أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

في “مخيم الهول”.. الزواج هرباً من التحـ.رش والاغتصـ.اب

by Athr Press G

خاص || أثر برس يشهد “مخيم الهول”، حالات زواج متكررة يُكتفى بها بعقد الزواج شرعياً، وغالباً ما تكون الفتيات اللواتي يتم تزويجهن في المخيم من القاصرات أو الأرامل الصغيرات في السن.

هرباً من الناس

تزوجت “أم محمد”، المتحدرة من ريف دير الزور من رجل يكبرها بـ55 عاماً لتهرب من “كلام الناس”، والتحرش المستمر من قبل عناصر “قسد”، بها لكونها أرملة بعمر 20 عاماً، وكانت قد نقلت من “باغوز فوقاني”، في العام 2019 بعد نزوح متكرر لمدة عام تقريباً، تنقبت فيه في مناطق ريف دير الزور التي كانت تشهد قصفاً أمريكياً مستمراً وتقدماً لـ “قسد” وصولاً إلى آذار من العام 2019.

بحسب ما تقوله المرأة فقد تزوجت أول مرة بعمر 14 عاماً، وبعد إنجابها لابنها “محمد”، بثلاث أشهر قتل زوجها بغارة أمريكية على مدينة “هجين”، لتبدأ رحلة النزوح وطفلها ويستقر بها الأمر في “باغوز فوقاني”، وقد أجبرت على الانتقال لـ “مخيم الهول”، تبعاً للاتفاق الذي عقدته “قسد” مع مجموعات داعش التي كانت تنتشر في المعقل الأخير للتنظيم، ومنذ وصولها إلى المخيم الواقع بريف الحسكة الشرقي، تعرضت لعدد كبير من عمليات التحرش بكونها أرملة وقاصراً في آن معاً، لينتهي الأمر بقبولها الزواج من رجل يكبرها بـ55 عاماً لتكون في كنفه، غير أن معاناتها لم تنتهِ، فهي عرضة للشك من زوجها الذي يعاني من عدة أمراض.

تتحدث المعلومات عن وجود عدد كبير من الحالات المماثلة لـ “أم محمد”، فالنساء اللواتي قتل أزواجهن خلال عمليات القصف الأمريكي لمنطقة “شرق الفرات”، بريف دير الزور يتعرضن للتحرش من قبل عناصر “قسد” وسكان المخيم على حد سواء، وبعضهن تعرضن للاغتصاب داخل الخيام التي يسكننها.

لا توجد إحصائيات لعدد حالات الزواج في مخيم الهول، وتتكتم “قسد”، على إحصائيات الولادات الحديثة أو التي سّجلت داخل المخيم خلال السنوات الأربع، وتقول معلومات حصل عليها “أثر برس”، من مصادر قريبة من المنظمات النشطة في المخيم، أن عدد الولادات التي سجلت منذ اية العام الحالي بلغ 48، فيما يعد من الصعب إحصاء عدد الزيجات المسجلة في الفترة نفسها.

القاصرات.. ضحية من؟

الفتيات اللواتي وصلن بعمر 9 – 10 سنوات إلى المخيم قبل أربع سنوات، بتن اليوم “عرائس”، في زيجات يعتبرها سكان “مخيم الهول” حاجة من باب “السترة”، وخيار أفضل من تعرضهن للتحرش أو الاغتصاب، وتتم زيجات القاصرات بـ “عقد قران شرعي”، يكتب على “ورقة مشقوقة من دفتر”، قد لا يعترف بها من قبل المؤسسات الرسمية السورية في حال حاول أي من الأزواج أن يثبت واقعة زواجه مستقبلاً، الأمر الذي يحول الأطفال الذين يولدون لمثل هذه الأمهات إلى “مكتومي القيد”، وفقاً للتعبير الذي يشير إلى من لا يمتلكون هوية شخصية أو غير المسجلين في الدوائر الرسمية السورية.

خلال الأشهر الثلاث الماضية سُجلت 18 حالة زواج لقاصرات تتراوح أعمارهن بين 13 – 15 عاماً، وفقاً للمعلومات التي وفرتها لـ “أثر برس”، مصادر قريبة من إدارة المخيم، وهذا العدد ليس نهائياً، فهناك حالات زواج تتم بعيداً عن صخب الزيجات التقليدية، فعلى الرغم من قسوة ظروف المخيم هناك من يقيم عرساً تزف فيه العروس من خيمة لأخرى قد لا تكون بعيدة، والأعراس تعد من الممنوعات التي يخشى سكان المخيم ممارستها خوفاً من عقاب قد توقعه الخلايا التي تنشط لصالح تنظيم داعش.

محمود عبد اللطيف- المنطقة الشرقية 

اقرأ أيضاً