أثر برس

الثلاثاء - 30 أبريل - 2024

Search

“قسد” تفتح معبر “الصالحية” أمام سكان شرق الفرات يومين فقط في الأسبوع مسببة لهم أعباء مادية كبيرة

by Athr Press G

خاص || أثر برس  تحصر “قوات سوريا الديمقراطية” العبور من “معبر الصالحية” في ريف دير الزور الشمالي أمام حركة المدنيين بيومي الأحد والأربعاء، وضمن الفترة الزمنية الممتدة بين الساعة التاسعة صباحاً والساعة الثانية بعد الظهر، الأمر الذي ينعكس على حياة المدنيين بشكل سلبي، نتيجة لقلة وصول المواد الأساسية من المناطق عليها الدولة السورية، إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في المنطقة.

بين البرّ والنهر

مع انتهاء الأعمال الهندسية لبناء الجسر العائم الذي يربط بين ضفتي نهر الفرات في قرية “المريعية” في ريف دير الزور الشمالي، عملت “قسد” على إغلاق “معبر الصالحية” الذي كان يستخدمه السكان للمرور إلى المناطق التي تقع تحت نفوذ الدولة السورية، شرق نهر الفرات، للعبور من الجسر إلى مدينة دير الزور، ما أجبر السكان على العودة إلى استخدام “العبارات النهرية” التي تنقل الركاب والسيارات بين ضفتي النهر بأسعار عالية جداً، ودون وسائل حماية تذكر خلال فترة الشتاء والربيع التي تعد من الفترات التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في مستوى نهر الفرات.

يقول “أحمد الحسن”، وهو طالب في الثالث الثانوي، خلال حديثه لـ “أثر برس”: “إن عدم وجود ثانويات تدرس المنهاج السوري في مناطق سيطرة قسد بسبب القيود التي تفرضها ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” على عملية التعليم، دفع ذويه لتسجيله في دورات تقوية ودروس خصوصية في مدينة دير الزور، وهو ينتقل يومياً بين ضفتي النهر، ومع إغلاق معبر الصالحية، أمام حركة المدنيين، يضطر للذهاب إلى بلدة الشحيل، أو قرية الحصان، لاستخدام العبارات النهرية التي تتقاضى أجوراً عالية، ما يجعل رحلته اليومية تكلف نحو 10 آلاف ليرة سورية، في حين أن حركة النقل البرّي عبر المعبر لا تتجاوز 1500 ليرة يومياً”.

“يوسف المصطفى”، تحدث لـ “أثر برس”، عن عجزه عن استئجار منزل لأبنائه الأربعة الذين يدرسون في مدارس الحكومة السورية داخل مدينة دير الزور، مشيراً إلى أن أكبرهم في آخر فرصة له بالنسبة للثانوية العامة، وإذا ما تسببت ممارسات “قوات سوريا الديمقراطية”، برسوبه في امتحانات العام الدراسي الحالي، فإنه سيصبح ضمن السن القانونية للتكليف بالخدمة الإلزامية، ما سيعني ضياع فرصته في تلقي التعليم الجامعي.

ويضيف “محمد الطحطوح”، أن حركة النقل البرّي للمواد الأساسية بين ضفتي نهر الفرات، باتت محصورة بأيام فتح “معبر الصالحية”، أمام الشاحنات ومع فرض “قسد” لأتاوات على الشاحنات التي تمر بـ “المعبر”، يصبح أي منتج ذو سعر مضاعف، وذلك لقلة وصول المواد الاستهلاكية طيلة أيام الأسبوع، وإضافة التجار للمبالغ التي يدفعونها كـ “آتاوات” على الأسعار الحقيقية للمواد، وهذا ما يجعل الحياة تزداد صعوبة في ظل تعنت “قسد”، التي تعتمد في انتشارها ضمن مناطق شرق الفرات، على فصائل مُشكلة من أبناء المنطقة أنفسهم.

قطع للأرزاق

يقول “خليل الأحمد”، الذي يعمل على “دراجة نارية”، لنقل الركاب بين المعبر ومدينة دير الزور، إن الدراجات تعد من وسائل النقل الخاصة والسريعة والتي يعتمد عليها الكثير من المدنيين في مناطق ريف دير الزور، وفكرة استخدامها كـ “تكسي”، موجودة منذ ما قبل الحرب على سورية، فهي أرخص من سيارات النقل، وهي تحقق دخل مقبول للعامل فيها، إلا أن إغلاق المعبر أمام حركة الركاب، جعل من هذا العمل بهذه المهنة محصور فقط في يومين من الأسبوع، ليبقى العامل فيها رهين البطالة والحاجة بقية أيام الأسبوع وسط  ندرة في الحصول على فرصة عمل حقيقية في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، من ريف دير الزور.

يشير أيضاً “أبو أيوب”، إلى أن سيارات النقل باتت تركن طيلة أيام الأسبوع لأن “قسد” تمنع مرورها من المعبر إلا ضمن الأوقات التي حددتها، الأمر الذي يجعل من أصحاب السيارات عاطلين عن العمل، ويزيد من معاناة السكان في المنطقة، كما يؤثر على وصول البضائع إلى المحال التجارية العاملة في المناطق التي تحتلها “قسد”، ويسبب ركوداً في الأسواق.

لا يوجد مبررات أمنية لإغلاق “معبر الصالحية” من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، أمام الحركة المدنية، مع الإشارة إلى أن “قسد” أعادت فتح المعبر قبل أسبوعين فقط، وخلال يومين من الأسبوع بعد أن كانت قد أغلقته بشكل كامل طيلة أربعة أشهر سبقت ذلك.

محمود عبد اللطيف – دير الزور

اقرأ أيضاً