جاء قرار تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية لها في قطر مفاجئاً لبعض الدول، فسرعان ما أصدرت هذا القرار على رغم من وجود معارضين له في الداخل التركي، الذين أشاروا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يكون له مخاطر كبيرة جداً على تركيا والمنطقة بشكل عام، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقي مصراً على هذا القرار الذي أثار الرأي العام في الوسائل الإعلامية.
حيث تحدث موقع “ترك برس” عن النتائج التي ستحققها تركيا على المدى البعيد من إنشاء قاعدة عسكرية لها في قطر فقال:
“وجود القاعدة التركية في قطر سيمنحها انفتاح على الخليج العربي فالقاعدة العسكرية في قطر ستضاف إلى القاعدة العسكرية في سوريا المتمثلة في “درع الفرات”، أما بالنسبة للمصلحة القطرية فتندرج هذه الخطوة ضمن مساعي الدوحة لتطوير مؤسستها العسكرية، ومن جهة أخرى يدفع إنشاء “قاعدة الريان” عجلة التعاون الإستراتيجي بينها وبين أنقرة فينقله إلى فضاءات جديدة، ويخرجها من تفرد “الحماية” الضمنية الأميركية عبر قاعدة العديد.
أما التحدي الأبرز إستراتيجياً فيكمن في حقيقة الموقف الأميركي الذي يرى في الخليج العربي منطقة نفوذ خالصة له، فواشنطن لا تريد شريكاً أو منافساً لها في المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية ومصادر الطاقة”.
أما موقع “سوريا الآن” كان له رأي آخر حيث ورد فيه:
“واضح أنّ إنشاء قاعدة تركية في قطر ليس بفعل الأزمة الأخيرة التي انفجرت في قطر، بل قد يكون قرار إنشاؤها أحد أسباب هذا الخلاف، فالقاعدة التركية في قطر هدفها حماية وتعزيز ودعم مشروع الإخوان المسلمين الذي تتزعّمه كلّ من تركيا وقطر، ولهذا السبب تعتقد أبو ظبي والرياض أنّ هذه القاعدة هي تهديد لأمنهم ولاستقرار المنطقة، ومن هذا المنطلق تعارضان إقامة هذه القاعدة لأنها تؤثر على توازن القوى في منطقة الخليج العربي في غير مصلحتهما، مما سيدفع الإمارات والسعودية إلى الوقوف بقوة أكبر ضدّ قطر، ومن غير المستبعد أن يكون من بين شروط أيّ تسوية للخلاف إرغام الدوحة على التراجع عن إقامة القاعدة العسكرية التركية على أرض قطر، أما السبب الذي طرحته تركيا المتعلق بحماية جميع دول المنطقة أمر لا يمد للعقلانية بصلة”.
وتحدثت صحيفة “رأي اليوم” عن تبعات وجود الخيار العسكري بشكل عام فجاء في صفحاتها:
“تركيا تتجه إلى الخيار العسكري الأمر الذي دعا البعض إلى انتقاد الحكومات الأربع في إضاعة فرصة ذهبية توفرت في اليومين الأولين للأزمة، أي قبل التحرك القطري باتجاه تركيا.
الذين يتوجهون إلى الخيار العسكري يركزون على أمرين أساسيين، وهما حدوث انقسام في العائلة الحاكمة، ولا مؤشرات في هذا الصدد حالياً، أو تجنيد بعض القبائل المناوئة له، ويتردد اسم قبيلة “بني مرة” في هذا الصدد، في إشارة إلى دورها في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1996 التي كانت بتحريض سعودي إماراتي”.