تجديد القرار الأممي فيما يتعلق باستمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة الشمال الغربي، فإذا رفض الروس تمديد هذا القرار فمن شأن ذلك أن يحصر وصول المساعدات إلى الدولة السورية وهذا من شأنه أن يضع الحالة الموجودة في منطقة الشمال الشرقي تحت ضرورة التعامل مع الدولة السورية وتحت ضرورة مرور المساعدات الإنسانية عبر طريقها وهو يحرم كل من الأمريكي والتركي من إمكانية الاستمرار باستثمار هذه الورقة ضد الدولة السورية”، وفي هذا الصدد أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين من القمة بقوله: “موقف روسيا يتمثل في ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحكومة المركزية دون تمييز، كما يحدث ذلك في كل العالم وتنص عليه أحكام القانون الدولي”، وهو ما لا يتواقف مع الموقف الأمريكي المصر على تقديم تلك المساعدات عبر المعابر الغير شرعية في شمال غرب سوريا.

مساعي القمة في سوريا:
إلى جانب فتح معابر شمال غرب سوريا، أعلن بايدن بشكل صريح مؤخراً أن سوريا هي مثال للعمل بين الدولتين، وهي مجال يمكن للقوتين العمل فيه معاً للتوصل إلى تسوية” الأمر الذي طرحه سابقاً محللون في الصحف الأمريكية حيث قالوا إن بايدن سيسعى للوصول إلى صفقة روسية-أمريكية، مؤكدين في الوقت ذاته أن روسيا يمكن أن تدخل في تسوية إذا كانت تضمن لها مصالح وتمكّن وجودها أكثر في سوريا، ولفت دنورة خلال حديثه مع “أثر” إلى أن الجانب الروسي لا يمكن أن يخوض مساومات إلا إذا كان هناك هدف استراتيجي، حيث قال: “هذا الهدف متمثل في إنهاء الاحتلال وإنهاء حالة التمرد الموجودة في الشمال الشرقي والتوصل إلى تفاهمات حول سوريا بشكل عام ولذلك فمهمة بايدن لن تكون سهلة ولربما يستطيع الهروب إلى الأمام في لقائه مع بوتين وألا يكون هناك حلول في المستقبل المنظور”.

نتائج متوقعة:

لفت محللون إلى أن واشنطن لن تقبل بالخروج من هذه القمة دون مكاسب، وإن عجزت أمام إقناع روسيا في مطالبها فستعمد إلى التصعيد بجوانب أخرى في البلاد، فقال الدكتور دنورة في هذا الصدد: ” أغلب الظن إذا كان هناك تمديد في آلية المساعدات في منطقة الشمال الغربي في سوريا فهذا سوف يقابله من الأمريكان من دون شك تراجع في أماكن أخرى لعله فيما يتعلق بوصول النفط السوري إلى الدولة السورية بكل الأحوال فإن المطالب الروسية لن تكون متساهلة تجاه الولايات المتحدة لأن الروسي يدرك جيداً أن الأمريكي يضعف تدريجياً فيما يتعلق بالساحة السورية”.

وأضاف “هناك قيمة مضافة للموقف السوري تتعلق بالموقف الإيراني فالأمريكي يدرك تماماً أنه لا يستطيع أن يحقق الكثير في مواجهة كل من الروسي والإيراني على الساحة السورية خاصة أنه في صدد فض الاشتباك فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وبالتالي فهو يتعرض إلى الضغط في اتجاهين مختلفين وهو الأول فض الاشتباك مع إيران وأيضاً الضغوط التي يتعرض لها من الطرف الروسي”

وأمام أهمية هذه القمة وتصريحات الجانبين الروسي والأمريكي وتحضيرات الأخير وأمام جملة التوقعات والتحليلات، يشير محللون إلى أننا قد نكون أمام تفاهمات روسية-أمريكية في سوريا ولن تكون الأولى من نوعها بل ستكون مضافة إلى حالة التنسيق العسكري بينهما شرقي البلاد، لكن هذه التفاهمات لن تكون مجانية.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً