أثر برس

الخميس - 18 أبريل - 2024

Search

“قسد” تستغل حرائق الحسكة لتحقيق أهدافها.. أرقام مرعبة وأول عام يسجل فيه ضحايا

by Athr Press G

خاص || أثر برس تتواصل الحرائق في مدينة الحسكة ضمن حالة مازالت الأطراف المتعددة تتقاذف فيها كرة الاتهام، في وقت تذهب فيه “قوات سوريا الديمقراطية”، نحو الاستثمار السياسي للكارثة التي لحقت بالسكان بأقصى ما تستطيع، فجملة من المواقف والممارسات السياسية والعنصرية سجلت خلال ٤٨ ساعة، إضافة إلى تحول الحرائق إلى مصيدة لاعتقال الشبان بهدف التجنيد الإجباري.

“المغمورون”.. هدف لعنصرية “قسد”

يعيش قسم كبير من عشيرة “الولدة” في المناطق التي تعرف باسم “خط العشرة” في ريف الحسكة الشمالي منذ إنشاء سد الفرات في منطقة الطبقة في ريف محافظة الرقة، إذ قامت الدولة السورية آنذاك بتعويض المتضررين من غمر أراضيهم بمياه بحيرتي سدي الفرات والبعث بمساحات زراعية من أملاك الدولة في المنطقة الممتدة بين مدينتي “الدرباسية وعامودا” إضافة إلى بعض القرى التابعة لمدينة “رأس العين” لذلك أُطلق عليهم اسم “المغمورين، الأمر الذي باتت تعتبره أدبيات منظمة “حزب العمال الكردستاني” بـ “الحزام العربي”، زاعمة أن الدولة وضعت عشيرة “الولدة” التي يعرف أبناءها في الحسكة باسم “المغمورين” بهدف “تعريب المنطقة”، وهذه المزاعم عارية عن الصحة حيث أن المنطقة لا يمكن اعتبارها ذات غالبية كردية في أي وقت مضى، نظراً لكون أبناء العشائر العربية يشكلون النسبة الأكبر من سكان المنطقة.

خلال اليومين الماضيين، جنحت “قسد” لمداهمة القرى التي تقطنها “الولدة”، لاعتقال عدد من الأشخاص بحجة وقوفهم وراء إشعال الحرائق في المناطق التي تتبع لمدينتي “الدرباسية وعامودا”، وبحسب ما يؤكده صحفيون مقربون من “قسد” في حديثهم لـ “أثر برس”، فإن هذه الخطوة من شأنها التمهيد لـطرد “المغمورين” من ريف الحسكة، على اعتبار أنهم وافدين ضمن الاحصاءات التي أجرتها “قسد” لترسم ديموغرافيا تتناسب وأهدافها السياسية أمام من يدعمها من الدول الأجنبية.

وقد تم اقتياد من تم اعتقاله إلى سجن مدينة القامشلي المعروف باسم “سجن علايا”، الذي تسيطر عليه “قسد”، وحولت جزء كبير منه إلى معتقل سياسي تزج به كل من يخالفها بالرأي.

تصيُد الشبان

خلال عصر يوم أمس الجمعة، حضرت سيارات “الآسايش”، إلى موقع حريق إلى الغرب من مدينة “رأس العين” القريبة من الحدود مع تركيا في ريف الحسكة الغربي، وبرغم اعتقاد السكان بأن “الآسايش”، حضرت بهدف مساعدتهم في إخماد الحريق، إلا أن الهدف الأساسي تبين بعد لحظات من خلال اقتياد أكثر من ٣٠ شاب إلى معسكرات التدريب الخاصة بـ “قسد”، وذلك قبل أن يتم الانتهاء من إخماد النيران التي تسببت بإتلاف ما يزيد عن ٥٠٠ دونم من الأراضي الزراعية.

وأكدت مصادر أهلية في مدينة تل تمر لـ”أثر برس” أن “الآسايش” اعتقلت ١٤ شاب خلال مشاركتهم في إخماد الحرائق بالقرب من مفرق عالية، فيما سجل اعتقال ٢٠ شاب في حرائق متفرقة في محيط بلدة “تل براك” بالريف الشرقي للمحافظة، ولا يبدو أن “قسد” ستوفر مناسبة للبحث عن مجندين جدد تزجهم في صفوفها في خطوة تسبق إعلان إعادة هيكلتها عسكرياً تبعاً للتعليمات التي وصلت إليها من قوات الاحتلال الأمريكي قبل شهر من الآن.

تسول على أبواب الأمم

التنظيمات النسائية التابعة لـ “قسد”، جمعت عدداً من الأطفال لتحميلهم لافتات كتبت عليها عبارات تطالب بالمساعدات الإغاثية لسكان محافظة الحسكة بعد الحرائق التي ضربت مواسمهم، وذلك في تجمع نفذ ظهر يوم الجمعة، أمام مكاتب الأمم المتحدة في مدينة “القامشلي”، ويأتي ذلك بعد توجيه ١٦ منظمة تابعة لـ “قسد”، لنداءات إستغاثة إلى ٣٥ دولة إضافة لهيئات الأمم المتحدة تطالب فيها المساعدات العينية والمادية كـ “سيارات الإطفاء والمواد اللوجستية لإطفاء الحرائق”.

وفي حين أن وسائل الإعلام التابعة لـ “قسد”، روجت للفيديو الذي أصدرته المنظمة المعروفة باسم “الخوذ البيضاء” المرتبطة بتنظيم “جبهة النصرة”، والذي طالبت من خلاله بالسماح لها بالدخول إلى المنطقة الشرقية للمساهمة بإخماد الحرائق، فقد أكدت مصادر “أثر برس” أن ما يعرف بـ “الإدارة الذاتية” أبلغت قوات الاحتلال الأمريكي بموافقتها على دخول “الخوذ البيضاء” إلى المنطقة على الرغم من تورطها بالعديد من الجرائم وارتباطها بكيان الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المصادر لم تستغرب مثل هذه الخطوة بكون “قسد”، تتجه نحو علاقات كاملة ومعلنة مع “تل أبيب”.

بالأرقام

بلغت نسبة الأراضي المحصودة أكثر من ٧٨ % من إجمالي الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في محافظة الحسكة، والنسبة نفسها تقريباً سجلت في محافظة الرقة.

وتؤكد مصادر من مديرية الزراعة في الحسكة لـ “أثر برس”، بأن مساحة الأراضي تجاوزت الـ ٦٠٠ ألف دونم في مناطق الريف عموماً، فيما بلغ عدد الحرائق ٤٩٠ حريقاً حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وتشير المصادر إلى أن المساحات المتضررة لن تذهب بالموسم الحالي نحو “كارثة اقتصادية”، على الرغم من الضرر الكبير الذي لحق بأصحاب الأراضي، في حين تراوح معدل الانتاج بين ٣٠٠ – ٥٠٠ كغ للدونم الواحد، الأمر الذي لم يسجل منذ موسم الحصاد في العام ١٩٨٨، في محافظة الحسكة.

إلا أن الرقم الصادم يأتي من عدد الضحايا، إذ أنه العام الأول الذي يسجل فيه وفاة ١٣ شخص خلال إخماد الحرائق، ٩ منهم قضوا في حريق بالقرب من ناحية “تل كوجر”، الواقعة بالريف الشرقي للمحافظة، فيما بلغ عدد الإصابات ١٦ بعضهم مازال في مشفى معبدة.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً